مينا ملاك عازر
كثيراً ما تظهر لنا معادن الناس حينما يجلسون على الكرسي حينما يصبحون ذوي سلطة، وتتأكد حقيقة معدنهم حينما يرتفعون في مناصبهم، وهذه هي الحقيقة حينما نرى ندل تركيا يتبع طبعه الدموي الموروث عن إخوانيته، وهو يفض المتظاهرين الأكراد المطالبين بدعم مدينة كوباني شمالي سوريا المقاومة حتى كتابة تلك السطور للمد الداعشي.
ذلك المد المستمر في مده رغم الغارات والطلعات الجوية المضادة لها من التحالف الدولي، وكأن تلك الغارات والضربات لا تزد عن كونها تطعيم لها ضد مرض ما، فتزداد قوة أكاد أظن أن ما تقوم به طائرات التحالف هو مد مقاتلي داعش بالمدد والمأون المحتاجين له للقتال!.
على كل حال، أبرز ما يستلفت حضرتك، أن كوباني لها أكثر من ثلاث أسابيع تقاوم داعش التي أسقطت الجيش العراقي في يوم وأقل في الموصل، مقاتلو الأكراد غير النظاميين - المليشيات الكردية التابعة للاحزاب الكردية- يقاتلون داعش قتال الأنداد بل أكثر من الأنداد، بدون دعم من أي دولة، هذا إن غضينا النظر عن غارات التحالف التي لا تثمن ولا تغني، أقول مقاتلي الأكراد يقاتلون، ولم يقاتل رجال الجيش العراقي المدرب من أمريكا
فإما أن أمريكا لا تدرب ولا تسلح أو أنها تعليمات عليا صدرت لهم بالانسحاب لتمكين داعش، أمريكا مهدت الطريق لداعش ليكونوا إما فأر تجارب لبعض أسلحتها أو ليكونوا منفذين لمخططها.
لا غضاضة أن تضرب أمريكا تنظيمات هي خلقتها وابتدعتها ونظمتها في المنطقة فهي التي دربت القاعدة ودعمت الإخوان إلى أن وصلوا الحكم، وماطلت في دعم الجيش المصري في حربه على الإرهاب. ولعلك تذكر صديقي القارئ، كيف نادى مبارك طويلاً كي يجتمع العالم لمحاربة الإرهاب في مؤتمرات دولية، ولم يفعلوها إلا حينما انكووا بنار الإرهاب في الحادي عشر من سبتمبر مش كده ولا إيه!؟.
في كل الأحوال مع كفاح مقاتلي الأكراد يكافح المتظاهرون السلميون في تركيا ضد الندل لما يتملك فهو لا يكتفي بعدم دعم مقاتلي الأكراد في كوباني، وإنما يفتك بمتظاهرين سلميين يحضونه على مقاومة الإرهاب- مقاومة داعش- ولكنه لأنه لم يعتد تنفيذ أوامر ورغبات شعبه - وهو الذي يعتبر جيشاً لبى نداء شعبه بخلع رئيس جاسوس جيش منقلب- له كل الحق أن يعامل مظاهرات الأكراد هكذا، لكن إن أتته الأوامر من أمريكا فلم يكن منه إلا أن يلب النداء وينفذ الأوامر ويدعم الأكراد المقاتلين بشرف.
الندل التركي وصمة عار في جبين الأمة التركية لكنه مش جايبه من بره، جايبه من أولائك منفذي مذبحة الأرمن، وحفيد من أحفاد البنا الذين يعيثون في الأرض فساداً وخراباً وتدميراً، فهل يبقى الندل متملكاً أم تأتي عليه أياماً يدفع فيها فاتورة تواطؤه وتباطؤه أمام مد داعش اللعين، هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة، إن عشنا وكان لنا عمر.
المختصر المفيد هناك توريث حتى في السفاحين، فالسفاح ينجب سفاح، والندل يأتي بندل وهكذا.