وكما أصبحت حوادث القتل بالذبح حوادث عادية مثل عادة شرب الشاى والقهوة، كذلك أصبحت بلطجة طلبة الإخوان فى الجامعات!.. وأصبح الحديث الآن عن الأعداد فقط: عشرات أم مئات، وكأن العادى هو أن يبلطجوا ويشعلوا الشماريخ داخل الجامعات!.. طبعا الشماريخ حق من حقوق الإنسان وكذلك شغب الجامعات، هو الواحد بيرسل ابنه للجامعة ليه إلا علشان يبقى إرهابى أد الدنيا.. طب ده يبقى يوم المنى!.. هى كل أم طالبة إيه من الدنيا غير إنها تشوف ابنها يا قاتل يا مقتول.. لذلك أتساءل سؤال برىء: أين الدكتور أحمد زكى بدر من تولى وزارة التعليم العالى؟!.. والله لن يشكمهم غيره!.. أذكر أننى هاجمت الرجل كثيرا عندما كان وزيرا للتربية والتعليم أثناء الشهور الأخيرة فى حكم مبارك، وكنت أنتقد بشدة عنفه الزائد وتأييده لضرب التلاميذ.. لكن بما إن كل وقت و له أذان، وبما إن العيال اللى محتاجة تتربى انتشرت حتى فقدت الجامعات هيبتها، لذلك فأنا الآن لا أرى أنسب منه ليضع حدا لتلك المهازل!.. قبل أن تفهمنى غلط يا حمادة، أنا لا أنتقص من شأن الوزير الحالى، فهو أفضل كثيرا من سابقيه، لكن مازالت القبضة أضعف من المطلوب..
الأسبوع الماضى صرَح الوزير بأن هؤلاء الطلبة لن يعودوا للجامعات، ثم صرَح رئيس جامعة المنصورة بأنه لن يسمح بأى حرية رأى، وأن أى عشرة هيتجمعوا سيتم فصلهم، و.. بس خلاص، واستمرت أحداث الجامعات!.. طب أنا يا حمادة هاحكيلك حكاية صغنطوطة، فى سبتمبر الماضى كنت أتلقى دورات فى مركز تنمية قدرات أعضاء تدريس جامعة القاهرة، وأثناء وجودى فى الكافيتريا جلست قريبا من مدرس مساعد بقسم الجلدية بالقصر العينى، ففوجئت به يروِج شائعة بغيضة عن الجيش، فتدخلت فى الحديث لتكذيب الشائعة، وبتطور النقاش بينى وبينه تبين للجميع أنه إخوانى.. كشف أمره بأنه إخوانى أدى لفقدانه لأعصابه فبدأ يصرخ وصدر منه تطاول متجاهلا أننى أكبره فى السلم الجامعى، فاحتفظت بثباتى وتوجهت لمدير المركز وأخبرته بالواقعة وبأسماء الشهود، ففوجئت به بمنتهى البيروقراطية البليدة يطلب منى كتابة شكوى ليحيلها لإدارة الجامعة بدلا من أن يتصدى للأمر بحزم وحسم،
وكأنه لا يعى خطورة الوضع بالجامعات!.. يجدر بى أن أخبرك يا حمادة أن تخصصى العلمى هو تخطيط وتطبيق البحث العلمى والذى يعتمد بالأساس على الاستشراف من خلال تحليل البيانات الإحصائية، وقد عشقت هذا التخصص حتى أصبح تحليل البيانات أسلوب حياتى، فبالتالى عندما أواجه أى موضوع أستطيع بسهولة استشراف العواقب، وبما أننى أيضا كاتبة «أركان حرب» لذلك لم يكن صعبا علىّ من تصرف هذا الطبيب أن أستشرف أن كلية الطب هذا العام لن تشهد هدوءا مثل العام الماضى، فتوجهت فى اليوم التالى لعميد طب القصر العينى د. حسين خيرى، الذى أعرفه جيدا منذ خمسة وعشرين عاما لأقص عليه ما حدث، وأخبرته بأن إقدام هذا الطبيب على ترويج إشاعة بغيضة عن الجيش يؤكد أن خطة الجماعة للعام الدراسى الجديد تتضمن تنشيط عناصرهم الموجودة بالقصر العينى، فهذا الطبيب ما كان ليقدم على ترويج تلك الإشاعة لولا تلقيه الأمر بهذا، فهم لا يتحركون إلا بالسمع والطاعة، وطلبت من الدكتور حسين أن يأخذ حذره ويستعد.. لذلك عندما حدثت أحداث عنف القصر العينى لم أتعجب، ولا أستبعد أن يكون هذا المدرس المساعد أحد المحرضين عليها.. هل بقى لو كان أحمد زكى بدر على رأس الوزارة كنا سندوخ هكذا من القصر العينى لعين شمس للإسكندرية للمنيا ونجرى نحلّق ع الكتاكيت؟.. هل كنا سنرى تلك الاعتراضات على عزل الأساتذة؟ هل كنا سننتظر أن يتم كشف أسماء رؤساء الجامعات الإخوان فى الفضائيات حتى يتحرج المسؤولون فيقوموا بعزلهم من مناصبهم؟..
هل كنا سنرى تلك الوقفات على سلالم الكليات اعتراضا على اللائحة الطلابية أو على قانون تنظيم الجامعات؟.. أين الدكتور أحمد زكى بدر إذن؟.. تايهين عنه ليه ؟.. يا ترى إنت فين يا مرزووووق؟.