الأقباط متحدون - حـد الرجـــم .. بين إله الحيـــــــاة .. و إبليس الممـــــات ..!!
أخر تحديث ٠٠:٥٢ | الجمعة ٢٤ اكتوبر ٢٠١٤ | بابة ١٧٣١ ش ١٤ | العدد ٣٣٦٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حـد الرجـــم .. بين إله الحيـــــــاة .. و إبليس الممـــــات ..!!

نبيل المقدس
 شاهدتُ مقطعا من فيديو في احدي المواقع الإلكترونية ولم أكن اتصور مثل هذه الأعمال الوحشية و التي جعلت من الدين الإسلامي واجهة ورمزا للإرهاب الدولي ,على يد المجموعات التكفيرية الإسلامية .. ومنها ما يُقال عنها دولة "داعش الإسلامية ".. وهي تتكون من رجال مسلمين سنيين متطرفين نصّبوا أنفسهم لكي يكونوا قوّامين على دين الإسلام والمسلمين ..

وهذا ما يؤسفني جدا لأنني اعيش بين اخوة لي في الوطن مسلمين لم أجد فيهم مثل تلك الوحشية .. عموما , وطبقا للشريعة الإسلامية "السمحاء !" ومن موقع أن هذه المجموعة الداعشية الإسلامية  وكلاء الله علي الأرض كما يتصورون ، و في حضور والد إمرأة، و"مباركته برجم إبنته بذريعة أنها زانية , و أكيد أو ربما عشموه بالتمتع بحوريات الجنة الموعودة في حالة عدم قبول ان يغفر لها ...

و بالرغم عدم معرفتهم بالرجل الذي كان معها ولا شهود لواقعة الزنا , كما تنص الشريعة الإسلامية  " أن المرأة المتزوجة و التي تقيم علاقة مع رجل ما .. يُطبق عليها وعلي الرجل المتزوج عقوبة الرجم فيهما .  ومن وجهة نظري حتي ولو كانت هذه المرأة زانية إلا انها أكثر أخلاقا وإنسانية مقارنة بسلوك هذا التنظيم الإرهابي "أبالسة الموت" ..الذي بلغ حداً من البشاعة لم تعرفه البشرية في التاريخ الحديث . ... سوف لا أسرد باقي المشهد ومحاولة المرأة ان تنول كلمة سماح من والدها ... لأنها مؤسفة جدا , ولأنني أعرف تماما أن جميع العالم قد شاهد هذه الوحشية , والتي فاقت وحشية الحيوانات تحت ستار الدين .

أكتب هذا المقال لكي أظهر الفرق بين مستوي البدو ومستوي الشعوب الأخري .. وسوف لا أقارن بين هذا الحدث , ومع الذي حدث مع السيد المسيح في أورشليم اليهودية في حدث يشبه نفس الحدث الخاص بجماعة داعش الإسلامية السنية والتي تستمد شرائعها من أصول ديانتهم .. بل سوف اقدم نموذجا جميلا عفيفا عن حب الله لعباده والمستمد من ذاته :

 في متي 8 : 1 – 11 " 1أَمَّا يَسُوعُ فَمَضَى إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ.
2ثُمَّ حَضَرَ أَيْضًا إِلَى الْهَيْكَلِ فِي الصُّبْحِ، وَجَاءَ إِلَيْهِ جَمِيعُ الشَّعْبِ فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُمْ. 3وَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِنًا. وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي الْوَسْطِ 4قَالُوا لَهُ:«يَا مُعَلِّمُ، هذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ، 5وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟» 6قَالُوا هذَا لِيُجَرِّبُوهُ، لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ. 7وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ، انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ:«مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!» 8ثُمَّ انْحَنَى أَيْضًا إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ عَلَى الأَرْضِ. 9وَأَمَّا هُمْ فَلَمَّا سَمِعُوا وَكَانَتْ ضَمَائِرُهُمْ تُبَكِّتُهُمْ، خَرَجُوا وَاحِدًا فَوَاحِدًا، مُبْتَدِئِينَ مِنَ الشُّيُوخِ إِلَى الآخِرِينَ. وَبَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ وَالْمَرْأَةُ وَاقِفَةٌ فِي الْوَسْطِ. 10فَلَمَّا انْتَصَبَ يَسُوعُ وَلَمْ يَنْظُرْ أَحَدًا سِوَى الْمَرْأَةِ، قَالَ لَهَا:«يَاامْرَأَةُ، أَيْنَ هُمْ أُولئِكَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟» 11فَقَالَتْ: «لاَ أَحَدَ، يَا سَيِّدُ!». فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ:«وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا»....... أمين ثم أمين ما أحلاك سيدا ..!!

   بنفس ظروف الواقعة حيث يقول العهد القديم في تثنية 22 : 22 " إذا وُجد رجل مضطجعا مع إمرأة زوجة بعل يُقتل الإثنان .." وهنا لم يذكر يوحنا وجود المُضطجع ( الرجل ) , لكي تتم اركان الجريمة وهي حالة " التلبس " .. وربما كان موجودا أو غير موجود .. فهم أتوا بالمرأة لكي يرون كيف سيتصرف المسيح في هذه المشكلة .  وهنا يقول القديس العلامة " متي المسكين " أن يوحنا التلميذ ابرز الصورة الحقيقية في ذهن الكتبة والفريسيين عن مستوي المسيح التشريعي والقضائي .. ومن ناحية أخري يُبرز المسيح بإعتباره المشرع الجديد الذي بحكمه وقضائه سيلغي فورا وفي جملة واحدة بسيطة غير مباشرة كل شريعة موسي القضائية القائمة علي البيّتة والملابسات , والتي أهملت تماما حكم الضمير والباعث الأخلاقي , وتقوي الشهود ونزاهة القاضي !! 

    كان هذا الحدث هو نوع من إختبار المسيح من الكتبة والفريسيين .. لأنهم يريدون منه أن يخطيء لكي يقدموه للمحاكمة لأنه كسر وصية الله . لكن علينا أن نتذكر أن المسيح " أتي لكي لا يدين العالم بل ليخلص العالم " .. أي أنه جاء ليبريء الخاطي لا ليقتله .. ومن  أروع ما في هذا المشهد العظيم , وبينما نجد الكتبة والمتربصين له بحماس شديد بإيقاع المسيح في ورطة .. نجده ينحني علي الأرض ويكتب بأصبعه .. ليكتب خطية كل من يقترب إليه  لكي يري ماذا يكتب .. فلما أظهر لهم حقيقة كل واحد فيهم .. وبعد جملته التي إتخذها العالم كله بجميع فئاته واديانه مثلا عجيبا بالنسبة له .. لكنه مثل الحق والعدل  .. حيث قال لهم : " مِنْ منكم بلا خطية فليرمها اولا بحجر " .. أي أن من يريد أن ينفذ الشريعة عليه أن يكون علي مستوي الشريعة . هذا هو الحق والعدل , فبدأوا يخرجون الواحد بعد الآخر من المحكمة التي اقاموها بأنفسهم , لأن ضمائرهم كانت تبكتهم ..

   نرجع إلي شياطين الموت .. فواضح أنهم رجال متعطشين للدماء وهوايتهم السفك والقتل .. وهذا هو اسلوب الشيطان نفسه .. حتي  جريمة الزنا كانت تنقصها " التلبس " أي عدم وجود الرجل .. أو ربما كان أعزبا فلا يحق لهم أن يرجموه .. لكن ما أسفت له هذه التمثيلية المفضوحة لكي يمحوا بها العار الذي تحلي به شريعة الإسلام  الخالي من أي رحمة .. حتي انهم وهذا في تصوري إصطنعوا أنهم لم يرجموها لو سامحها والدها .. كذب وهراء .. فربما هددوا ابوها بالرجم أن لا يسامحها لكي يتم الرجم عليها .. اين الدين هنا .. دين التسامح والمحبة ... دين إحتضان المخطئين .. ومهما كانت توسلاتها لوالدها " سامحني يا با " لم ترق قلوبهم .. ولم يرق قلب الأب .. فربما هو مضطر لوجود إخوة لها وابناء آخرين فخاف علي نفسه من أجلهم .

 وأحب ان اسأل كل داعشي ... كم من المرات ارتكبت الزنا مع المسبيات والبنات المستأجرات .. ؟؟؟ إفتكرت الآن أن هذه الأعمال في دينكم حقيقة وليست حرام .. لأنه زواج الجهــــــــــاد.

 إلي إخوتي المصريين مسلمين ومسيحيين .. علينا أن نُجَيَش أنفسنا .. ونكون مستعدين لمجابهة هؤلاء المجرمين ... وأن نعمل ونجتهد لكي لا نكون ضعفاء فلا تجد من يقف بجانبك في حالة ما لا يسمح به الله أن نمر بهذه التجربة .... تحية معي لهؤلاء الجنود الذين يضحون بأنفسهم هم ورجال الأمن في سبيل صد اي عدوان خارجي او داخلي .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter