تلقى هاتفا آيفون 6 وآيفون 6 بلس الجديدان، الكثير من الانتقادات لكبر حجمهما؛ حتى إنه يصعب على النساء وضعهما في جيوبهن. وحسبما ذكرت صحيفة التلغراف البريطانية، يصعب أيضا التعامل معهما بيد واحدة. وأخيرا، لأنهما يسببان تقطع وتلف شعر النساء. إذ تكتب راديكا سانغاني التي أصيبت بالتهاب في الرأس، عن حاجة مصممي التكنولوجيا إلى تحسين تصميماتهم.
وتقول سانغاني، في كل مرة تخرج شركة أبل علينا بهاتف آيفون جديد، يصاب العالم بالجنون. إنني أفكر في الناس الذين يقضون الليل خارج متاجر أبل، والمدونين الذين يسيل لعابهم على الوظائف الجديدة في الهاتف، وكذلك الكثير من العملاء السعداء بهواتفهم الجديدة.
إنه النمط الذي اعتدنا على مشاهدته منذ خروج أول آيفون إلى السوق في عام 2007، ويتكرر الأمر مع الكثير من موديلات الهواتف الذكية الأخرى.
غير أن ذلك النمط بات يشهد تغيرا.
إذ أدى صدور هاتف آيفون 6 ونسخته الأكبر حجما بمقاس 5.5 بوصة (الآيفون 6 بلس)، إلى تحول في الرؤية لدى قطاع كبير من العملاء: النساء.
وتكمن المشكلة في أن تصميم كلا الهاتفين يبدو أنه أغفل العنصر النسائي تماما. ومما يثير الدهشة أن 70 في المائة من القوة العاملة لدى شركة أبل هم من الرجال، ولكنها حقيقة محبطة.
انتشر هاشتاغ في وسائل الإعلام الاجتماعية باسم (#HairGate)، عن عدد من النساء اللاتي وجدن أن هاتفي آيفون 6 وآيفون 6 بلس، يقطعان شعر الرأس. فعندما تمسك بالهاتف لإجراء مكالمة، يشتبك الشعر الطويل في الفجوة بين الشاشة الزجاجية وغطاء الألمونيوم. مما يعني أنه عندما تنتهي المكالمة وتبعد الهاتف عن أذنك، يتقطع الشعر من رأسك. (وقد تأثر أصحاب اللحى من ذلك أيضا).
قد يبدو الأمر سخيفا بالنسبة للنساء قصيرات الشعر؛ ولكنه يحدث بالفعل وليس الأمر مزاحا. فلقد جربت المشكلة بنفسي.
وليست تلك هي المشكلة الوحيدة مع هاتفي آيفون الجديدين. كلا الهاتفين حجمه كبير جدا، حتى مع أن آيفون 6 لديه شاشة بمقياس 4.7 بوصة - إلا أن الأمر مرهق للغاية. بالنسبة للأشخاص ذوي الأيدي الصغيرة، من الصعوبة بمكان النقر على هاتف آيفون 6 بلس بيد واحدة، بسبب أن الشاشة كبيرة فعلا. حتى النقر باستخدام إصبعي الإبهام في كل يد يعد تحديا. مما يشير أيضا إلى أن تصميم الهاتف كان يستهدف الرجال تحديدا. (أجل، أعرف أن الرجال لديهم أياد صغيرة كذلك - ولكن في المعتاد أن أياديهم أكبر من أيادي النساء).
حجم الهاتف الجديد يجعل من المستحيل وضعه في جيوب سراويل الجينز النسائية. وقد حاولت أن أضعه في الجيب الخلفي لسروال الجينز وفشلت في ذلك. ولم ينجح الأمر كذلك في الجيب الأمامي، ومع الشائعات التي تقول إن الهاتف ينثني في جيوب الناس، فقد بدا الأمر وكأنه الخيار الوحيد المتاح. حتى الآن.
لذا اتصلت بشركة أبل لأستمع لما سيقولونه في ذلك؛ ولكنني لا أزال أنتظر الرد.
وباعتراف الجميع، فقد شكا الرجال أيضا، من مشكلة (وضع الهاتف في الجيب). حتى جيوب الرجال الكبيرة لا تستوعب هاتف آيفون 6 بلس الضخم؛ ولكن بالنسبة للنساء - واللواتي يرتدين ملابس ذات مساحات محدودة للجيوب - فإن الأمر أكثر صعوبة. حتى عندما قررت الانتقال إلى آيفون 6 فقط، وجدت أنه من الصعوبة أن أضعه في جيبي. فهو لا يناسب أي جيب أمامي من جيوب سراويلي، ويوضع فقط في الجيب الخلفي من دون غطائه. أليس الأمر عمليا حقا!
كان ذلك السبب وراء اندفاع بعض مصممي ملابس النساء إلى تكييف تصميماتهم الجديدة لتناسب الهواتف الضخمة. حين صرح موقع «إيغل» للأزياء الأميركية، أنهم يفكرون في إصدار خط أزياء للنساء ذي جيوب عميقة، مثل التي تتوافر في خطوط أزياء الرجال. ويفكر بيت «جيه. كرو» للأزياء، وهو المفضل للسيدة ميشيل أوباما، في ذات الفكرة.
تقول ليزا كيندرد، مؤسسة «أزياء الموجة الثالثة»، في مركز أبحاث معني بالموضة والأزياء «إنها مسألة مهمة لأنني أعتقد أن المنتج الجديد أغفل وجود النساء تماما. ويحدث نفس الشيء في التكنولوجيا التي نراها في الرعاية الصحية. هناك الكثير من المعايير التي توضع باعتبار أجساد الرجال فحسب».
إنها ذات المشكلة في عالم التقنيات أنها جميعها مصممة للرجال، ويمكن للنساء استخدامها كذلك إذا وجدن طريقة للإمساك بها والتعامل معها. أشعر أنها مشكلة لا يتحدث عنها الناس إذ إن الكثيرين منهم لا يعترفون بها أصلا؛ لأن النساء لا يرغبن أن يعدهن الآخرون متذمرات من ذلك. ولا يردن الحديث عنها. فقد أصيب الناس بالإحراج جراء ذلك.