طالب سياسيون ورؤساء أحزاب، الرئيس عبدالفتاح السيسى، بالاستغناء عن المعونة العسكرية الأمريكية، واعتبروا أن تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، أمس، التى ربطت تقديم المساعدات العسكرية لمصر بتقديم مصر المزيد من الديمقراطية وعدم الإقصاء «لى ذراع» للإدارة المصرية قبل إجراء الانتخابات البرلمانية، بهدف الضغط لمشاركة تنظيم الإخوان، المحظور نشاطه قضائيا والمرفوض شعبيا، فى الانتخابات وعودته للمشهد من جديد.
قال الدكتور محمد أبوالغار، رئيس الحزب المصرى الديمقراطى، إن لوبى الإخوان ومساعديهم قوى جدا ويعمل منذ سنوات طويلة داخل الولايات المتحدة، وهناك مجموعات كبيرة مهمتها الترويج لأفكار التنظيم حتى داخل الكونجرس نفسه، لافتا إلى أن عودة حكم تنظيم الإخوان لمصر من جديد تزيد من فرص تواجد هذا اللوبى على مستوى الدول المتعاطفة مع التنظيم.
وأضاف أن توقف الحديث عن عودة الإخوان فى مصر إلى المشهد مرة أخرى سيوقف مصالح هذا اللوبى، مشيرا إلى أن تهديد الخارجية مرتبط بنفس تهديد وتلويح افتتاحية «نيويورك تايمز»، الجريدة الأشهر فى واشنطن والعالم قبل أيام، مطالبا الإدارة المصرية بأن تفعل مثلما يفعل اللوبى وتروج لحقيقة إرهاب تنظيم الإخوان فى مصر وخارجها، عن طريق استغلال سفراء بعيدا عن العمل الدبلوماسى التقليدى، مثل الدكتور مجدى يعقوب وأحمد زويل ومصطفى السيد.. وغيرهم ممن يعرفهم العالم الغربى.
وقال المستشار مصطفى الطويل، الرئيس الشرفى لحزب الوفد، إن الأمريكان حتى يومنا هذا مقتنعون بتنظيم الإخوان، ويطالبون بإتاحة الفرصة لهم مرة أخرى، ويطالبون بالتصالح معهم، ومطالبهم شىء والواقع على الأرض شىء آخر.
وأضاف: واشنطن تمارس ضغطا على مصر من خلال التصريحات الإعلامية من جانب، والتلويح بوقف المساعدات خاصة العسكرية من جانب آخر، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية تعلم أن تنظيم الإخوان قادر على تدمير الشرق الأوسط، وبالتالى يعملون على عودتهم إلى الساحة السياسية مرة أخرى، وعندما وجدوا أن التنظيم اهتز، اخترعوا «داعش»، وهو بديل للإخوان لاختلاق المشاكل فى المنطقة.
وقال نبيل زكى، المتحدث الرسمى لحزب التجمع، إن ترجمة تصريحات الخارجية الأمريكية تعنى أن الكونجرس موقفه لن يتغير من مصر، وعلى الرئيس عبدالفتاح السيسى ومعه إدارة الحكم إعلان الاستغناء عن المعونة العسكرية الأمريكية رسميا، معلقا: «الاستغناء عن المعونة فى هذا التوقيت أقوى رد وبداية حقيقية لاستقلال القرار الوطنى».
وأضاف: مصر ليست فى حاجة للسلاح الأمريكى، خاصة أن ما تمنحه الإدارة الأمريكية لمصر أسلحة «عفا عليها الزمن»، وتستخدم للدفاع فقط وليس الهجوم، مشيرا إلى أن افتتاحية صحيفة «نيويورك تايمز» قبل أيام وتصريحات الخارجية الأمريكية أمس تعنى أن واشنطن لم يتغير موقفها من مصر حتى بعد الظهور القوى فى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، لافتا إلى أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما تجاهل فى حديثه عن الإرهاب وتنظيم داعش وما تتعرض له مصر من إرهاب، وهذا يعد مجاملة لجماعة الإخوان.