بقلم: مجدي جورج
ان اتهامات بعض الأكراد لتركيا للتؤاطي مع داعش لاحتلال ثالث اكبر مدنيه كردية في سورية وهي مدينة كوباني والقري الكردية المجاورة ليست اتهامات بلا شواهد فهناك شواهد عدة تؤيد هذه الاتهامات وأسباب اخري تجعلنا نقول ان تركيا لعبت ولازالت تلعب دور قذر في تدمير كل من سوريا والعراق ومنها :-
اولا عدم مشاركة تركيا في التحالف الدولي ضد داعش وعدم حماسة تركيا للحرب الدوليه ضد هذا التنظيم الإرهابي بعكس الحال في التحالف الدولي ضد العراق فقد كانت تركيا راس حربة في هذا التحالف ضد صدام حسين مع ان صدام حسين لم يكن ابدا في خطورة وإرهاب هذا التنظيم الداعشي الإرهابي .
ثانيا ان تركيا هي الدولة الوحيدة التي قامت داعش بالإفراج عن رهائنها بعد احتجاز لمدة ثلاثة اشهر دون ان يمسوا باذي ، فمن المعروف عن هذا التنظيم همجيته ولا إنسانيته وان يقوم بنحر وذبح معظم رهائنه إلا ان الرهائن الأتراك التسعه وأربعون الذين اختطفوا من القنصليه التركية بالموصل تم عودتهم لبيوتهم سالمين جميعا .ورغم نفي الرئيس التركي اردوغان عدم عقد اي صفقة مع هذا التنظيم نظير الإفراج عن الرهائن الاتراك الا ان صحيفة حرييت التركية كذبته وقالت انه كان هناك مقابل لهذه الخطوة حيث أفرجت تركيا عن احد اخطر الارهابيين المحتجزين لديها.
ثالثا هناك أسباب تاريخيه لكراهية الأتراك للسوريين فلا ينسي الأتراك ابدا ان حافظ الأسد والد الرئيس السوري الحالي منح عبد الله اوجلان الزعيم الكردي التركي الملاذ الامن اثناء حرب الأكراد الأتراك مع تركيا .
رابعا ولان تركيا علي مر تاريخها تعامل أقلياتها معاملة سيئه جدا سواء الان او سواء عندما كانت دولة احتلال والتاريخ خير شاهد علي المذابح التي ارتكبتها ضد الأرمن وكذلك حروبها الطويلة ضد أكرادها . لذلك فإن من مصلحة تركيا القضاء علي الحكم العلوي القائم في سوريا حتي لا تتأثر الاقليه العلوية الموجودة بتركيا بوجود دوله علوية مجاورة لهم في سوريا .
خامسا هناك خصومة تاريخيه بين تركيا وريثة الدولة العثمانيه وبين ايران وهذه الخصومة والحروب الفديمة بين الدولتين هي السبب الرئيسي لتحول ايران من المذهب السني الي المذهب الشيعي ، وهذا ما جعل تركيا تخاف من الحلف الشيعي الذي تكون بعد سقوط صدام حسين وذلك في كل من ايران والعراق وسوريا لذا فان تركيا لعبت ولازالت تلعب دور في تمزيق كل من سوريا والعراق عن طريق داعش وغيرها من المتظمات الإرهابيه .
سادسا هناك خوف تركي أيضاً من نشوء دولة كردية كبري تشمل أكراد العراق وسوريا خصوصا بعد ان حصل أكراد العراق علي حكم ذاتي ذو صلاحيات كبري ، وهذا سيؤثر بالتأكيد علي أكراد تركيا الذين خاضوا حروب كثيرة مع تركيا للحصول علي حقوقهم لذا فانه من صالح تركيا تدمير هذا الحلم الكردي عن طريق داعش التي هاجمت أكراد العراق بالأمس وهاهي تهاجم أكراد سوريا اليوم .
ان تركيا المتخوفه من نشوء حلف شيعي في كل من ايران والعراق وسوريا يهمها ان تخلق دويله سنيه علي حدودها الجنوبية تحميها من هذا الحلف ، كما يهمها أيضاً ان تكون هذه الدويله حاجز بينها وبين أكرادها وأكراد العراق وسوريا .
لذا فإننا نظن ان الاتهامات الكردية لتركيا بمساعدة داعش لم تكن ابدا من فراغ .