قصفت مقاتلات «إف 16» التركية مواقع مقاتلى حزب العمال الكردستانى فى جنوب شرق البلاد، أمس، للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار الذى أعلنه الحزب فى مارس 2013

، وهى أعنف عملية قصف منذ بدء مفاوضات السلام مع الأكراد فى أواخر التسعينات. وقالت مصادر أمنية تركية، إن مقاتلات سلاح الجو التركى قصفت مواقع الحزب فى محافظة «هكارى» المحاذية للحدود العراقية، رداً على استهداف قاعدة عسكرية تركية من قبل المسلحين فى جنوب شرق البلاد، وأعمال العنف التى تخللت المظاهرات الموالية للأكراد فى كل أنحاء تركيا خلال الأيام الماضية، والتى أسفرت عن مقتل 34 على الأقل وسقوط مئات المصابين.

قالت صحيفة «حرييت» التركية إن رئيس الأركان التركى أصدر قراراً بقصف مواقع حزب العمال الكردستانى، لاستهداف عدد ممن تتهمهم الحكومة التركية بالتورط فى عمليات الاغتيال والاشتباكات المسلحة والهجوم على النقاط الأمنية ومراكز الشرطة خلال اشتباكات ومظاهرات الأسبوع الماضى.

من جانبه، قال رئيس الوزراء التركى أحمد داود أوغلو، بعد ساعات معدودة من قصف مواقع الحزب الكردستانى، إن الحكومة التركية فى طريقها لاتخاذ خطوات عديدة لحفظ الأمن الوطنى التركى، مضيفاً: «إن من يتهم الشرطة بالتدخل بالعنف المفرط لمواجهة المتظاهرين ورغم ذلك يقولون عن نفس التصرفات فى نيويورك ولندن إنها تدابير أمنية طبيعية، يكيلون بمكيالين ولا يمكن القبول بهذا، وسنعمل على تدخل الأمن والقضاء بسرعة لمواجهة أعمال الشغب داخل تركيا».

وأعلن رئيس الوزراء التركى نية حكومته تشديد الإجراءات الأمنية للسيطرة على العنف فى الشوارع والاشتباكات، مضيفاً: «سنعزز من قوة الدولة ومؤسساتها، وسنعيد النظر فى جميع الإجراءات الأمنية حتى لا يتجرأ أحد من جديد على تكرار ما حدث.. الدولة لن تضعف أمامهم ومصرة على اتخاذ الإجراءات اللازمة، ولن يكون هناك ذرة إهمال واحدة فى التعامل مع تلك الأعمال». واتهم «أوغلو» المعارضة التركية بـ«العمل على حماية النظام السورى والرئيس بشار الأسد».