(1888 – 1955 )
رائد التنمية البشرية

بقلم/ماجد كامل
عندما نري هذا الاقبال المتزايد علي كورسات التنمية البشرية ؛ لابد ان نتذكر الرائد الأول لهذه العلم ؛ والذي أثري المكتبة الإنسانية بالعديد والعديد من الكتب الهامة والرائعة في هذا المجال .

إلا وهو العالم الأمريكي الكبير ديل كارنيحي (1888 – 1955 ). ولقد أسس في أمريكا أكبر معهد للعلاقات الإنسانية في العالم عرف بأسمه ؛ ومازالت الشركات العالمية الكبري تشترط علي معظم موظفيها ان يجتازوا عدة دورات تدريبية في هذا المعهد قبل أن يلتحقوا بالعمل بها . ولقد كانت رسالته الكبري التي كرس لها حياته هي "كبف تنجح في حياتك العملية ؟ " والطريف في الموضوع أنه هو شخصيا لم يكن ناجحا في بداية حياته العملية ؛ فلقد ولد في أسرة فقيرة ؛ ولهذا السبب تولد عنده الشعور بالنقص ؛ وزاد علي ذلك أنه كان شخصية خجولة .

ولكن وهبه الله مدرس حكيم نابه يعرف كيف يتعامل مع الشخصيات المختلفة ؛ فدفعه دفعا في فريق الخطابة بالمدرسة ؛وطلب منه أن يحرص علي إتقان هذا الفن ويتفوق علي زملائه فيه ؛ولما شعر كارنيجي أنه لا مفر أمامه ؛عكف علي دراسة أساليب الخطابة وفنون الإلقاء حتي أتقنها تماما ؛ بل تولي زعامة فريق الخطابة في المدرسة ؛ولقد دفعه ذلك إلي التغلب علي خجله وزيادة الثقة بنفسه تدريجيا .

وبعد تخرجه من المدرسة أخذ يعمل في عدة وظائف بسيطة لكسب قوت يومه . وجاءت نقطة التحول الكبري في حياته عندما أتته فرصة ذهبية للعمل في جمعية الشبان المسيحيين كمدرس للخطابة .

" وتتميز هذه الجمعية بمناهجهها التربوية المتقدمة التي تستغل مواهب وقدرات كل إنسان مهما كانت بسيطة" .

وكانت هذه نقطة انطلاقه الكبري ؛فأشتهر في جميع أنحاء الولايات المتحدة كمدرس لفن الخطابة ؛وأخذ يكون لنفسه شخصية ؛ورسالة ؛وهدفا . فأسس معهد "كارنيجي " للعلاقات الإنسانية في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1932 . ولقد تشعبت فروع المعهد حتي وصلت إلي أكثر من 300 فرع أنتشرت في 168 مدينة في أمريكا ؛ وكندا ؛والنرويج ؛ وجزر هاواي . ولقد أثري كارنيجي المكتبة الإنسانية بالعديد والعديد من الكتب والمؤلفات القيمة في مجال العلاقات الإنسانية . نذكر منها "دع القلق وأبدأ الحياة " و" كبف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس " و"الخطابة والتأثير في الناس في محيط العمل " و"لنكولن المجهول " و"25 شخصة غيرت مجري التاريخ " .... الخ .

وحتي نشعر بأهمية كتبه ؛يكفي أن نذكر أن كتاب " كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس " قد أعيد طبعه 56 مرة في 11 عاما ؛ وترجم إلي اكثر من 56 لغة ؛ومن بينها طبعا اللغة العربية (ولقد قام بترجمتها الي اللغة العربية عبد المنعم الزيادي ) والعديد من اللغات الأفريقية ؛ولغة أهل البنجاب وبورما . أما كتابه الآخر "دع القلق وأبدأ الحياة " فمازال حتي الآن ينصح العديد من الأطباء النفسسين بقراءته لمرضي القلق والاكتئاب .ولقد جاءت قراءة الكتاب بنتائج رائعة مع العديد من المرضي . ولقد توفي ديل كارنيجي في 1 نوفمبر 1955 عن عمر يناهز 67 عاما . ولكن مازال معهده يعتبر أشهر معهد في العالم في مجال العلاقات الإنسانية .
نشر بمجلة رسالة الشباب الكنسي عدد شهري أبريل ومايو 2014