الجمعة ٢٤ اكتوبر ٢٠١٤ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
هس
بقلم - ماجد سمير
مواقف وطرائف المخبرين في مصر لانهاية لها، واحتكاكهم المتكرر بالصحفيين يخلق عدد من المواقف شديدة التميز، فالصحفي بحكم عمله ومهنته -التي لم تعد فقط البحث عن المتاعب بل أصحبت الغطس أو الغرز في المتاعب – متواجد دائما في موقع الحدث، وعلى سبيل المثال لا الحصر حدث أن أوقف مخبر صديقا عزيزا يكتب بجانب عمله الصحفي شعرا رقيقا مبدعا، صديقي يصر دائما على إطالة شعره وربطه على طريقة ديل الحصان فضلا عن إطلاقه للحيته، المخبر طلب رؤية بطاقته وسأله : انت بتشتغل ايه؟ رد عليه صديقي قائلا :"ديسك مان" فرد المخبر متعجبا "كلينسمان" ! فباغته صديقي نافيا التهمة ومؤكدا أن "كلينسمان" يلعب في المانيا بينما هو يلعب في نادي وادي دجلة.
نفس الأسلوب القديم الذي صورته السينما المصرية بالطربوش والجلباب والبالطو كسمة مميزة للمخبر في أفلام عديدة، ونجح المبدع عادل إمام في أحد الأفلام في إضافة الجريدة المتميزة بثقب كبير في وسطها ليتمكن من مراقبة ورصد حركات الهدف.
الغريب أن كل شىء يتطور فيما عادا فكر مؤسسات الدولة المختلفة، ثابتة تماما دون حراك يمكنك تغيير أي شىء حتى مترو الأنفاق الذي يسير على قضيبين يمكن للراكب من خلال محطات معينة تغير الإتجاه، لكن الحكومة ثابتة لاتتغير.
أخطر ما في القصة أننا نسير في نفس الطريق ونتوقع الوصول لمكان مختلف، نكرر كل خطايا الماضي بكل تفاصيلها طبقا لخطة "إعادة تدوير الكمامة" ونصر أننا سنحقق نتائج جديدة غير مسبوقة.
الحكاية الأمنية القديمة في مواجهة الإخوان والتيار الديني تطبق بنفس التفاصيل ممنوع ممارسة السياسة في الجامعة يقف فرج يفتح أزرار قميصه ليمنع الكلام يفرض سياسية " هس" بحجة أن الأمن يريد القضاء على الإخوان الكل يصمت ويقف فرج يسجل اسم من يتكلم على السبورة ليخبر رائد الفصل بالقائمة المشاغبة.
سياسة "هس" تحت قيادة فرج سواء وضع رأسه تحت الطربوش أو "خرم" الجريدة ليراقب المشاغبين أو فتح قميصه ليغتصب "سعاد حسني" ستقدم للإخوان والتيار الديني خدمة العمر مرة أخرى قبلة الحياة ليمارسوا دور الضحية مرة أخرى ويكسبوا تعاطف الشارع، الفراغ العقلي الناتج عن سياسة "هس" وتعين فرج حارسا على تنفيذها ستحول العقول إلى أرض خصبة مناسبة لأي زراعة متطرفة تلعب على المشاعر الدينية.
فرج لن ينجح في القضاء على الإخوان قدراته العقلية لا تصلح لأكثر من دروه في فيلم الكرنك، بل يمكن اختراق الأمن نفسه من خلاله ، المعركة فكرية في المقام الأول، تأمين العقول أقوى ألف مرة من قبضة الأمن، إطلاق العمل السياسي دون سقف أو حد أقصى يحمي الشارع والوطن من عفاريت الإخوان والتيار الديني، السلطة المرتعدة من أصوات المعارضة ولا تفكر إلا في إسكاتها، لن يحميها فرج، والمعارضة مهما كانت ضعيفة لن تخرسها سياسة "هس".