الأقباط متحدون - الله يرحم أيامك يا عبدالآخر
أخر تحديث ٠٦:١٥ | الخميس ٩ اكتوبر ٢٠١٤ | توت ١٧٣١ ش ٢٩ | العدد ٣٣٤٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الله يرحم أيامك يا عبدالآخر

إبراهيم محلب
إبراهيم محلب

بعد قرار رئيس الحكومة برفع مخلفات البناء فوراً من على جانبى ترعة المريوطية، والتى تراكمت على شكل تلال منعت استخدام الطريق العام، وكون مطالبة المهندس إبراهيم محلب بتغليظ العقوبة على السائقين المخالفين الذين يلقون بحمولاتهم على الطريق من ٢٠ ألف جنيه إلى مائة ألف جنيه معناه أن الإدارة المحلية كانت عاجزة عن مواجهة بلطجة المخالفين الذين توحشوا واستحلوا الطريق العام فكانوا سبباً فى إهدار كرامة وهيبة الدولة.. لذلك أطالب بالتوسع فى تعيين المحافظين من العسكريين لنضمن قوة شخصياتهم فى مواجهة هؤلاء البلطجية والحفاظ على هيبة الدولة.. وهذا يذكرنى بمحافظ الجيزة السابق المرحوم اللواء عمر عبدالآخر الذى ودَّعنا منذ أيام، وقد كان رحمه الله من أكفأ الضباط الذين عملوا فى الحكم المحلى وكان على أيامه يتعامل مع مثل هذه المخالفات بمصادرة كل سيارة مخالفة ويقوم بتشغيلها هى وسائقها لمدة شهر لحساب المحافظة فى رفع مخلفات الشوارع مجاناً.

- أذكر لهذا الرجل مواقفه يوم أن قاد حملات لإعادة الهيبة الى الشارع المصرى وتطهيره شارع سليمان جوهر من تجار المخدرات وإزالة العشوائيات التى حولته إلى سوق شعبية تبيع كل المحرمات، شهامة عمر عبدالآخر امتدت إلى محافظة القاهرة بعد نقله من الجيزة، فتصدى لتجار سوق الخضار فى روض الفرج يوم أن أخرجوا السلاح لإرغامه على إلغاء قرار نقل السوق إلى العبور، ولم يجبن أو يتراجع بل أقسم على يمين بتنفيذ قراره وإلا استقال من موقعه، وفعلاً رحل تجار سوق الخضار من روض الفرج إلى العبور، ولم يجرؤ أحد على البقاء.. ونذكر له معركته فى إزالة سور الأزبكية من المكتبات وتجميعها فى ميدان العتبة بشكل حضارى.. بصمات هذا الرجل على أعماله، فالرجل نموذج مشرف للعسكرية المصرية، صورة من حمدى عاشور الذى كان محافظاً للإسكندرية، ثم عبدالسلام المحجوب.. فى النهاية أقول: أكثروا فى هذه المرحلة من العسكريين فى تولى مناصب المحافظين، نريد أن تعود للشارع المصرى هيبته.

- قد يفهم الناس أننى ضد العقلية المدنية، لكن كلمة أقولها من قلبى: هناك نماذج مشرفة لمحافظين كانوا قضاة، ومنهم من كان أستاذاً فى الجامعة، وعندنا نماذج مشرفة، منها الأستاذ الدكتور على عبدالرحمن الذى كان رئيساً لجامعة القاهرة وحجة فى العمارة الإنشائية.. الرجل منذ أن تولى عمله كمحافظ للجيزة بعد ثورة يناير وهو فى الشارع المصرى، لقد نقل مكتبه فيه حتى يكون على مقربة من أوجاع المواطنين، ورغم أن الناس بعد الثورة أخلاقها قد تغيرت، وأصبحت تتكلم باللسان والعضلات لم ييأس فى تنفيذ التطوير العمرانى وإعادة تخطيط الميادين، ولم يتوقف عن اقتحام مشاكل الصرف الصحى فى إمبابة وبولاق الدكرور، يكفى أنه المحافظ الوحيد الذى وصلت جهوده إلى الواحات.

- أنا شخصياً أشفق على الدكتور على عبدالرحمن، فقد حمل تركة مثقلة، ويكفيه فخراً أنْ كان فى مقدمة من قدموا استقالتهم من مواقعهم أيام حكم الإخوان، فالرجل اعترض على إجرام الإخوان فى معركة بين السرايات بين الإخوان والمواطنين الذين خرجوا فى مظاهرات، ويوم أن استخدم الإخوان السلاح ضد المواطنين أرسل الدكتور على عبدالرحمن استقالته من منصبه كمحافظ للجيزة، فالرجل لا يقبل منصباً على جثث مواطنيه.. وبعد سقوط حكم الإخوان طلب منه أول رئيس وزراء بعد ثورة يونيو أن يبقى فى موقعه لأن الأوضاع فى البلد تحتاج إلى جهوده، وقد رأيناه وهو يقود الكراكات لتطهير ميدان النهضة بعد فض اعتصام الإخوان منه، وفى خلال أيام تغيَّر شكل الميدان وأصبح ميداناً حضارياً.

- هذا لا يمنع من التغيير إذا كنا نريد عودة الهيبة للشارع المصرى بوجوه شابة من العسكريين.

ghoneim-s@hotmail.com

نقلا عن المصرى اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع