واصل نحو ٣ ملايين حاج، رمى الجمرات الثلاث الصغرى والوسطى فالكبرى «العقبة»، فى يسر وسهولة، أمس، أول أيام التشريق ١١ ذى الحجة، وذلك بعد أن رموا الجمرة الكبرى «جمرة العقبة»، أمس الأول، ونحروا الهدى.
وبدأ الحجاج، أمس، رمى الجمرات الثلاث الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى بسبع حصيات لكل جمرة، مكبرين مع كل حصاة، ويدعون بما شاءوا بعد الصغرى والوسطى مستقبلين القبلة ورافعين أيديهم.
وإذا رمى الحاجُ الجمارَ، اليوم، «ثانى أيام التشريق»، كما فعل فى اليوم الأول أباح الله له الانصراف من منى، إذا كان متعجلاً وهذا يسمى النفر الأول، وبذلك يسقط عنه المبيت ورمى اليوم الأخير بشرط أن يخرج من منى قبل غروب الشمس وإلا لزمه البقاء لليوم الثالث. وفى اليوم الثالث من أيام التشريق الذى يصادف الثلاثاء، يرمى الحاج كذلك الجمرات الثلاث كما فعل فى اليومين السابقين، ثم يغادر منى إلى مكة ويطوف حول البيت العتيق للوداع ليكون آخر عهده بالبيت.
من جهة أخرى، ارتفع عدد الوفيات بين الحجاج المصريين إلى ٣٣ حالة بعد أن توفى ٥ حالات جديدة من حجاج السياحة والقرعة، وتبين أن جميع الوفيات كانوا مرضى وكبار سن، وبذلك يصل عدد الوفيات من السياحة إلى ١٥، وعدد الوفيات من القرعة ١٥ حالة و٣ حالات من حجاج بعثة التضامن.
أعلن ذلك اللواء شاكر الكيال، مساعد وزير الداخلية للشؤون الإدارية، الرئيس التنفيذى لبعثة الحج، رئيس بعثة حج القرعة.
وأضاف أنه تم الاتصال بأسر المتوفين ووافقوا على الدفن بالأراضى المقدسة.
وأكد «الكيال»، أن عدد الوفيات ارتفع فى الـ٢٤ ساعة الأخيرة بعد وصول الحجاج مشعر منى، وأن معظم حالات الوفيات جاءت بين هبوط حاد فى الدورة الدموية والتنفسية وأن معظم المتوفين من المرضى وكبار السن.
وشدد «الكيال»، على أن جميع الحجاج المصريين بخير ما عدا حالات الوفيات التى تم الاتصال بذويهم لدفنهم بالأراضى المقدسة، بينما قام الضباط المشرفون بالبعثة وأطقم الأطباء بالمرور على مخيمات الحجاج والاطمئنان على صحتهم.
كان ضيوف الرحمن المصريين، توجهوا أمس، إلى جسر الجمرات، بمشاركة الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، الذى قابله العديد من المصريين بتوجيه الأسئلة حول شؤون الدين والمناسك، خاصة فيما يتعلق بمسألة الرجم والوقت الذى يجب قضاؤه فى مشعر منى.
فيما عانت منطقة العزيزة من الزحام الشديد نتيجة عودة العديد من ضيوف الرحمن إلى مقر إقامتهم فى فنادق مكة، عقب انتهائهم من الرجم فى جسر الجمرات، حتى إن بعضهم كان يركب داخل «شنطة السيارة».
من جانبه، تفقد محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، رئيس بعثة الحج، أماكن إقامة ضيوف الرحمن من المصريين فى مشعر منى، بمرافقة ناصر تركى، رئيس لجنة السياحة الدينية بغرفة شركات السياحة، ومصطفى عبداللطيف، وكيل وزارة السياحة، المشرف على بعثة الحج السياحى.
وتجمع عدد من الحجاج المصريين، حول «جمعة»، للشكوى من ضيق المساحة المخصصة للحاج، الأمر الذى يؤدى لعدم وجود أماكن لهم خلال الإقامة فى مشعر منى.
كما تلقى «جمعة»، شكاوى من إحدى المجموعات التابعة لإحدى الهيئات الحكومية بسبب عدم وجود أماكن لهم بمعسكر الإقامة فى منى.
وقال «جمعة»، إن تنظيم البعثات الثلاث للحج هذا العام يعد الأفضل، رغم وجود بعض العوائق، التى لا تكاد تذكر ولا تؤثر على الجو العام، مشيرا إلى أنه حتى الآن تسير الأمور بتيسير من الله عز وجل، وبتكاتف وتعاون بين البعثات وتيسيرات من الجانب السعودى مما جعل هذا العام هو الأفضل فى تاريخ الحج المصرى، من حيث التنظيم والتيسير والتسهيلات.
وأضاف «جمعة»، أنه للمرة الأولى يتواجد أكثر من ٧٠ عالما من علماء الأزهر والأوقاف لتقديم الإفتاء وشرح طرق أداء مناسك الحج وتأديتها، وتيسيرها، لافتا إلى أن البعثة الرسمية قامت بعدة جولات فى المشاعر المقدسة «منى وعرفات»، وتأكدنا أن جميع الخيام مكيفة ومتميزة لجميع البعثات، كما أن السفير المصرى والقنصل، شاركا فى متابعة أحوال المصريين من ضيوف الرحمن، كما شارك البعثة الدكتور عادل العدوى وزير الصحة، فى الاطمئنان على أحوال المصريين خلال أداء مناسك الحج.
وشدد «جمعة»، على أن هناك تعاوناً غير مسبوق بين البعثات الثلاث لتوفير الخدمات لضيوف الرحمن.
وقال ناصر تركى، رئيس لجنة السياحة الدينية بغرفة شركات السياحة، إن الشكاوى عددها قليل، وتعود دائما إلى تنظيم بعض الهيئات للرحلات دون سابق خبرة، موضحا أن ما يهم غرفة شركات السياحة هو خدمة الحاج المصرى، وأنه تمت استضافة ضيوف الرحمن الذين شكوا من الخدمة فى أحد المعسكرات بمقر إحدى الشركات الخمس نجوم، ومشدداً على أن الأمور مستقرة حالياً.