الأقباط متحدون - حرب أكتوبر حرب على حرب
أخر تحديث ١٣:٢٢ | الاثنين ٦ اكتوبر ٢٠١٤ | توت ١٧٣١ ش ٢٦ | العدد ٣٣٤٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حرب أكتوبر حرب على حرب

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
بقلم : مينا ملاك عازر
كل عام وكلنا طيبين، ومصر كاملة بلا فقدان ذرة رمال من رمالها، كل عام وجيشنا مرفوع الرأس مسنود من قبل شعبه، مقاد بقيادات وطنية جادة، اليوم تحل الذكرى الواحدة والأربعون لحرب أكتوبر المجيدة.
 
لكننا في كل مرة نحتفل يكون احتفالنا بانتصار نختزله في العبور، وفي القرار والتمويه والخداع الإستراتيجي والطلعة الجوية، بيد أن النصر بدأ من يوم أن وصلت أول دفعة صواريخ أرض أرض الروسية الصنع، فقد كان السادات منذ وصوله للسلطة يبحث عن سلاح الردع الذي يمكنه الوصول لعمق

إسرائيل، وطالما السوفييت راوغوا وأبوا إعطائه الطائرات TU 16 وTU 22  القاذفتان بعيدتا المدى تلك الطائرات التي رغم اعتراض الطيارين المصرين عليها بسبب بطئهما، وطيرانهما كالبط ، بمعنى فقدانهما قدرة المناورة إلا أنهما كانتا مهمتين للوصول لعمق إسرائيل، لتعويض  ضعف

كفاءة سلاح الطيران السوري الذي لم يتمكن  من استغلال القاذفات قصيرة المدى والمقاتلات قصيرة المدى القادرة علي الوصول للعمق الإسرائيلي، وأخيراً أعطى السوفييت الصواريخ سالفة الذكر عوضاً عن الطائرات التي ماطللوا في تسليمها، وأعطوا القليل منها وحتى الطائرة ميج 25 الطائرة

السريعة لم تكن قاذفة وكان عددها قليل ومستخدمة فقط في عمليات الاستطلاع، وكانت في البداية ممنوع طيرانها إلا بموافقة السوفييت، فرفض السادات هذا فوافقوا علي أن تعمل تحت القيادة المصرية.
 
ولما أعطوه الصواريخ أصبح السادات قادر على ضرب نقاط حساسة في إسرائيل دون أن يعرض مصري للخطر ولكي يوصل تلك الرسالة للإسرائيليين وفي  يوم خمسة وعشرين أكتوبر أي في أواخر الحرب أطلق اثنين منهما حتى يعلموا أنه وجيشه قادرين على ضرب إسرائيل في العمق، لا جدال

وصلت الرسالة للإسرائيليين ووعوا المعلومة، وعرفوا أن غياب سلاح الردع الذي بفضل غيابه كانوا مستبعدين قيام لسادات بأي حرب، لم يعد قائماً، فقد وصلت الصواريخ متوسطة المدى التي أضاءت سماء القاهرة، وهي تشق طريقها لتضرب منطقة صحراوية فارغة لم يكن الغرض منها هو الإصابة وإنما الإنذار.
 
فقد كان السادات بحق لا يريد الحرب لكنه أشعل الحرب على الحرب التي بدأت ضد مصر في ما عُرِف بالنكسة، فحارب الحرب بحرب اعتقدها الأخيرة، وأظنها كذلك، فلقد قضت على أسطورة جيش لا يقهر، وبنت جيش يستطيع أن يقهر ليس إسرائيل ولا أمريكا وإنما يقهر المستحيل في كل الموانع التي أعاقته.
 
المختصر المفيد رحم الله السادات وكل قادتنا الذين رحلوا وأسهموا في القضاء على الحرب من خلال حرب أكتوبر.
 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter