وعلى الإخوان التوقف عن "إيذاء" الشعب.. ويؤكد: القاهرة جزء من التحالف ضد "داعش".. وعلاقتنا بأمريكا استراتيجية
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن مصر دولة محورية فى المنطقة، وتعد عامل الاستقرار بها، وأنها مرشحة للعب دور رئيسى لا يمكن أن تلعبه دولة أخرى لإحلال السلام فى الشرق الأوسط. وقال الرئيس السيسى- فى حديث أجرته معه محطة الإذاعة العامة الأمريكية ()- إن العلاقة بين مصر والولايات المتحدة علاقة استراتيجية حتى مع وجود اختلافات فى وجهات النظر تجاه بعض القضايا، وهو أمر طبيعى إلا أنها تبقى علاقة مستقرة وقوية.
وأضاف السيسى فى حواره أن ما تطلبه مصر من واشنطن هو أن تقدر طبيعة الوضع الحالى فى مصر التى تعيش فى حالة ثورية منذ أربع سنوات، وأن تدرك أن الشعب المصرى يتطلع إلى الحرية والديمقراطية، وأنه ملتزم بحقوق الإنسان، إلا أنها تعيش ظروفا صعبة فى التصدى للإرهاب على عدة جبهات. ولفت السيسى إلى أن "مصر فى مواجهة حقيقية ومستمرة مع الإرهاب، وإن المصريين بدأوا جهود مكافحة الإرهاب قبل عام من الآن، حيث انخرطوا فى التصدى للجماعات الإرهابية فى سيناء". وأكد الرئيس أن مصر جزء من التحالف الدولى الذى تقوده الولايات المتحدة لمواجهة "داعش"، وأنه بغض النظر عن المسميات فإن مصر جزء من التحالف لمكافحة الإرهاب، مشددا على أهمية عدم الانجرار للوقوع فى فخ تحديد المسميات المختلفة للجماعات الإرهابية.
وأردف السيسى أنه يجب التركيز على فكرة المواجهة الشاملة للإرهاب من كافة جوانبه كما تفعل مصر الآن وعن طبيعة ما حدث فى الثلاثين من يونيو، وقال "إن إرادة الشعب المصرى هى التى تتحدث وهى القائمة الآن، مضيفا "أن المصريين أدركوا أن بلادهم واجهت خطر التعصب أثناء فترة الرئيس الأسبق محمد مرسى، وأن من عايشوه خلال هذا العام لم يكن ما يريدونه ولم يمثل طبيعة العقد بين الحاكم والشعب والذى بموجبه يقبل الحاكم بالتعددية فى الحياة السياسية وهذا لم يحدث. وتابع قائلا "إن مرسى كرس لفكرة حكم الجماعة والانقسام بين المصريين"، وشرح أن مشاكل المصريين كانت كبيرة لدرجة لا يمكن لجماعة لوحدها أن تتصدى لحلها بشكل منفرد، ولكن كان يجب أن يشارك كل المصريين فى ذلك.
وردا عن سؤال بشأن الطريقة التى تم بها تنحية مرسى عن الحكم أوضح السيسى أنه لم تكن هناك آلية لمحاكمة الرئيس وتنحيته وفقا للدستور السابق إلا عبر الاحتجاجات الشعبية وأنه إذا كانت إرادة 30 مليون مصرى هو ما يصفه البعض بالانقلاب فحقيقة ما حدث أن ما فعله الجيش كان نزولا على رغبة الشعب المصرى فقط. وشدد السيسى على أنه لا يرفض الرأى الآخر لكن ما يطلبه من مؤيدى الإخوان ألا يتحول دعمهم للجماعة إلى عنف وإرهاب، وطالب السيسى أنصار الإخوان بالتوقف عن إيذاء المصريين، ووضع العبوات المتفجرة فى الشوارع والقطارات ومحطات توليد الكهرباء، مؤكدا أن إرادة المصريين هى التى ستحدد طبيعة وشكل العلاقة مع الإخوان مستقبلا، وأضاف أن هذا سيتوقف على استعداد الجماعة لنبذ العنف والاعتذار للمصريين والاستجابة لمطالب الشعب. وفيما يتعلق بحرية التعبير فى مصر أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أنه لا توجد قيود أو حدود لحرية التعبير فى مصر، وأن هذا أمر نهائى لا رجعة عنه، وأن الحكومة لم تتدخل لوقف أحد البرامج الساخرة وفيما يتعلق بمشكلة صحفيى الجزيرة قال السيسى "إنه كان يتمنى ألا تكون هذه المشكلة موجودة وأن رأيه الشخصى أنه كان يفضل أن يتم ترحيلهم قبل محاكمتهم، أما الآن وبعد أن أصبحوا فى أيدى القضاء المصرى فإنه ليس بوسعه التدخل، مشددا على ضرورة احترام استقلالية القضاء وأحكامه، وأن هذا هو الضمان الأفضل لجميع المواطنين. وردا على سؤال بشأن المساعدات المالية التى تلقتها مصر من دول الخليج خلال الفترة الماضية، قال السيسى "إن هذه المساعدات لعبت دورا مهما فى منع انهيار اقتصاد الدولة، حيث كانت مصر تواجه مشكلات اقتصادية صعبة بسبب تراجع عائدات السياحة، بالإضافة إلى تفجر مشكلات عدة على صعيد إمدادات الطاقة وانقطاع التيار الكهربائى وأن هذه المساعدات كان لها دور فى منع الانهيار آنذاك. وواصل "إن الاقتصاد المصرى الآن فى وضع أفضل لكنه لا يزال يحتاج إلى تدفق مزيد من المساعدات والاستثمارات فى شرايينه لتعزيز البنية الاقتصادية وتوفير فرص عمل جديدة". واستكمل السيسى- ردا على سؤال حول طبيعة دوره كقائد عسكرى تولى الحكم بعد ثورتين- إن "دوره الآن هو حماية مصر والمصريين وتحقيق الأمن لمصر والمصريين" وتوفير ظروف اقتصادية أفضل لتوفير حياة كريمة وتحقيق تطلعات المصريين 4، كما عبروا عنها فى ثورة 25 يناير.