الأقباط متحدون - مرة أخرى.. الحاجة إلى ظهير سياسى
أخر تحديث ٠٦:٤٢ | الاثنين ٢٢ سبتمبر ٢٠١٤ | توت ١٧٣١ ش ١٢ | العدد ٣٣٣٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مرة أخرى.. الحاجة إلى ظهير سياسى

عبداللطيف المناوى
عبداللطيف المناوى

بعد أن أكد الرئيس السيسى، فى تصريحاته مؤخراً عن الانتخابات البرلمانية وانعقادها فى موعدها، فإن الحاجة ملحّة للحديث مرة أخرى عن أهمية وجود ظهير سياسى وليس الاكتفاء بالدعم الشعبى.

كشف الإقبال الكبير على شراء شهادات استثمار قناة السويس، وجمع ٦١ مليار جنيه فى ثمانية أيام، مدى الشعبية التى يتمتع بها السيسى فى الشارع المصرى، حيث لبى آلاف المصريين دعوته لتمويل قناة السويس بشهادات الاستثمار، وفعلوا ما توقع البعض أن يفعلوه فى شهور فى ثمانية أيام فقط.

وإذا كان تأييد المصريين للسيسى قد ظهر فى مواقف متفرقة من قبل، بداية من نزولهم تلبية لدعوته لتفويضه لدحض الإرهاب عقب ثورة ٣٠ يونيو، وتكرر ذلك فيما بعد فى الاستفتاء على الدستور والانتخابات الرئاسية، فإن هذا الأمر ظهر بتأييد «مالى»، إذا جاز التعبير، عندما قرروا دفع ما يملكونه لشراء شهادات الاستثمار فى مشروع اعتبروه مشروعهم القومى.

كل هذا، وكل هذا التأييد يكشف عن وجود ظهير شعبى حقيقى للسيسى فى الشارع المصرى، يصدقه، ويقف معه ضد أعداء الدولة الذين لا يكفون عن التخريب وقتل جنودنا فى سيناء، لكن السؤال هنا: هل هذا الظهير الشعبى يغنى عن وجود ظهير سياسى للرئيس؟

الإجابة هى أن هذه المرحلة الحالية من إعادة بناء الدولة المصرية، بنظامها الجديد، تحتاج لأن تكون قوية فكرياً وكدولة لتستطيع إبعاد الدين عن السياسة والمحافظة على قدسية المعتقدات، وهذا لن يتحقق إلا بوجود ظهير سياسى للرئيس يؤمن بهذه الأفكار ويوصلها للناس، فرغم أن للرئيس ظهيراً شعبياً، إلا إنه يجب أن يكون هناك ظهير أو كيان سياسى له يعبر عن رغبة المصريين ورؤية النظام الجديد، أولا للحفاظ على الظهير الشعبى وزيادة الارتباط به، وأن يكون قادراً على العمل كفريق واحد من أجل تحقيق أهداف المصريين، خاصة أننا مقبلون على انتخابات برلمانية، وإن لم يكن هناك ظهير سياسى واعتمدنا على الظهير الشعبى، سيصبح البرلمان القادم مهلهلاً، وبدلا من مساعدته فى إنقاذ مصر سيكون معوقا جديدا للمضى فى مشاريع الدولة خاصة مع الصلاحيات الكبيرة للبرلمان فى مقابل صلاحيات الرئيس.

أهمية الظهير السياسى برزت بعد قرارات رفع الطاقة الأخيرة رغم أهميتها، والتى استغلتها بعض القوى للمحاولة للنيل من شعبية السيسى والتأثير على الداعمين له، وهنا كانت تبرز أهمية الظهير السياسى فى شرح أسباب هذه القرارات، فالقرارات الاقتصادية الأخيرة قرارات إيجابية، والمشكلة كانت فى أن الحكومة لا تجد لغة تخاطب بها الناس، لتشرح لهم عوائد رفع أسعار الطاقة، ومن هنا كانت أهمية وجود ظهير سياسى يشرح لماذا تم الإعلان عن رفع أسعار الطاقة ولماذا تم توفير هذه الأموال وكيف ستعود فى صورة تطوير الصحة والتعليم، ولو حدث هذا لما حدث هذا اللغط والجدل الدائر الآن، على الرغم من اعتراضى على رفع أسعار الكهرباء، وكنت أرى أنه يجب أن نحافظ على أسعار الشرائح الدنيا، وأن يتم عرض كيف ستتم الاستفادة من الأموال الموفرة نتيجة رفع أسعار الطاقة.

الظهير السياسى ليس رفاهية سياسية، وليس مدخلاً للفساد السياسى، المهم هو كيفية إدارة هذا الظهير، وما الذى سيقدمه هذا الظهير للدولة، وللمشروع النهضوى الذى يتبناه السيسى ويعمل عليه، ومن ثم سيكون الظهير الشعبى والظهير السياسى جناحى المشروع حتى يتمكن من القفز على كل العثرات، والدفع بالمشروعات التنموية والدولة إلى الأمام.

menawy@gmail.com

نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع