الأقباط متحدون - الشكل الجديد للوطن
أخر تحديث ١٦:٥٨ | الاربعاء ١ اكتوبر ٢٠١٤ | توت ١٧٣١ ش ٢١ | العدد ٣٣٤١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الشكل الجديد للوطن

الدكتور القدير طارق الغزالى حرب
الدكتور القدير طارق الغزالى حرب
بقلم   نادين البدير
منذ كتبت (ودعوه فهى آخر أيامه) والأسئلة تحيطنى: ما كل التشاؤم الذى أصابك؟.
 
شرفنى الدكتور القدير طارق الغزالى حرب بالتعليق فى «المصرى اليوم» على مقالى الحزين وشرفتنى الأستاذة أحلام كرم فى إيلاف بالتعليق عليه أيضاً..
 
الاختلاف بينهما كان واضحاً لكن رؤيتهما المتفائلة واحدة.
 
الدكتور طارق يرى أن المستقبل لا يزال أمامنا، فهناك عديد من النقاط يمكننا العمل عليها لإنقاذ حالة الرجعية التى أنهكت الأوطان. هناك بصيص ضوء فى المفكرين والمثقفين، فى خطاب الرئيس السيسى عن تجديد الخطاب الدينى، حسب قوله «وأعجبنى أنه فى احتفال ليلة القدر أدار وجهه ناحية شيخ الأزهر ووزير الأوقاف المشغولين بمسابقات حفظ القرآن وقال لهما ماهو اللى بيقتلونا برضه من حفظة القرآن»، رؤية الدكتور حرب تعتمد على «أن مواجهة الفكر الدينى المتخلف الجامد لن تكون إلا بكشف التدليس والتزييف الذى تقوم به الغالبية العظمى من تجار الدين الذين يصفون أنفسهم بالعلماء حتى يقطعوا الطريق على أى مسلم عاقل باحث مُتدبر يكشف لعبتهم الخبيثة فى تفسير وتوظيف آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية، بما يخدم ما فى عقولهم الرجعية المتخلفة من أفكار مريضة يسيطرون بها على عقول العامة من الناس».
 
أما الأستاذة أحلام فرفضت قولى بأن أرض الله واسعة ودعوتى للأقليات الدينية والفكرية للهجرة فكتبت:
 
«أرض الله الواسعة لن تستقبلنا لخشيتها من بقايا هذه الأفكار المسممة لعقولنا».
 
اقرأوا معى ما قالته أحلام حين وجدتنى أبكى خوفاً على ضياع الوطن وأمجاده.
 
«أنا أفضل أن يجهل أبنائى كل الأمجاد إن كانت هناك أمجاد.. على أن أضمن لهم الأمان الاقتصادى والحرية. أفضل ألا يعرف أبنائى من تاريخى إلا أنه جامع لا مفرّق.. أن يعيش ابنى وابنتى فى كنف دولة تحمى لهما مواطنتهما وتحترم حقوقهما».
 
وترد على قولى (بعد سنوات قليلة إن لم تحصل معجزة ستتغير الخارطة العربية كلياً. ستختفى حدود وتظهر بدائل جديدة. هذه المرة يرفض الاستعمار منحنا أوطاناً لها حدود ندافع عنها ونذود) فتكتب:
 
«انتهت خرافة الوطن المقدس.. المقدّس الوحيد برأيى هو الإنسان.. وأيضاً دعينى أفسر بأن فكرة الحدود هى فكرة مصطنعة.. قامت بها الحكومات وهى تعتقد أنها بذلك تحمى مواطنها من الغزو.. إلى أن استفاقت الولايات الأمريكية أولا ثم الأوروبية بعد الحربين العالميتين.. إلى أن حماية المواطن وحماية استمرارية وجودها لا تتحقق إلا بالتأمين الغذائى.. والتنمية الاقتصادية التى تعتمد بشكل كبير على فكرة التبادل الاقتصادى وحرية التنقل.. أوروبا أعطت الحق لمواطنيها بالانتقال من دولة لأخرى لتحسين مستوى المعيشة وتحسين وضعه الاقتصادى.. حماية لأمن كل دولة فى الاتحاد.. الولايات المتحدة الأمريكية حافظت على أمن ولاياتها حين أعطت الحق لولاية أيوا الفقيرة فى ثروة ولاية تكساس النفطية».
 
سأعتقد أن هناك بصيص أمل فى اكتشاف أعداد كبيرة من الناس للتلاعب بالدين وأن ما حدث هو نزوات لتجار بحثوا عن الملايين من وراء فبركة التأويل، لكن هؤلاء الناس كم سيلزمهم لتغيير قناعاتهم التى تشربوها من ذات التجار؟! برأيى سيلزمنا فى السعودية على الأقل ثلاثين عاماً لإنتاج جيل بعيد عن التطرف بشرط واحد هو تغيير فورى لنظام التعليم الباقى على حاله الرجعى.
 
وسأتفاءل وأصرف النظر عن الهجرة.
 
لكن حتى نستفيق من وهم الوطن، مثلما استفاقت أوروبا وأمريكا ونبنى التحالفات المرجوة: ماذا تختار إن قرر الوطن الحالى ذبحك ولو نفسياً؟
 
ماذا تختار؟
 
nadinealbdear@gmail.com
 
نقلآ عن المصري اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع