الأقباط متحدون - جريمة قتل عمرها ٣ آلاف سنة
أخر تحديث ٠٧:٣٢ | الثلاثاء ١٤ اكتوبر ٢٠١٤ | بابة ١٧٣١ ش ٤ | العدد ٣٣٥٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

جريمة قتل عمرها ٣ آلاف سنة


كانت المفاجاة أننا اكتشفنا أن الملك رمسيس الثالث، آخر المحاربين الفراعنة العظام، قد مات مقتولاً بسكين حادة وأن القاتل كانت زوجته الثانية وبالاشتراك مع ابنها الأمير بنتاؤر.الحقيقة لابد لها أن تكشف مهما مرت السنون والقرون. نغوص ونبحث فى أسرار وخفايا التاريخ لنعلن اكتشاف واحدة من أقدم جرائم القتل فى العصر الفرعونى. واستطاع الفريق المصرى لدراسة المومياوات الملكية أن يكشف سراً من أسرار الفراعنة وبالأدلة القاطعة أن هذا الملك العظيم قد لقى مصرعه على يد زوجته، فيما عرف بمؤامرة أطلق عليها علماء المصريات اسم «مؤامرة الحريم» وذلك لقتل الملك وابنه رمسيس الرابع لكى يخلو الطريق لبنتاؤر ليصبح ملكاً على مصر.

ويأتى هذا الكشف مفاجأة لعلماء الآثار لأنه سوف يغير التاريخ، خاصة أن هناك بردية فى مدينة تورين بإيطاليا تعرف باسم مؤامرة الحريم، تشير البردية إلى المؤامرة التى اشترك فيها ضد الملك بعض من حريم القصر الملكى والموظفين وقادة من الجيش، لكن البردية توحى بأن المؤامرة ضد الملك قد فشلت وأنه قد تم القبض على الملكة والأمير وكل المتآمرين وتقديمهم للمحاكمة! وصحيح أنه قد صدرت أحكام قضائية على العديد منهم بالقتل شنقاً، كما قرر القضاة ترك الأمير بنتاؤر لكى يأخذ حياته بيده على حد تعبير البردية وبالفعل شنق نفسه.. ولكن لم تشر البردية إلى مقتل الملك بل أشارت إلى أنه الذى تولى التحقيق مع المتآمرين. وربما كان القصد الملك الحى رمسيس الرابع والذى فشل المتآمرون فى قتله.

وتأتى المفاجأة عن طريق جهاز الأشعة المقطعية الذى أثبت وجود جرح ذبحى بالرقبة أحدثه سكين حادة ووصل عمق الجرح إلى عظام الرقبة وترك آثاره عليها.. ليس هذا فقط بل ثبت أن الشخص الذى قتل الملك فاجأه من الخلف وأنه لا شك قاتل محترف بالسكين وأن الملك كان جالساً وقت أن فاجأه القاتل.

أما المفاجأة الثانية فهى أن الفريق المصرى الذى قدته لدراسة المومياوات، وجد أن المومياء التى يطلق عليها مومياء الشاب والذى مات فى سن الخامسة والعشرين، ومومياؤه تتميز بفم مفتوح وجسد لم يحنط، فقط ملفوف بجلد الماعز، هى مومياء الأمير بنتاؤر الذى تآمر على قتل أبيه وكَشف عن وجود آثار لحبال على العنق، وهو ما يؤكد أنه مات مشنوقا كما ورد ببردية مؤامرة الحريم.. كما أكدت تحاليل الحامض النووى أنه ابن الملك رمسيس الثالث، ونظراً لجريمته البشعة لم يتم تحنيط جسده، ولف بجلد الماعز الذى يعتبر من الأشياء غير الطاهرة عند الفراعنة، وأن آثار الشنق واضحة على وجهه والذى مازال حتى الآن يحمل مظاهر الفزع ورعب الموت وفقدان الحياة.

استحق بنتاؤر أن يكون مصيره جهنم، حسب العقيدة المصرية القديمة، لأن من يذهب إلى الجنة يتم تحنيطه ويلف بالكتان الأبيض. ولاتزال حضارتنا الفرعونية تخبئ الكثير من الكنوز والأسرار.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع