الأقباط متحدون - أقباط جبل الطير الحكاية وما فيها يعيشون تحت الحصار الإجباري
أخر تحديث ٠٩:٢٦ | الثلاثاء ٢٣ سبتمبر ٢٠١٤ | توت ١٧٣١ ش ١٣ | العدد ٣٣٣٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

أقباط جبل الطير " الحكاية وما فيها " يعيشون تحت الحصار الإجباري

أقباط جبل الطير
أقباط جبل الطير

 ضياع 500 ألف جنية وتدمير 30 منزل وإصابة 40 شخص نتيجة هجمات الشرطة
الأمن يرفض الاعتراف باختطاف السيدة القبطية
 
المنيا: ملاك فوزي غالي
 
لحظات تمر كالدهر علي أقباط جبل الطير، فما بين تنكيل الأمن بهم، وتعييرات مسلمي القرى المجاورة، يعاني الأقباط ظلم غير مسبوق وسط تجاهل المسؤلين.
 
البداية عندما قام شخص يدعي أحمد الجلفي, باختطاف قبطية تدعي إيمان صاروفيم 38 عام, في الثالث من سبتمبر الجاري, وحرر زوجها سامح عريان ، محضر بقسم شرطة سمالوط، ويروي الزوج مأساته قائلا :"الشرطة هددتني وقالت " زوجتك تركتك بإرادتها لتعتنق الإسلام", وعقب علي ذلك قائلا : الود والمحبة والتفاهم كانت سمة علاقتي بزوجتي, فلم تغضب يوما ولم أغض الطرف عن احتياجاتها, وكانت سيدة المنزل الأولي, وكذب ما جاء في تحريات المباحث قائلا : زوجتي لم تترك المنزل بإرادتها كما يدعون رجال المباحث , فجميع متعلقاتها موجودة من مصوغات ذهبية وملابسها وأدواتها، ولا صحة لما قاله رجال الشرطة أنها آخذت كل شئ معها.
 
وأضاف : أن الرابط الأسري الذي يجمعنا أقوي بكثير من جميع الإدعاءات التي تحوم حولها, فهي أكبر من أن تقيم علاقة مع أحد, كما يدعي البعض, خاصة أن لها بنات في سن الزواج , كما أنها معروفه بين جيرانها بحسن السير والسلوك , لا تغضب من احد بل سيرتها الطيبة هي التي دفعت جميع أهالي القرية للتكاتف معي في أزمتي, وإن كانت سمعتها سيئة كما تشيع أجهزة الأمن ما كانت أجد احد معي من أهل قريتي.
 
وأوضح : أن الحادث بدأ عندما ذهبت زوجتي إلي أهلها بنفس قريتنا التي نعيش فيها, وذلك يوم الأربعاء 3 سبتمبر الجاري, وعندما تاخرت عن العودة ذهبت الي منزل أرسلت أحد أبنائي ليطلبها بالعودة, لكن كانت المفاجأة أنها غير موجودة, سالت الجيران والأقارب فلم يستدل احد عليها, مر ساعتين عليا كالدهر وإذ الشكوك تطاردني والحيرة تقتلني أين ذهبت وإلي أين كانت وجهتها؟, وإذ بهاتفي يطلق رنته المعتادة لكن هذه المرة كانت قاتلة فإذ بشخص ما يخبرني أن شخص يدعي " سامي أحمد الجلفي " من أحدي القرى المجاورة، وكان شريكي سابقا في أحدي المحلات قد أختطف زوجتي.
 
وتابع : توجهت في الحال إلى مركز الشرطة، وحررت محضر رقم 6427 إداري سمالوط، وفي اليوم التالي حضر ضابط مباحث، وحقق في الموضوع بشكل كامل، وأكدت له أن الخاطف كان شريكي في أحد المحلات، إلا أنني فصلت تلك الشراكة، لكن علاقتنا ببعضنا كانت أكثر من ممتازة، وكان يتردد علينا بشكل مستمر.
 
وأستطرد : الأحد الماضي هاتفة المتهم مستخدما صلة الصداقة التي كانت بيننا, وباستجداء طالبته بإعادة الزوجة الضحية لأحضان أسرتها حتي لا تتسبب في انهيار أسرة بالكامل، فوعدني بالتشاور مع شركاءه في الواقعة ومحاولة إقناعهم , ثم أغلق هاتفه وفقدت وسيلة التواصل الوحيدة معه، في الوقت الذي فشلت قوات الأمن في تحديد موقعها حتى الآن.
 
 تعاطف أهلي القرية مع الزوج المنكوب دفعهم للاعتصام أمام نقطة الشرطة, مطالبين بعودة المختطفة، إلا أنهم لم يجدوا من رجال الأمن سوي قسوة التعامل متجاهلين حالتهم النفسية السيئة, واستخدموا العنف والقنابل المسيلة للدموع والخرطوش تجاه المواطنين العزل .
 
بل وقامت مساء تلك الليلة قوات مكافحة الشغب باقتحام القرية في منتصف الليل وحطمت أكثر من 30 منزل, وألقت القبض على عدد كبير من الشباب، و حتى الآن لم أخرج من بيتي؛ خوفا من غضب الأهالي؛ لأنني وزوجتي سبب المشاكل التي حدثت لهم".
 
ومع هذا لم يعترف رجال الأمن باختطاف القبطية بل اعتبروه اختفاء, بل وخرج قياداتهم ليقلون أنها " تركت المنزل بمحض إرادتها", فنجد اللواء أسامة متولي، مدير أمن المنيا, يقول:  أن اختفاء سيدة جبل الطير المسيحية ليس وراءها دافع جنائي حتى الآن، وفقا للتحريات، مشيرا إلى أن هناك جهات أمنية عدة تواصل جهودها لكشف لغز اختفائها وإعادتها لأسرتها.
وقال متولي:  إن أهالي الأسرة المسيحية بجبل الطور أتلفوا سيارتي شرطة وأصابوا عدد من رجال الأمن ولن نسمح بتكرار ذلك، وتم السيطرة على الموقف وضبط الأفراد المتسببين في أحداث الشغب.
 
وشدد مدير أمن المنيا، على أنه في حال ثبوت وجود تعدي من قوات الأمن على الأهالي أثناء التحقيقات ستكون هناك محاسبة شديدة، لافتا إلى أنه لا يقبل أبدا التعدي على المواطنين.
 
وتحول الأقباط من مجني عليهم بفعل فاعل إلي جناة متهمين بالاعتداء علي رجال الشرطة والإتلاف مؤسسة وممتلكات شرطية.
 
" المتحدون " التقت المهندس إيهاب القس يؤنس, احد أقباط القرية للوقوف علي آخر المستجدات , فقال : أن أقباط قرية جبل الطير يعيشون تحت الحصار الإجباري فلا يذهب أحد منهم إلي عمله، بسبب تحرش مسلمي قرية بني خالد بهم في " الرايحه والجاية", خاصة أنها بلد المتهم باختطاف السيدة القبطية, وقد ألف مسلمي بني خالد أغاني تسخر من الأقباط مما ينذر بوقوع فتنة كبري لا يحمد عقباها, مستنكرا موقف الأمن السلبي الذي يقف موقف المتفرج , واكتفي بقوله إنه ما حدث للسيدة القبطية اختفاء وليس اختطاف، وحتى اليوم لم يتخذ خطوة ايجابية.
 
 
وعن حياة الأسرة المنكوبة يقول إيهاب : تعيش أسرة الزوجة حياة مأساوية فالحزن يملا أرجاء المكان, فالزوج في أجازة مفتوحة من عمله لا يستطيع الخروج من منزله, خوفا من نظرات الأهالي ، كما أن أولاده لا يتركون المنزل حتي للذهاب إلي مدارسهم.
 
وعن الخسائر التي لحقت بأقباط القرية يقول : أن المبالغ التي فقدت من الأقباط عقب اقتحام رجال الأمن وصلت إلي 500 ألف جنية، بخلاف المصوغات الذهبية, وايصلات الآمان الخاصة بالتجار، إلي جانب تدمير أكثر من 30 منزل , وإصابة ما يقرب من 40 شخص علي الأقل.
 
وأوضح أن مدير الأمن كان قد صرح بتعويض أقباط القرية عن الخسائر التي لحقت بهم لكن حتي الآن لم يتم شئ من ذلك.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter