صبحى فؤاد
منذ أيام قليلة استدعى البوليس الاسترالي شابا مسلما افغانى هربت أسرته من افغانستان ولجأت الى استراليا لسؤاله بشأن ما كان ينشره على الفيس بوك من تحريض ودعم لمجرمى وارهابين الدولة الاسلامية فى سوريا والعراق وايضا رفعه العلم الاسود الخاص بعصابات داعش فى داندونج شوبنج سنتر .
طلب الافغانى المسلم لقاء رجال البوليس خارج المبنى المتواجدين به وليكن فى موقف السيارات او كوفى شوب قريب.
وافق البوليس على الالتقاء به فى المكان الذى حدده ..وفى المكان والزمان المحددان جاء الافغانى المسلم وصافح رجلى البوليس وفجأة وبسرعة عجيبة اخرج سكين كان يحمله معه وراح يطعنهما فاصاب احدهما باصابات خطيرة فاضطر رجل البوليس الاخر لاطلاق الرصاص عليه فقتله فى الحال.
وسؤالي هنا : مالذى غير هذا الشاب الافغانى وجعله يرى القدوة والمثل الجيد والخلاص فى عصابات ومجرمى داعش ؟
مالذى جعله يرفع علم داعش الذى هو رمز الارهاب والقتل وسفك الدماء فى ملبورن ويدعو لقتل الكفرة فى استراليا ودول الغرب الذين لجأ ابوه وامه واخوته اليهم لانقاذهم من الموت جوعا وعطشا فى بلده الاصلى واعطاءه المأوى والكرامة والحرية ؟ من هو او هم المسئولين عن غسل عقله وجعله يتبنى الفكر الارهابى المتطرف وتحريضه على قتل رجلى البوليس بحجة نصرة الاسلام والدفاع عن دينه؟
بالمناسبة فى استراليا يوجد بشر من 248 بلد يتبعون 128 دين وعقيدة ورغم كل ذلك تجدهم يعيشون جميعا معا فى سلام ووئام وود وتفاهم الا ابناء الديانة الاسلامية فهم دون غيرهم الذين نجد بعضهم يدبرون ويخططون لتفجير الكبارى واستهداف المرافق والاماكن العامة التى تكتظ بالناس بهدف قتل اكبر عدد ممكن من الناس. المسلمين دون غيرهم لا يتوقفون ابدا عن التحريض على القتل والكراهية ودعوة غيرهم لاعتناق الاسلام وتهديد الامن القومى للبلد التى رحبت بهم وساعدتهم كثيرا واعطتهم بسخاء ووفرت لهم ما عجزت بلادهم الاصلية عن توفيره لهم.
خلال السنوات الماضية حكم فى استراليا على عشرات المسلمين الاسترالى - بعضهم شيوخ مسلمين جاؤا اليها لاجئين هاربين من بلادهم الاصلية - بتهم تتعلق بالارهاب والتحريض على القتل والتخطيط لتفجير المرافق العامة.
حاولت مثل غيرى ان افهم لماذا المسلمين دون غيرهم من ابناء الاديان والعقائد الاخرى الذين يرفضون العيش بسلام فى المجتمعات التى يرحلوا او يهاجرو او يلجأوا اليها ويصرون على فرض دينهم وافكارهم وسلوكهم على الاخرين ؟ لماذا المسلمين دون غيرهم الذين لا ولاء لهم للوطن الذي يعيشون فيه وانما ولاءهم لدينهم واتباعه اينما تواجدو؟
لماذا لا نجد فى استراليا الشباب المسيحى او اليهودى او الهندوسى او البوذى او غيرهم من ابناء الاديان الاخرى يكفرون المجتمع الاسترالى او يحرضون على قتل احد لا ينتمى الى اديانهم او حتى يفكرون فى تفجير اتوبيس او كوبرى؟
لماذا المسلمين دون غيرهم الذين يشكلون صداعا مزمنا فى راس الحكومة والقائمين على الامن القومى فى استراليا رغم وجود 128 دين وعقيدة ومذهب غير دين الاسلام ؟
وبعيدا عن استراليا نجد المسلمين فى الصين لا يمر شهر الا ونجدهم يرتكبون مذبحة بشعة بالمطاوى ضد الابرياء فى شمال البلاد لاجبار الحكومة على اعطاء الاستقلال بجزء من الصين لاقامة دولة اسلامية ؟
فى الفلبين نفس الشىء وروسيا ونيجريا والصومال وكينبا ومالى واليمن وليبيا وسوريا والعراق ومصر ولبنان وانجلترا وفرنسا وهولند وعشرات اخرى من الدول غربا وشرقا وجنوبا وشمالا .
لماذا كل هذا العنف وانهار الدماء والمذابح التى اصبحت ترتكب يوميا باسم الاسلام وبايادى مسلمة فى سوريا والعراق وليبيا ومصر واليمن ونيجريا والصومال وغيرهم ؟ وكيف وصل الحال ببعض المسلمين ان يقتلوا الشيوخ والنساء بل والاطفال بدم بارد باسم الاسلام وتحت شعار " لا الله الا الله ....." ؟؟
لا يكفى ان يقول علماء وشيوخ وقيادات المسلمين ان مجرمى القاعدة لا يمثلون الاسلام ..الطالبان الهمج المتخلفين لا يمثلون الاسلام .. ابوكو ياولاد الحرام القتلة القراصنة لا يمثلون الاسلام .. الشباب الصومالى الدموى لا يمثلون الاسلام ..دولة الاسلام الارهابية فى سوريا والشام لا يمثلون الاسلام ..نصرة الاسلام وبيت المقدس لا يمثلون الاسلام ..الاخوان وحماس لا يمثلون الاسلام ..اذن اذا لم يكن كل هؤلاء لا يمثلون الاسلام او لا يمارسون تعليم الاسلام الصحيح فكيف زادت اعدادهم واصبحوا بهذا الكم المخيف فى كل انحاء العالم ؟ واذا لم يكونوا فعلا يمثلون الاسلام ويقومون يتشوية فلماذ
لا تحاربهم جيوش الدول الاسلامية وتصفيهم تماما ؟ بل ولماذا ترصد بعض الدول الاسلامية الملايين لدفع مرتبات لهم وتقوم بتوفر المعدات والاسلحة وكل احتياجاتهم ؟
لقد ادعت بعض قيادات داعش كما سمعنا وشاهدنا عبر وسائل الاعلام والانترنت انهم يطبقون صحيح تعليم الاسلام ..وانهم ولا احد غيرهم يمثلون الاسلام الصحيح كما انزل..فهل حقا الاسلام يسمح بقتل من يرفض الدخول فيه وترك دينه الاصلى ؟ وهل الإسلام حقا يسمح بسبى النساء وبيعهن فى الاسواق مثل الطيور والحيوانات كما فعلت داعش وابوكو ياولاد الحرام ؟
البعض يقول مستندا الى ما جاء بالقران ان الاسلام دين رحمة وشفقة وسلام بين البشر لا يجبر احدا على الدخول اليه بالقوة ..بينما نجد البعض الاخر مستندا الى نفس الكتاب يقول بثقة ان الاسلام يجيز قتل من يرفض الدخول فيه وليس فقط المرتد ويسمح بسبى النساء والاطفال وبيعهم فى الاسواق او الاحتفاظ بهم لاغراض مختلفة .
ترى من اين اتى هذا التناقض الصارخ والاختلاف حتى بين المسلمين انفسهم فى فهم ما جاء فى كتابهم من تعليم؟ وهل هناك من علاج عصرى مرضى له يوقف حجة من يستغلون الاسلام لارتكاب جرائم ومذابح ضد الابرياء فى كثير من دول العالم ؟
هذه الاسئلة التى طرحتها ارجو ان نجد الإجابة عليها من علماء وشيوخ وقيادات المسلمين سواء كانوا فى مصر او السعودية او استراليا او اينما تواجدوا حرصا على دينهم ورحمة باتباعهم الذين نراهم يوميا يقتلون الابرياء ثم يقتلون بعد ذلك بلا هدف أو معنى او سبب مقنع. وارجو مخلصا الا نجدهم يتهربون من الاجابة ويكررون نفس الاسطوانة المشروخة التى سمعناها من قبل كثيرا ألا وهى انهم لا يمثلون الإسلام.