عرض/ سامية عياد
قلب الإنسان فى داخله لا يراه أحد من الناس ولا أحد يعرف ما به ، القلب لا يراه ألا الله ، الإنسان ينظر الى العينين والله ينظر الى القلب ، القلب الذى نقدمه لله لابد أن يكون قلبا أبيض نقيا...
سيدنا قداسة البابا تواضروس الثانى يدعونا الى أن نملاء قلوبنا بثلاث أمور هى اللون الأبيض ، الاتساع ، والارتفاع ، المقصود باللون الأبيض أن يكون قلب الإنسان دائما أبيض "اغسلنى فأبيض أكثر من الثلج" ، فلابد أن يكون قلب الإنسان أبيض نقيا خاليا من الخطية نقدم به توبة باستمرار "قلبا نقيا اخلق فى يا الله وروحا مستقيما جدده فى داخلى" ، فلا تدع أيها الإنسان شىء يشغل قلبك أكثر من نقاوته فمن خلالها ترى الله ، العالم قد يلوث قلبك بأمور كثيرة أفكار ونظريات وعلاقات لكن انتبه واجعل قلبك دائما نقيا شفافا مملوءا بالصلوات.
ايضا لابد أن يكون القلب واسعا يسامح ويحب الجميع وينسى الإساءة ، القلب الضيق لا يحتمل أحد ولا يقبل أحد ولا يعرف أن يحب ويسامح ، فلابد ان يتسع قلب الإنسان لكل الناس ويدرك جيدا أن ليس كل البشر ملائكة ، الله كان يحتمل الإنسان الذى كان يضطهد كنيسة الله وكان اسمه مرعبا للمسيحيين ويظهر له الله فى الطريق ويتحول شاول الطرسوسى الى بولس الرسول من مضطهد للمسيحية الى مدافع ومحب لها ، قلب الله يتسع للجميع فهو يريد أن الجميع يخلصون ، لذلك فاتساع قلب الإنسان يمثل فضيلة ونعمة فيكون مثل ثمرة الرومان ملىء بالفصوص التى هى قلوب كل من يعرفهم ويحبهم .
اخيرا يجب أن يكون قلب الإنسان حارا مشتاقا الى السماء باستمرار ، فلا ينشغل بالعالم وما فيه من أمور ، يعمل جاهدا من أجل أن يكون له مكانا فى السماء ، الشيطان يحاربنا لكى يحرمنا من السماء ، لابد أن يشتاق القلب دائما الى السماء ورؤية أمنا العذراء والقديسين لا يشغله شاغل.
ليكن قلبك أبيض نقيا ، متسعا للجميع ، يسامح وينسى الإساءة ، ابتسم فى وجه من يشتمك وقل له: الله يباركك فترجع هذه الكلمات الرديئة على رأسه ، ليكن قلبك مرتفعا مشتاقا للسماء دائما حتى تعيش فى الأرض وقلبك فى السماء.....