مثل الرئيس الكيني أوهورو كينياتا أمام المحكمة الجنائية الدولية في جلسة استماع بشأن اتهامات موجهة له بالتخطيط لجرائم ضد الإنسانية.
وبذلك يكون كينياتا أول رئيس حالي يمثل أمام المحكمة.
ويواجه الرئيس الكيني تهما بتدبير جرائم إبادة جماعية عرقية قتل فيها ألف ومائتا شخص في أعقاب الانتخابات التي أجريت عام 2007. وينفي كينياتا هذه الاتهامات، ويرى أنه يجب إسقاط القضية.
واستدعي الرئيس الكيني من قبل المحكمة الجنائية لتقديم تفسيرات لمزاعم تتهمه بحجب أدلة إدانته.
وكانت محاكمة كينياتا قد أجلت في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي بعد أن قال ممثلو الادعاء إن الحكومة الكينية لم تقدم بعض الوثائق المهمة، وانسحب شهود الادعاء من القضية.
كما رفضت المحكمة سابقا السماح للرئيس الكيني بالحديث إليها عبر الفيديو، وأصرت على مثوله شخصيا أمامها.
أعمال العنف التي وقعت في كينيا عقب انتخابات2007 أسفرت عن مقتل 1200 شخص وتشريد مئات الآلاف
صفة شخصية
وسيتولى نائب الرئيس ويليام روتو مهام الرئيس أثناء وجود كينياتا في لاهاي.
وأكد كينياتا مرة أخرى يوم الاثنين براءته، مؤكدا أنه مرتاح الضمير.
وفي كلمة له أمام البرلمان الكيني، قال كينياتا إنه سيتوجه إلى لاهاي بصفة شخصية ، وليس بصفته رئيسا للدولة؛ حتى لا يقوض سيادة أربعين مليون كيني.
ولم تتخذ تدابير خاصة في محيط المحكمة الجنائية الدولية. وقال المتحدث الرسمي باسم المحكمة إن كينياتا لن يعامل بطريقة مختلفة عن أي متهم آخر.
ورحبت ايثر واويرو من مفوضية حقوق الإنسان في كينيا في وقت سابق بمثول الرئيس الكيني أمام المحكمة.
وقالت إن "حقيقة مثول الرئيس بالفعل أمام المحكمة الجنائية الدولية لجلسة المحاكمة التحضيرية هو مؤشر على أن الرئيس يدرك بشكل واضح أن هناك حاجة لكي يحصل الضحايا بالفعل على العدالة أمام المحكمة".
وأقر المدعي العام السابق للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو بأن المحاكمة "لم تكن تسير بشكل جيد"، لكنه رحب بمثول كينياتا لأنه "يظهر التزام أفريقيا بالتغيير".
أسوأ أعمال عنف
نائب كينياتا ويليام روتو (الذي يلوح بيده من السيارة) يواجه أيضا تهما مماثلة لدى المحكمة الجنائية الدولية
وانتخب كينياتا رئيسا عام 2013، رغم التهم المنسوبة إليه. ويقول المحللون إنه حول الاتهامات إلى صالحه، بتصويرها على أنها تدخل خارجي في شؤون كينيا الداخلية.
ويواجه كينياتا خمسة اتهامات تتعلق بارتكاب مجازر عرقية، وهي أسوأ أعمال عنف شهدتها كينيا منذ استقلالها عام 1963. وشرد مئات الآلاف من الأشخاص وشوهت سمعة كينيا كبلد ينعم بالاستقرار.
وفي عام 2007، كان كينياتا حليفا للرئيس السابق، مواي كيباكي، الذي فاز في انتخابات الرئاسة آنذاك رغم ادعاءات منافسه، رايلا أودينغا، بوقوع تزوير.
واتخذت الخلافات بعدا عرقيا، إذ استهدف أعضاء مجموعة كيكويو العرقية، التي ينتمي إليها كينياتا وكيباكي، مجموعات عرقية محلية أخرى.
واتهم كينياتا بتأسيس عصابة من عرقية كيكويو، لمواجهة المجموعات الأخرى المتمردة.
ويواجه نائب كينياتا، ويليام روتو، تهما مماثلة أمام المحكمة الجنائية الدولية، رغم مساندته لأودينغا وقت وقوع أعمال العنف. وينفي هو أيضا هذه الاتهامات.