الأقباط متحدون - مادام دم القبطي رخيص يسقط أي بوليس
أخر تحديث ١٦:٠٥ | السبت ٤ اكتوبر ٢٠١٤ | توت ١٧٣١ ش ٢٤ | العدد ٣٣٤٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مادام دم القبطي رخيص يسقط أي بوليس

مادام دم القبطي رخيص يسقط أي بوليس
مادام دم القبطي رخيص يسقط أي بوليس
بقلم : فاروق عطية
 المرأة في الصعيد لها حساسية خاصة, حتي إسمها من العار أن يعرفه غريب أو يُنطق به أمام الناس, الزوج حين يتحدث عن زوجته يقول الجماعة أو أهل البيت.

وعندما تختفي امرأة سيان خطفا أو طفشانا من سوء معاملة يكون العار الذي يركب الأسرة جميعها صغيرها وكبيرها ويصبح النار ولا العار هو الفيصل.

وأنا كصعيدي أعلم وأحس بما يكايده الصعايدة عندما تختقي لهم إمرأة. يسمع الزوج همهمات وتخرصات مثل: مهو لوكنت راجل وعرفت تشكمها ما كانتش سابتك لراجل تاني بعرف يضبطها, أو  اصلك مش دكر والزغلولة لافت علي الدكر اللي يعرف يدلعها.

ويسمع الإبن ما هو اشد وأقسي مثل: ما تعملش علينا راجل روح شوف امك سابت أبوك ولافت علي مين, أو اللي يدوّر عليك يلاقيك ابن حرام مهي أمك متعودة. أما الإبنة فمصيبتها أقسي وأكبر, كتب عليها البوار والعنوسة مدي الحياة فهم دائما يقولون: إكفي القدرة علي فمها تطلغ البنت لامها. لذلك آثرت أن ألقي بقعة من الضوء علي أحداث جبل الطير, وفي البداية ألقي بعض من الضوء علي مسرح الأحداث:

قرية دير جبل الطير هي إحدي القرى التابعة لمركز سمالوط بمحافظة المنيا في جمهورية مصر العربية، يبلغ إجمالي سكانها 4857 نسمة، حسب تعداد 2006.

تقع الى الشمال من محافظة المنيا وعلى بعد 25 كيلو متر من الضفة الشرقية للنيل، شرق مركز سمالوط تماما، حيث يقع دير السيدة العذراء مريم أعلى الجبل وعلى قمتة المرتفع عن الارض بحوالى 100 متر. يطل الدير على الوادى الفسيح ونهر النيل الخالد بمشاهده الرائعة وطبيعتة الخلابة، ويتميز الدير بأنه من أكبر اديرة مصر وازحمها ارتيادا، فى بدايات الصيف من كل عام وبعد عيد القيامة بشهر بالكمال والتمام، تعج قرية جبل الطير بملايين الزائرين من مصر والعالم، مسلمين ومسيحيين ،كبارا وصغارا، رجالا ونساء، والسر فى ذلك ان هذا الموعد هو موعد دخول السيدة العذراء الى قرية جبل الطير عند زيارتها المقدسة الى مصر هربا من الرومان الذين ارادوا قتل السيد المسيح له المجد،

فلم تجد السيدة العذراء مريم غير مصر كملجأ أمن من بطشهم، وكما هى عادة مصر فتحت للعائلة المقدسة ذراعيها واحضانها الدافئة، فأستقبلتهم وأحسنت وفادتهم. وهذا الدير من الأديرة القديمة التي ورد ذكرها فى قانون الدواوين لأسعد بن مماتي بأسم دير الطير، وذكره المقريزى عند الكلام عن الأديرة فى قسمة الأخير من الخطط، وكان الدير وعزبتة من توابع طهنا الجبل الى ان فصل منها بزمام خاص بتاريخ 1268هـ، وبهذا أصبح ناحية قائمة بذاتها. وقد سميت القرية بجبل الطير لان مجموعات الطيور المسماه بطيور (البوقيرس) المهاجرة كانت تحط علي هذا الجبل،

لدرجة عدم رؤية الجبل من كثرة الطيور الحاطة عليه للاستراحة ومعاودة السفر والهجرة مره اخرى من اوربا لافريقيا ومن افريقيا لاوربا مرتين فى العام الواحد، وكانت الطيور تنقر بمناقيرها فى الجبل تاركة علامات فيه من اثر النقر، لاستخلاص الكالسيوم اللازم لها، وهذه الطيور بيضاء نشبه ابو قردان مما كان يجعل الجبل أبيض من كثرة الطير الواقفة عليه، وكل طائر يمسك بالجبل يرفرف بجناحه حتى الموت حسب ما ذكرة تقى الدين المقريزى في كتابه الخطط.

 
   والآن نلقي حزمة من الضوء علي أحداث جبل الطير المؤسفة: في يوم الثلاثاء 16 سبتمبر، بعد أن فاض الكيل بسكان قرية جبل الطير المسيحيين لتغيب السيدة إيمان مرقص صاروفيم - 40 عامًا، زوجة السيد/ عفت عريان- 46 عاماً منذ أربعة عشر يوما ولم يحرك الأمن ساكنا لعودة الزوجة المختفية, رغم تحرير محضر رقم 6427 إداري سمالوط، يوم الأربعاء 3 سبتمبر، اتهم فيه الزوج، المدعو - سامي أحمد الجلفي- باختطاف زوجته,

ووعد الأمن بعودتها خلال أيام ولكنه لم يفعل, وعند تجمهرهم يوم المهزلة حاول الضباط تفريقهم بالتهكم والازدراء ونعتهم بألفاظ يذيئة تسيئ لهم ولدينهم وأخلاقهم مع وصف الزوجة المتغيبة بأنها خرجت بمزاجها وهي تحمل جميع ملابسها ومصاغها وأنها قد أسلمت وتعيش الآن مع

عشيقها, مما أثار الجموع الحاشدة وزيادة هياجهم, وألقي أحد الأطغال حجرا أدي لكسر زجاح احد سيارات الشرطة.عند ذلك تعاملت الشرطة بالعنف الزائد عن الحد مستخدمة الرصاص الحي لتفريقهم والقبض علي بعضهم. ولم ينتهي الأمر عند ذلك بل هجمت الشرطة علي مساكن

النائمين بعد منتصف الليل وقامت بتحطيم البسيارات أمام الدور وتحطيم أبواب المنازل ومحتوياتها وسرقة ما بها من حليّ أو نقود, وسبّوا وضربوا النساء والأطفال. وأترككم مع ما سجله وائل الإبراشي في برنامجه حول هذا الموضوع وما وضح فيه من تجاوزات أمنية إجرامية لا يقرها عُرف أو قانون:
 

 

   ضاعت الحقائق وتلاشت الشفافية واختفت الرؤية ولم تعد ندري من الصادق ومن الكذوب. قال الزوج المكلوم أنه متزوج من إيمان  منذ 19 سنة، ولديه 5 أبناء،

ولا توجد أي مشاكل بينه وبين زوجته، وأنه فوجئ في هذا اليوم (2 سبتمتر) بتأخر زوجته بعد ذهابها  لزيارة والدتها، "وكانت ترتدي عباءة بيتى وشبشب حمام ولم تأخذ أي من مصاغها". وقال إنه أرسل أولاده للاطمئنان عليها فلم يجدوها، وبدأت رحلة البحث عنها، وبعد ساعتين تلقى اتصالا تليفونيا من شقيق الخاطف وأخبره أن أخوه هوالخاطف وأنه سيعمل المستحيل لعودتها سالمة. وأضاف: في اليوم التالي حضر إلى ضابط مباحث وحقق في الموضوع بشكل كامل،

وأكدت له أن الشخص الخاطف كان صديقي وعلاقتنا ببعضنا أكثر من ممتازة، وكان يتردد علينا بشكل مستمر، وذهبت إلى اللواء صلاح الدين زيادة محافظ المنيا، ثالث يوم الحادث ووعدني بأنه خلال 24 ساعة ستعود، وكذلك قابلنا مدير الأمن اللواء أسامة متولي، ووعدنا وتعاطفوا معنا لأنهم يتفهمون جيدا أنها إذا لم تعد ستحدث فتنة طائفية بين قرية بنى خالد مسقط رأس الجاني، وبين قرية جبل الطير.
 
ويؤكد اللواء أسامة متولي مدير الأمن أن ليس في الموضوع أي نوع من الخطف والزوجة ذهبت بكامل رغبتها وبدون أي ضغط واعتنقت الإسلام والكل يعلم ذلك, وأن أهل القرية قد تجمهروا أكثر من مرة وكنا نهدئ من ثورتهم ونعمل المستحيل لإرجاعها, وفي المرة الأخيرة كان عددهم حوالي 300 فردا تجاوزوا حدود اللياقة وحطموا بعض سيارات الشرطة ومنها سيارة حريق, ولم تتجاوز الشرطة في معاملتهم بل قامت بتفريقهم وقبضت علي بعض المتجاوزين.
 

 

   وقيل أن وراء ما حدث من قلاقل بين أهل دير جبل الطير والشرطة أيد إخوانبة عابثة إختارت هذا التوقيت بالذات قبيل سفر السيسي للأمم المتحدة حتي يغضب الأقباط المسيحيون بكندا والولايات المتحدة ليمتنعوا عن تظاهرهم المؤيد للسيسي بنيويوك لإحراجه, وهذا يعني ببساطة إن كان حقيقيا أن جهاز الشرطة مخترق,

وليس مخترقا فحسب ولكنه متواطئ بشكل جماعي بمديرية أمن المنيا ويعتبر هذا بكل المقاييس كارثة كان لا بد من وأدها والقضاء عليها, ولكن ما حدث كأن شيئا لم يحدث ولم نسمع من الرئيس أنه وجه للداخلية لوما أوطلبا للتحقيق فيما حدث,

كأنه نسي أوتناسي أن الأقباط هم جزء من شعب مصر الذي وعد باحترامه والعمل علي رفعته وأنهم نور عينيه. ورغم ذلك كان الأقباط رغم حنقهم وتألمهم في طليعة المصريين المتظاهرين والمهللين بتأييد رئيس مصر حبا في مصر.

   وأنا أهمس في أذن الرئيس وأرجو أن تصله همستي فيعيها جيدا: سيادة الرئيس ظننا أنك ستكون مختلفا عمن سبقوك, رئيسا متفردا يجمع الكل حول الراية المصرية بلا تفرقة. كنا نأمل ألا تكون صورة كربونية لسابقيك الذين استغلوا الأقباط حتي تحول أسمنا من أقباط إلي أعباط من كثرة ما آمنا بهم وتسابقنا في تأييدهم ولكنا لم نلق منهم غير جزاء سنمار, ولن أعدد لك ما حدث لنا وأظنك تعلمه جيدا.

وفي عهدك أيضا حدث لنا الكثير من الأحداث المؤلمة وصيرنا متوقعين الأحسن بمرور الوقت, ولكن ما حدث في جبل الطير جعلنا نستشعر الخطر وأن الآتي سيكون أشد وأقسي وأتك مثلهم, تسلك مسلكهم, وأننا ما زلنا أعباطا بل أشد عبطا, وبالرفم من ذلك تجشمنا الكثير من المشاق

وتجمعنا في نيويورك لتأييدك ضد من أرادوا أن يشوهوا صورة مصر بك, ليس تملقا لك ولكن حبا في وطننا الغالي مصر. ونرجو أن يكون
رارك بعد العودة حاسما بعزل من أساءوا ووضعوك في هذا الموقف المريب. وفي النهاية نكرر ونقول: ما دام الدم القبطي رخيص يسقط يسقط كل بوليس, بل يسقط يسقط كل رئيس.
 
 
 
 
 
  
 
 
 
.
 

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع