الأقباط متحدون - الفشل عام وخاص
أخر تحديث ٠١:١٧ | الاربعاء ١٥ اكتوبر ٢٠١٤ | بابة ١٧٣١ ش ٥ | العدد ٣٣٥٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الفشل عام وخاص

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

مينا ملاك عازر
يوم الأحد الماضي، قررت الذهاب لجامعة عين شمس حيث أسجل رسالة الدكتوراة الخاصة بي لمقابلة المشرفين على الرسالة، وبعد ساعة ونصف على طريق لا يستغرق في أسوء الأحوال إلا ثلث المدة التي أخذتها، وصلت للجامعة، وعند باب يقترب من عرض باب أي حجرة في منزل جنابك أو يزيد قليلاً، وجدت مئات يدخلون في مقابل أضعافهم يخرجون، وفي وسط ذلك التلاحم بين الخارج والداخل

فكرت أن سبب التزاحم بطء إجراءات الدخول التي تقوم بها شركة الأمن الخاص، ولكنني وبعد معافرة ومناورة وصلت للباب، وعبرت منه دون أن أرى أحد منهم أو يسألني عن أنا مين؟ وجاي هنا ليه؟ ولا رأيت تفتيش ذاتي ولا تفتيش غير ذاتي، إذن المشكلة كلها تتلخص في أن الداخل والخارج يتصادما لضيق الباب ولوجود سور حديد على الباب الرئيسي الكبير المجاور مغلق ومضيق الطريق على الباب الصغير، ناهيك عن بعض السيارات الراكنة أمام باب الجامعة من ناحية الشارع.

المهم دخلت وتحدثت مع السادة المشرفين على الرسالة، ووجدت أن الأستاذة الدكتورة المشرفة تشتكي مما حدث لها من تفتيش ذاتي، فلم أرد إغاظتها وأقول لها أن شيء من هذا لم يحدث معي، لأنها قررت أن تشتكي للعميد ومعها بعض زملائها، فترتكتها تفعل ما تريد، لأني أعرف أننا في بلد لها حكومة على ما تفرج، وشعب دماغه مريحاه، يعني ماحدِش بيسمع لحد طالما حس إن ده حايريحه يبقى أكيد مش حايعمله.

وفي طريق خروجي من الجامعة قرر أن أخرج من باب آخر باب جانبي، وسرت باتجاهه لأضعك في الإحساس الذي أحسسته عند وصولي للباب، سأصف لك شيء واحد، أنني لوهلة لم أتخيل أنني خرجت خارج الجامعة من فرط الفضاء وعدم وجود لا أمن ولا طلبة ولا تكدس ولا حتى غير تكدس، كنت وحيداً خارجاً من الباب، وهو بالمناسبة باب يمكنك الدخول منه بنفس البساطة التي خرجت أنا منه بها

وهنا تفهمت، لماذا هناك مظاهرات إخوانية بالعشرات يحتضنها الطلاب المحتفلين ببدء العام الجديد بالبلالين بعدم مبالاة، وكأنها شيء موجود عادي قرر الطلاب ألا يعكر عليهم صفو حياتهم، ما دام الفشل بات عاماً بشرطة مترهلة لا تستطيع التعامل مع الإخوان، وحكومة فاشلة بكل مقاييس الفشل من كبيرها لصغيرها، تصهين على تمويل الجماعة وغير حاسمة،

وحينما تحسم تصدر قوانين تجعل أكثر المعادين للجماعة ينضون تحت لوائها في مقاومة سلطة فاشلة، وينتقل الفشل للخاص مع شركة الأمن الخاص التي لم أرى لها ذكر مع أنها تتقاضى أموالاً على فشلها هذا، يالا مش مشكلة ما هو مال سايب.
المختصر المفيد العيب لا في السيستيم ولا الحكومة لإنه كل ده ابن شعب متراخي ومترهل ويعشق الفشل.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter