الأقباط متحدون - هوامش على دفتر الألم
أخر تحديث ٠٤:١٠ | السبت ٢٠ سبتمبر ٢٠١٤ | توت ١٧٣١ ش ١٠ | العدد ٣٣٣٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

هوامش على دفتر الألم

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

مينا ملاك عازر
الساعة تقترب من منتصف الليل، أحد أفراد العائلة يزيد عليه ألم لا يُعرف سببه، ويقف الكل حائراً، ماذا نفعل؟ وما سر الألم، أحد الأطباء العائليين القاطنين بعيداً عن العائلة، يشتبه بأن أعراض الألم هذه تقارب أعراض الذبحة أو الأزمة القلبية، ويطلب رسم قلب سريع، تتجه أنظار العائلة وكلها خيفة وتوجس للمستشفى الحكومي القريب من المنزل كأقرب ملاذ لهم، ومع الاضطرار وعدم وجود اختيارات سريعة

ينزلون لها، ويُفاجئون أن الشوارع الهادئة تتخفي وراءها خلية من النحل داخل المستشفى، الكل يأخذ أموال كثيرة معه لتوقعات كثيرة غير مفهومة

وغير مفسرة، لكن يُفاجئ الكل أن الكشف بالمجان، وأن الأطباء والممرضات يتعاملون مع الحالة بسرعة ودون ضغوط من أي أحد، وهذا خلاف ما كان الكل يتوقعه، إذ كان من بين المرافقين للمريض من يتوقع أن يكن هناك سب وشتم لإجبار الأطباء على القيام بواجبهم، هم صحيح يعملون بهدوء وببرود لكنهم يعملون، ويعملون هكذا يبدو لكثرة مايروه، يتعمل رسم قلب ويطمئن الكل على الحالة، ويكتب لها مسكنات، وتعود للمنزل لتأخذها، وتمر أطول دقائق وساعات ليس من فرط الضيق للألم فقط وإنما أيضاً من فرط القلق من تدني مستوى المستشفيات الحكومية.

الكل يشكر ربنا أن الأمور لم تتفاقم للحد الذي يكشف السيئ في المستشفيات الحكومية، ويتمنون أن تمر الحالة على خير، لكن يبقى سؤال يحيرهم، ما سر الألم الذي يروح بالمسكنات، ويأتي فور رحيل تأثيرها.

مصر بلد عامر وعمار، ولا جدال أن به طاقة بشرية رائعة يمكن إن تم تسخيرها بشكل جيد يتقدم بلدنا..
أدهش الكل وجود دكتورة بالمشستشفى لعلاج السيدات في هذا الوقت المتأخر ومن المؤكد أنها ستبيت، ما يعني أن سيدات مصر قادرات على فعل المستحيل، وأن هناك عائلات متفتحة العقل، بالمناسبة الطبيبة كانت متميزة، وعملت كل ما في وسعها.

تباً للمرض في كل احواله بسيطة أوكبيرة، وتباً له في بلد غير موثوق بأطبائه رغم نجاحهم في أزمة طارئة، ونتمنى أن تكن الأزمة طارئة، والكفاءة التي أدار بها الأطباء دائمة.

أصعب حاجة توجع لحظة الألم، أن تقف عاجز عن علاج قريب لقلبك، وهو يتألم ولا حول لك ولا قوة.
الأطباء في مصر يجتهدون ولكن ينقصهم إمكانيات، وعائد مادي يعادل مجهودهم.
المختصر المفيد شكراً للجميع وأولهم الله.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter