تنشر «المصرى اليوم»، على حلقات، أهم وأخطر الوثائق الإسرائيلية عن حرب أكتوبر المجيدة، وتكشف هذه الوثائق عن سقوط المخابرات الإسرائيلية فى فخ الخداع المصرى. وتعرضت هذه الوثائق، التى بلغت ١٠ آلاف صفحة، للحجب والمنع، بهدف إنكار الهزيمة وإخفاء الدور الأمريكى المباشر فى المعركة، فى محاولة بائسة لإثبات «التعادل» فى المعركة، حفاظاً على معنويات أجيالها الجديدة، لكن هذه الوثائق تثبت بشكل قاطع أن المعركة انتهت بنصر مبين للجيش المصرى. وتكشف الوثائق أن جميع ضباط المخابرات الإسرائيلية كانوا على يقين بعدم حدوث هجوم مصرى فى أى وقت، عدا باحث واحد اسمه «سودائى»، ولكن لم يستجب له أحد، ولقى الكثير من السخرية. وتكشف هذه الوثائق عن السر الذى ظلت المخابرات الإسرائيلية تظن أنها تحافظ عليه، وهو سر وجود محطة تنصت عملاقة فى سيناء بأم خشيب، كانت قادرة على الاستماع لمحادثات القادة المصريين، فى الوقت الذى كشفت فيه المخابرات المصرية سر المحطة وقررت استخدامها فى تمرير رسائل مضللة للمخابرات الإسرائيلية.
ومن بين الأسرار الخطيرة التى تكشفها هذه الوثائق أن وزير الدفاع الإسرائيلى، موشيه ديان، اعترف فى التحقيق السرى أمام لجنة «اجرانات»، بالدور الكبير الذى قامت به المخابرات الأمريكية فى التحذير من قيام الحرب بداية من يوم ١٣ سبتمبر ١٩٧٣. وتنشر «المصرى اليوم» دراسة معمقة لهذه الوثائق، تبين أسباب حجب إسرائيل أهم الوثائق السرية الخاصة بالحكومة والجيش لأربعين سنة مضت، ولماذا أغلق الجيش الإسرائيلى أرشيفه فى وجه الباحثين المصريين، ومنع الدخول على موقعه الإلكترونى من مصر!
الدراسة أعدها الدكتور إبراهيم البحراوى، أستاذ الدراسات العبرية بجامعة عين شمس، وهو أيضاً صاحب خبرة واسعة فى الحروب مع إسرائيل، حيث تم تكليفه ضابطاً برتبة مقدم بالقوات الجوية عام ١٩٧٣، وحاور خلال هذه الفترة أسرى الحرب لدراسة مفاهيم الأيديولوجيات الفكرية لديهم.
الباحث عكف على دراسة عشرة آلاف صفحة من الوثائق التى لم يُكشف محتواها من قبل، واكتشف جوانب خافية عديدة لم يتم الاستدلال عليها.