الأقباط متحدون - الفاشل يعطي نفسه آية
أخر تحديث ١٣:٣٠ | الاثنين ١٣ اكتوبر ٢٠١٤ | بابة ١٧٣١ ش ٣ | العدد ٣٣٥٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الفاشل يعطي نفسه آية

المهندس خالد عبد العزيز
المهندس خالد عبد العزيز

بقلم : مينا ملاك عازر
لا أعرف من ذا الذي أفهم الباشمهندس خالد عبد العزيز، أن الوصول لكرسي الوزارة نجاحاً، لا أعرف من الذي أفهمه أنه ناجح، لا أتخيل مطلقاً ذلك الشخص الذي أفسده تماماً حين أفهمه أنه يمكن أن يُضرب به المثل، والكارثة أنه حينما يضرب بنفسه مثلاً يضربه بأنه كان بيزوغ من المحاضرات وطلع وزير، لا أفهم ما هو غرض الباشمهندس نفسه من هذه الآية التي يعطيها للشباب في أول يوم جامعة، ماذا كان يظن ويتوقع أن طلاب جامعة القاهرة الذين كان يحدثهم سيتعلمونه من أنه كان يفعل هذا الفعل؟ تراه كان ينتظر منهم أن يزوغوا أيضاً طمعاً منهم أن يصبحوا وزراء.

يا باشمهندس خالد، إن مفهومك عن كونك أصبحت وزيراً مفهوم يحتاج مراجعة، إنت ما طلعتِش وزير ولا حاجة إنت أصبحت، طلوعك ده لما تكن في مرتبة أدنى وتطلع لمرتبة أعلى، ولكن في الحقيقة الوزير ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية وظيفتهم حسب القسم هي السهر على خدمة مصالح الشعب، يعني إنتم خدامين لدى الشعب، فمنطق الطلوع مغلوط من البداية، ناهيك بقى عن منطقك المغلوط تماماً في أن التزويغ وصلك لأن تكن وزيراً، فلو أعمَلنا بهذا، يبقى عليكم كمان كام سنة تطلعوا كل الإخوان اللي زوغوا من المحاضرات السنة الماضية وتظاهروا وحرقوا وخربوا وزراء لإنهم زوغوا.
 
سيادة الوزير، يبدو أنك نسيت أنه هناك العديد من الوزراء الفاشلين بحكومتك، وقد تكن أنت منهم، فلا مشروع فعلوه، ولا شيء قدموه، ولا أنتاج أثمروه، سيادة الوزير ألا ترى أن التزويغ في حد ذاته فشلاً، وفشل ذريع خاصةً في كلية ككلية الهندسة، أتعطي الفشل آية للطلاب، أتحرض الطلبة على التزويغ، هذا إن اعتبرت أن منصب الوزير مغري للبعض، ثم من قال أنك ناجح لتعطي نفسك آية للطلاب يتعلمون منك ومن حياتك، دع هذا التقييم

لآخرين، وبهذه المناسبة إن كان نجاحك أنك طلعت وزيراً، اعطني نجاح آخر لك على الصعيد العملي والمهني، ذلك الصعيد الذي دخلته من بوابة كلية الهندسة التي كنت تزوغ من محاضراتها، يبدو أنك تظن حقاً أن منصب وزير أملة، وإن كان ذلك كذلك فإن التزويغ لن يكن أبداً مثلاً يحتذى به وإلا فلا داعي للجامعة، ولك في أطفال الشوارع المزوغين من التعليم كله مصدر هائل للطاقة البشرية لتشكيل حكومات مصر القادمة.
 
سيادة الوزير، انتبه، أن ما أكتبه لم أتعجب فيه مطلقاً من أن يصبح واحد مزوغ من المحاضرات وزيراً، فلقد اعتدت أن أغلب من يتقدمون للخدمة العامة ومن يرشحون لها، هم فاشلين بدليل ذلك التراجع الذي تعاني منه مصر طوال سنوات طوال، فما رأينا وزيراً أو رئيس وزراء أو رئيس جهورية ناجحاً إلا فيما ندر، فلا غضاضة إذن أن يكن أحد المزوغين والمتهربين من التعليم وقد يكون أكثر من هذا وزيراً، لكن ما أثارني أنه يظن أنه أَملة وأعجوبة،

ومثل يقدم للطلاب ليحتذوا به، أتفق معك في أن التعليم ليس كل شيء والمهم الثقافة لكن كان عليك أن تقل هذا ولا تقل الأولى، فلتداري على اخفاقات ولا تبرزها، فليس فرصة للمباهاة بما أظنه أسود.
 
المختصر المفيد منصب الوزير ليس نجاحاً، النجاح هو أن تقدم شيء لبلدك ولذويك يفتخرون بإنجازه.
 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter