الأقباط متحدون - ينقطونا بسكاتهم
أخر تحديث ٠١:٣٦ | الثلاثاء ٧ اكتوبر ٢٠١٤ | توت ١٧٣١ ش ٢٧ | العدد ٣٣٤٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ينقطونا بسكاتهم

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بقلم: مينا ملاك عازر
هذه الضجة الكبرى المثارة حول مناهج التاريخ في المدارس المصرية، الذي يعترض على وضع صور لأعضاء تمرد، والذي يريد وضع صورة من استمارات تمرد، ورفع صور أعضاءها، آل يعني هو كده متواضع، وإن كان في الحقيقة يريد حذف صور - من كانوا معه وصاروا الآن في معسكر معارض- من المناهج ولكن لكونه لا يريد إعلانها صريحة، يحاول أن يتضع من باب علي وعلى أعدائي يا رب، ومن يرفض أن يكتب عن حزبه أنه غير دستوري، وأن مصر ترفض الأحزاب الدينية كل هذا من قبيل الهزل الممزوج بالهرتلة والتهريج.

أفهم أن هؤلاء كلهم يبحثون عن اعتراف من الدولة بهم، ويقلقون أن يكن هذا الاتجاه هو اتجاه حكومي، أفهم أن تقلق أن تلك المعلومات ستكن في عقول تلاميذ المدارس، ما سيجعلهم ينشأون على حبك أو كرهك، لكن في الحقيقة المعظم يعلم تمام العلم أن كل تلاميذ المدارس إن سألتهم عما ذاكروا بعد خروجهم من الامتحان النهائي، لن يجيبوك بشيء ذو قيمة، وستكون معلوماتهم مشوشة.

إذن لماذا هذه الضجة الكبرى؟ هل لأنك ترصد من خلال مناهج التعليم مواقف الحكومة والدولة منك؟ أيهمك موقف الدولة أكثر من موقف الشعب؟ أندهش تمام الاندهاش ونحن بعد ثورتين شعبيتين بامتياز، آخرهما شعبية بنسبة مئة بالمئة. ورغم هذا كله، الكل يهتم برأي الدولة والحكومة فيه، ما هذا البله الذي نعيشه! ماذا فعلت على أرض الشارع لكي تغير واقع رفض الشعب لك أو حب الشعب لك، لا شيء، اهتمامك كله بالحكومة والدولة، حركة تمرد وقت أن كانت حركة جادة عملت على الأرض، فنجحت ونجحت باكتساح، ولم تعبأ يومها بما ستقوله الحكومة عنها، ولم تهتم بما تقوله الدولة عنها، فلماذا كل هذا الاهتمام بكتب التاريخ في التعليم المصري.

كتب التاريخ ليست تأريخ، ومن يكتبها مجامل وقد يعتبره البعض منافق، فمنذ متى والتأريخ يتم في نفس الفترة الزمنية التي يعيشها المؤرخ، كتب التاريخ في مصر حيث المدارس لا تؤرخ، بل أنني أستطيع أن أجزم أن تاريخ المدارس بشكل عام ليس تأريخاً، فهو فقط رصد لمواقف الحكومة والدولة من أحداث وأشخاص بعينهم، يحدث بعض المزايدة وتصل لأن يكتبوا عن أحداث جارية أو لم ينكشف النقاب عنها حينها، لا يعتبر هذا تأريخاً، وإنما رأي كاتب التاريخ لا يكتب إلا بعد انكشاف الوثائق، وقراءة المذكرات، وتحليلها، والقيام بخطوات كثيرة من مناهج البحث التاريخي يبدو أن مؤلفي كتب التاريخ بالمناهج الحكومية إن كانوا لهم صلة بالتاريخ بشكلً ما فأنهم لا صلة لهم بتلك القواعد التاريخية، ولكنهم يكتبون التاريخ من باب إللي بيحبنا ينقطنا، وإن كان من الأفضل في رأيي في هذه الأحوال أن ينقطونا بسكاتهم أحسن.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter