الأقباط متحدون - مريم المصرى: وجه أم قناع؟ (٢)
أخر تحديث ٠٨:٢٧ | الأحد ٢٨ سبتمبر ٢٠١٤ | توت ١٧٣١ ش ١٨ | العدد ٣٣٣٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مريم المصرى: وجه أم قناع؟ (٢)

 فهمى هويدى
فهمى هويدى

 ما زلنا مع الأستاذة مريم المصرى (التى ينتابنى الشك فى حقيقة وجودها أصلا)، والتى اتهمتنى بأنى لا شغل لى إلا أن أتجنى على الأستاذ هويدى وأنسب إليه ما ليس فيه، ومن قبيل ذلك ما ورد فى مقالى المنشور فى «المصرى اليوم» بتاريخ ١٥/٥ من أنه قد خاض فى الأدب والفلسفة وتكلم عن روايةـ يقينا لم يقرأها ـ ألا وهى رواية «الجحيم» لهنرى باربوس التى استشهد بها فى مجال التدليل على أن الذين ينظرون إلى العالم من ثقب ضيق لا يرون الحقيقة مكتملة (وهو ما ينطبق فى الواقع عليه هو شخصيا قبل أى شخص آخر!)، وقد قدمت يومها دليلا على ما قلته عنه يتمثل فيما ذكره سيادته من أن بطل الرواية هو كولن ولسون (الذى هو كاتب أشهر من باربوس نفسه) !!، وأضيف هنا دليلا آخر (ومعذرة للأستاذة مريم إن كانت حقا مريم) يتمثل فى المشاهد الجنسية الفاضحة والصادمة التى انطوت عليها الرواية والتى من شأنها أن تجعل أى كاتب إسلامى قرأ الرواية فعلا، تجعله ينأى بنفسه عن الاستشهاد بها!...

أين إذن ما تقوله (الأستاذة مريم) من أنه بعد التحقق، تبين أننى لم أتحر الأمر واتهمت الأستاذ هويدى بما ليس فيه!!، وأين على وجه التحديد وجه الخطأ فيما ذكرته عنه؟.. ربما كان الخطأ الوحيد الذى وقعت فيه فعلا، وأنا أجد الشجاعة فى أن أعترف به وأعتذر عنه..الخطأ الوحيد هو أننى أوردت عنوان مقال هويدى من الذاكرة على النحو الآتى: «أن ترى العالم من ثقب صغير»، بينما كان عنوان المقال: «أن تطل من ثقب صغير».. وهو فارق لا يغير شيئا على الإطلاق من مضمون ما نسبته إلى الأستاذ هويدى..غير أن السؤال الذى يطرح نفسه هنا بالضرورة هو: كيف التفتت الأستاذة مريم المصرى محمد إلى هذا الخطأ الدقيق الذى لا يلتفت إليه عادة أى قارئ عادى إلا أن يكون متواصلا مع فهمى هويدى صاحب المقال الأصلى، أو أن يكون هو فهمى هويدى نفسه؟.. فإن لم يكن هذا ولا ذاك، لن يتبقى أمامنا سوى القول بأن مثل هذا القارئ لا يعتمد على جهده الفردى بل على جهد تنظيمى مؤسسى يسعفه بالمعلومة المطلوبة فى الوقت المطلوب، ذودا عن هويدى، وهجوما مضادا على منتقديه!!،..

قلت لكم إننى سوف أقدم الدليل على أن مريم المصرى تتكلم بلسان فهمى هويدى، وأظن أننى بهذا قد فعلت...أما ما نسبته إلىّ (مريم المصرى) من أننى سبق لى أن طالبت بإخصاء المتحرشين جنسيا، فإننى بالفعل سبق لى أن طرحت اقتراحا عام ٢٠٠٩ بتوقيع عقوبة الإخصاء على مرتكبى جريمة الاغتصاب، ولقد طرحته كاجتهاد من جانبى بعد أن طبقته إحدى الدول الأوروبية وهى جمهورية تشيكيا، لكننى لا أزعم أن اجتهادى صائب بالضرورة من كل الوجوه، فلقد أيدنى فى اقتراحى يومها كثيرون، وعارضنى أكثر!، ومن خلال حوارى معهم جميعا على شبكة الإنترنت استفدت من المؤيدين، كما استفدت أكثر من المعارضين والمنتقدين، حتى إننى وجدت نفسى فى النهاية أميل إلى الأخذ بوجهة نظرهم، لا بالاقتراح الذى طرحته ابتداء.

فأنا لا أعتقد أن اجتهاداتى، ولا اجتهادات غيرى، تمثل حقيقة نهائية معصومة من الخطأ. وهذا فيما أتصور هو الفارق الأساس بينى وبين التيار الذى تتعاطف معه الأستاذة مريم (إن كانت حقا مريم)، والذى يتصور أصحابه أنهم وحدهم يمتلكون الحقيقة، فإن اتبعت ما يقولون فأنت من أهل الهدى، وإن قلت بغيره فأنت من أهل الكفر والضلالة، وربما كان للحديث بقية.

نقلا عن المصرى اليوم 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع