بقلم د. وسيم السيسى
ثلاثة أشياء توصل إليها الإنسان البدائى فى وقت واحد:
١ - الدين وهو فعل الخير للآلهة التى تحبه.
٢ - السحر.. لتجنب شر الآلهة التى تكرهه.
٣ - الطب.. الذى يلجأ إليه الساحر حين يعجز عن الشفاء.
كان رجل الدين يجمع هذه الفروع الثلاثة، وبمرور الزمن أصبح هناك ١ - رجل الدين، ٢ - الساحر، ٣ - الطبيب.
كان الساحر فى مصر القديمة يدرس العلوم، الفلك، السحر، يمتحن وعند تخرجه يمنح لقب ساحر.
كانت أشهر المعابد التى تدرس السحر:
١ - زايس «صا الحجر» تخصصت فى سحر الأفاعى.
٢ - حولس «الدير المحرق» تخصصت فى شفاء الأبرص وإقامة الموتى «رمسيس ٣».
٣ - إهناسيا: تفسير الأحلام، كالبقرات السمان والعجاف!
٤ - هليوبوليس: قطع رأس الثور أو الأوزة وإعادتهما للحياة! «بردية وست كار».
٥ - سيوة «آمون» التنبؤ بالمستقبل «الاستخارة».
لم يقتصر السحر على الرجال.. بل كانت هناك إيزيس عظيمة السحر «ورت حكاو»، ميليت، روى.
كان للسحر رموزه كالكوبرا لقتل الأعداء، تماثيل الشمع، العصا السحرية، كما كان للسحر تمائمه كمفتاح الحياة أو عين حورس أو الكف «خمسة وخميسة» أو الأصبعان «رع وحورس»، الميزان «العدالة»، أو الأحجبة وتكتب بالحبر الأسود لرموز الخير «آمون» والحبر الأحمر لرموز الشر.
استخدم الأطباء والسحرة البندول لتشخيص الأمراض «الذبذبات»، هناك معهد فى باريس اسمه معهد شاموريه لتشخيص وعلاج الأمراض بالبندول. كان من أدوات الساحر الإبرة العاجية أو منقار أبومنجل لتخفيف الآلام، واكتشفنا أنها كانت كالإبر الصينية توضع فى أماكن معينة تؤدى لخروج مادة تشبه المورفين اسمها إندورفين.
دخل السحر فى الأدب المصرى القديم مثل قصة الأميرة مروى «مروة الآن» والساحر جاجام عنخ، وفيها الملك سنفرو مع الأميرة والساحر، وكيف سقط قرط «حلق» الأميرة فى البحيرة، فما كان من الساحر إلا أن شق البحيرة إلى نصفين، ونزل والتقط الحلق وسلمه للأميرة مروة وهى فى الزورق.
كذلك قصة الزوجة الخائنة والساحر أوبا أونر وكيف صنع تمساحاً من الشمع ٢٦سم، وألقاه فى بحيرة المنزل، وعند غياب الزوج جاء العشيق ونزل البحيرة مع الزوجة الخائنة، فتحول التمساح الشمعى إلى تمساح حقيقى أمسك بالعاشق حتى جاء الزوج، فاستدعى الساحر الذى أمر التمساح بالتهام العاشق والزوجة الخائنة ثم تحول إلى تمساح من الشمع وأخذه الساحر وانصرف.
دخل السحر إلى عالم الحب والمحبين، وجدنا تمائم وأحجبة منها: اجعل حبها يدوم وتتبعنى كما يتبع الثور صاحبه!
ونحن نقول.. فلان مسحور له! وفى رائعة مجنون ليلى لأمير الشعراء يقول قيس للطبيب:
فهل أنت آس يا طبيب جراحاتى أم أنت من سحر الصبابة شافى!
وكلمة آس من يأسو الجراح أى يضمدها، وفرق بين آس، وقاس.
أخيراً هل هناك تفسير علمى لكلمة سحر، أو «حكاو» بالمصرية القديمة؟!
يقولون ضع كلمة تكنولوجى بدلاً من كلمة سحر، تفسر بها صندوق أوزيريس فى إلغاء الجاذبية الأرضية! ورفع أحجار الهرم!
وهناك رأى أن المساحات الصامتة فى المخ البشرى تنشط عند بعض الناس وتصدر عنها طاقة تسمى ظاهرة الـP.K أى Psycmo- Kinetic الطاقة النفس حركية! وقد صور هذه الطاقة عالم الكيمياء الروسى كيليريان، وقد تكون هذه الطاقة قادرة على شفاء بعض الأمراض، ويطلق على هؤلاء السحرة فى العصر الحديث Faith Healers أى الذين يشفون بالإيمان!
نقلآ عن المصري اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع