لا مكان للمحسوبية و«الواسطة».. وانتهى زمن «الطبطبة»
حرص المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء على الاتصال التليفونى بكاتب مقال «درس من سى عمر لرئيس الوزراء»، بالأهرام الذى ينتقده ويتهمه بشراء التروماى فى الإسكندرية بعد أن افتتح المستشفى الجامعى بسموحة ثم اكتشف أنه لا يعمل وغير جاهز لاستقبال المرضي، وقد كشف رئيس الوزراء حقيقة اكتشاف التزوير فى المستشفي.
كما طلب رئيس الوزراء من الكاتب إحضار المهندس الشاب حسام صلاح الدين وزملائه الذين اشتكوا من عدم الاشارة إلى دورهم عند الافتتاح وعدم شكرهم على إنجازهم فى بناء كوبرى ونزلة المنصورية والاستماع إلى معاناتهم التى تمثل هموم شريحة من الشباب اليوم، كما أكد أنه يحرص على هذا التقليد فى كل مكان يذهب اليه.
ففى الساعة الثانية عشرة منتصف الليل فوجئت باتصال تليفونى ابلغنى المتحدث انه مكتب معالى المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، واكتشفت انه اتصل من قبل مرتين فى السابعة مساء فى أثناء فصل الخط لحضور عزاء الزميل سعيد حلوى مدير تحرير الأهرام الراحل.
وبعد خمس دقائق بالضبط كان دولة رئيس الوزراء على الخط بنفسه، ولم أستطع إخفاء سعادتى وابتهاجى باتصاله واهتمامه وثقتى الكاملة فى جديته وإخلاصه وصدقه، فهو رغم مشغولياته ومسئولياته ونشاطه الدائب كالنحلة فى طول البلاد وعرضها، كان حريصا على ابداء حرصه على متابعة الصحف وبالذات الأهرام وكل رأى بناء وشريف لمصلحة هذا البلد.. وهذا نص الحوار التليفوني:
ـ أنا إبراهيم محلب .. أنا قرأت مقالك وطلبت اكلمك بنفسى لأنى متابع كويس وعارف مين الصادق ومين صاحب النية المخلصة فى الإعلام.. وأنت مدير تحرير أكبر جريدة فى مصر والشرق الأوسط.
ـ معقول يافندم هذا شرف كبير وعظيم واهتمامك تاج على رأسى ورأس أى كاتب، فما بالك إذا كان المتصل هو رئيس وزراء مصر فى هذه الظروف وبحجم المسئوليات التى تقوم بها وتتحملها..احنا مع كل كلمة مخلصة تحض الناس على العمل وتوضح الحقيقة.
ـ موضوع مستشفى الجامعى بسموحة يافندم؟
ـ مقاطعا.. الموضوع كبير قوى وخطير وفيه لعب، ولكن عتبى أن إخواننا فى البرامج بيتسابقوا مين اللى كشفه كأنه إنجاز.
أنا أول من كشفه بعد أن عرفت حقيقته.أنا رئيس وزراء عارف كل حاجة فى مصر عارف رئيس الحى اللى ما يشتغلش والثانى اللى بيغزل برجل حمار ويحط القرش على القرش علشان الحال يمشي..
كل ده عارفه.. يعنى لو رايح تليينا فى أسيوط.. عارف الأوضاع واللى بيجرى فى عرب تليينا.. وعارف إن فيه كوبرى مكسور هنا.. وكوبرى تانى بيتجس.. وكوبرى تحت التشطيب
أنا عجبنى المقال.. وعاجبنى أنك سمعت لهذا الشاب »العرقان« هو فى شركة إيه..
ـ شركة حسن محمد علام
ـ ما هى الحكاية الحقيقية لأزمة المستشفي؟
مستشفى سموحة.. بقالها سنين واقفة عطلانة.. إحنا مركزين اليومين دول على التعليم الجامعى من كل النواحي.. تطوير المنهج تحديث المعامل تحسين الخدمة والمستشفيات.. عندما أنوى زيارة مكان.. كل الأجهزة بتقدم لى تقارير.. أجهزة الرقابة بتشتغل معايا على مدار الساعة.. لو أنا فى الاسكندرية.. عارف اللى بيجرى فى مطروح.. أرجع لموضوع المستشفى أنا طلبت التحقيق، وأصل الحكاية أننا نتحرك بسرعة فى حدود أكثر من امكانياتنا فرغم امكانياتنا البسيطة بنعوض الفرق فى المجهود والمتابعة يعنى لو معايا 50 جنيه.. أحاول أحصل على أداء بـ 100جنيه أو 110، ومن ليس لديه الاستعداد لرفع كفاءة الشغل بالامكانات المتاحة ما يلزمنيش، ومن لا يجيد حل مشاكل الناس.. يوسع.. عارف أيضا أن كفاءة الجهاز الإدارى بقالها سنين عليها خرسانة لا يمكن تتحرك فى بعض الأماكن إلا بالصدمات الكهربائية والديناميت..
معى مجموعة من الوزراء الفدائيين جايين فى ظروف صعبة وبنواجه ناس مالهاش قلب من التخريب والتدمير والتشويه. هل نتذكر عندما أخذنا قرار رفع الدعم، هذا القرار كل وزارة قبلنا بتلف حواليه، لكن توكلنا على الله.
ـ هل تراهن على ثقة الناس يا فندم؟
ـ ولو لم يكن هناك ثقة وشغل وعرق واخلاص ماكنتش الناس صدقتنا.. لكن للأمانة الناس تحملت والرئيس يلح باستمرار.. «لازم نكون على مستوى ثقة الناس».. ولو لم يكن هناك نتائج مبشرة ما كانش حد استحملنا، لكن الحمد لله وضعنا تحسن كثير، وده مش عاجب شوية من بتوع البرامج لدرجة أنه عندما عرفوا موضوع المستشفي.. كلهم بيتسابقوا مين اللى عرفه الأول.. لكن ما حدش قال أننى أول من طلب التحقيق.. والحكاية ببساطة لأن فيه لجنة تشكلت بالفعل برئاسة الدكتور حسين خالد وزير التعليم العالى الأسبق أن هذا المستشفى كان متوقف.. وأنا دبرت فلوس وكملته وكمان زودته بالأجهزة، والوزير زاره وقال عال العال.. وعندما ذهبت ودخلت المستشفى بعد الافتتاح، وفى الطريق «قلبى كلني».. كلمت بتوع الرقابة.. كانوا موجودين فى المستشفى قالوا لى إن كله مشى لا يوجد غير إداريين.. وأطفال وأولاد بيلعبوا فى الكيريدور طلبت معلومات فى نفس الليلة!
قبل التحقيق.. ماذا عن تكاليف الإنتاج وانتقال حضرتك والدعاية السيئة..؟
قال رئيس الوزراء: من حيث المبدأ وجدت رئيس الجامعة هو المسئول عن التنظيم لأنه هو الذى أعطى التمام، ولو كان هذا الخلل مسئولية وزير التعليم العالى كنت هاشيله.. انتهى وقت الطبطبة وليس عندى رفاهية ولا امكانيات مجاملة زيد أو عبيد.
ـ وماذا عن شباب المهندسين الذين يشكون عدم اشعارهم بأنهم شركاء فى الإنجاز والبناء..
فالشاب الذى ذكرته فى المقال يمثل شريحة واسعة من القاعدة العريضة التى تعمل فى الظل ماذا تقول لهم؟
لذلك أنا عاوز الشاب حسام ده يجيلى هو ومجموعة معاه وأنت معهم يوم الخميس.. يقولوا لى ما فى نفسهم وأسمع لهم ويسمعوا مني!
ـ انتهى حديث رئيس الوزراء التليفونى وطلب لقاء الشباب بعد 48 ساعة..
..ويصالح شباب المهندسين فى مكتبه بمجلس الوزراء
الفساد الإدارى يحتمى بخرسانة مسلحة بدأنا فى تكسيرها
.. وفى الرابعة والنصف عصرالخميس الماضى كان موعدنا أن نتجمع أمام الحواجز الخرسانية الضخمة خلف البوابة الحديدية التى تشوه جمال الطابع المعمارى العريق لمبنى مجلس الشعب والمقر العريق لمجلس الوزراء، للقاء المهندس إبراهيم محلب، وبعد اجتيازنا بصعوبة الحواجز الأمنية وإجراءات تدقيق الأوراق والطوق الأمنى واصرار على أن أدخل بمفردى من الباب الرئيسى ويدخل الشباب من الباب الخلفي، وتمسكى بأننا جميعا كتلة واحدة، وجاء الفرج .. ودخلنا من باب واحد، لا من أبواب متفرقة، واقترب لقاء شباب المهندسين الذى انجزوا مشروع وصلة كوبرى المنصورية، وكانوا يطمعون فى مجرد مصافحة السيد محافظ الجيزة ففتحت لهم أبواب مجلس الوزراء. ووجدنا أنفسنا فى قصر فخيم ندخله جميعا لأول مرة باستثناء المصور نادر أسامة. وبعد أن دخلنا صالة التشريفات سكت الجميع، وأنا أولهم انبهارا من فخامة المكان والتاريخ الذى يطل علينا من النقوش المصرية والخديوية التى تزين الحوائط، ثم دخل رجال المراسم وراحوا ينظمون المقاعد.. هنا سيجلس السيد رئيس الوزراء خلفه علم مصر، وفوق رأسه لوحة مكتوب فيها »الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة«، وحوله الشباب عن يمينه وعن يساره، وبعد هذا الجهد فى ترتيب الجلوس، أصر مصور الأهرام على أن أطلب من رئيس الوزراء تغيير القاعة التى لا تناسب لقاء شبابيا يجب أن يكون حميميا، لأنها تصلح فقط للقاءات الوفود الرسمية، ومع قدوم الشاى وعصير الليمون والقهوة انفكت تكتيفة القعدة، وبدأنا نتناول الهمس أولا ثم النكات وبدأ الجميع يتبادلون التصوير، وأصر المهندس محمد علاء على أن يتصور «سيلفي» مع اللوحة البارسية التى تطل علينا من سقف القاعة.
وبينما كنت منهمكا فى بحث كيفية تحويل اللقاء من مجرد مصافحة الى مناقشة وحوار صحفى شبابى يتناسب مع الاعداد لمؤتمر الشباب الذى طلب الرئيس عبدالفتاح السيسى من الأهرام تنظيمه، دخل علينا الوزير الشاب خالد عبدالعزيز ففك عقدة الشباب حين راح يتحدث عن تاريخ المكان العريق الذى كان قصر للأميرة شويكار، وكيف أنه نجا بأعجوبة من ملوتوف المتظاهرين خلال الأحداث التى أعقبت ثورة 25 يناير، وأشار الى السقف حيث ظهرت لوحة بزخارف من الزهور تمثل سماء بها حوريات وأطفال وأصولها مستمدة من فنون عصر النهضة الإيطالية، رسمها فنان فرنسى عام 1907،
وأن مصر تضم قصورا عريقة تصر الدولة على أن تبقى محافظة على بصمات العصر الذى بنيت فيه، بما فيها صورة الملك فاروق التى تزين الستائر ومقابض النحاس والنقوش الذهبية ورخام الحوائط، ثم انفرجت الأزمة بقدوم الدعوة من رئيس الوزراء فى أن يتم اللقاء فى غرفة مكتبه فالتف الجميع حوله وشعرنا بالألفة والروح الأسرية حول كبير أسرة المهندسين ابراهيم محلب الانسان، فقدموا لهم أنفسهم، مهندس حسام صلاح الدين أصغرهم وهو السبب فى الدعوة، والمهندس شريف يونس، والمهندس محمد علاء، والمهندس عمرو حسن، وراح يسأل عن أسرهم وأماكن وتواريخ تخرجهم، وعندما وصل الى حسام المهندس الأسمر النحيل قلت له إنه قبل أن يعمل فى الكوبرى والنزلة كان جسمه أضخم، وكان لون بشرته أبيض، قبل هذا اللون الصحراوى الذى يكسو وجوههم جميعا، فابتسم رئيس الوزراء، وكانت الساعة قد اقتربت من التاسعة، وقال ـ وهو يتذكر ليلة اتصاله بى عقب نشر مقال «درس من سى عمر الى رئيس الوزراء» ـ ويقول : قرأت مقالك الساعة 12 ليلة الثلاثاء، فطلبتك وجاءنى صوتك، كنت نائما فى البداية، ثم وجدتك صحصحت وبدأت تسأل وتركز.
اليوم هيئة المكتب مبسوطين لأنهم عرفوا أننى مروح الساعة 10 مساء، فرصة يوم فى الأسبوع يروحوا بدري.
شوفوا يا ولاد
أنا قلت عاوز أشوف حسام وزملاءه علشان اعطيهم أمل فى بكره.. على المهندس أن يهتم بالعامل الذى يشغله ولا ينظر هل يأخذ مرتبا أكثر أو أقل، كن حريصا على أن يخاف عليك ولا يخاف منك.. المفروض أن أى رئيس شركة عنده شباب عرقانة وشغالة هو الذى ينزل لهم ويأخذ بيدهم وأنت دورك أن تسنده. أحرص دائما على سلامة العامل و«السفتي» والهارد سكيب «طاسة الرأس»، أنا مسلم لابد أن تكون عقيدتى السلام، السلامة لعمالى أولا، ولمكانى وعملى ثانيا، وفى النهاية لبلدي.
فرص للمستقبل
سألت: شباب مصر يا فندم منقسم، بعضهم يائس ومحبط وليس لديه أمل، ومن السهل انحرافه، وبعضهم يفكر فى الهجرة والسفر الى الخارج، يتعلم هنا ويبنى فى بلاد بره، وأكثر من النصف الآن عنده أمل فى زيارات حضاراتكم والسيد الرئيس فى كل يوم فيه مشروع جديد كبير، أو مؤتمر، فقرر هذا الفريق من الشباب النزول لساحة العمل والبناء والتعمير رغم أوضاعه الصعبة، وفوجئت ان هناك مهندسين يعملون باليومية، فماذا توفر المشروعات العملاقة من فرص للأمان فى المستقبل.
أبو الكباري
يرد رئيس الوزراء..كانوا فى رمضان فى السبعينات يرسلون لى الافطار وأنا على بعد 30 مترا فى قاع النيل، فى أسيوط، لكن عمرى ما كنت راضيا عن عمل عملته، كنت أفكر دائما فى عمل أفضل منه.
ـ أطلقوا عليك لقب «أبو الكباري».
نعم أنا سعيد بهذا اللقب، لذلك أنصح الشباب أن يضع فى اعتباره الدرس الأول دائما ان تفكر فى الأحسن والأفضل، ولا تنظر خلفك، والدرس الثانى أن تعمل بقول الله تعالي: »كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون«، ربنا يكره النفاق، مش عيب أن المحافظ أو الوزير أو أنا ينسب الجهد والشغل لمن تعب فيه، وعندما أقول لفلان أنا أحبك، لازم أكون فعلا بحبه، وشرف لى أن ينجح من يعمل معي، وكون المسئول تجاهلك يوم الافتتاح، هذا شيء سييء فأحرص دائما على ألا تفعل مثله، «ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب»، لكنى غير راض عن الأداء الإداري.
أعدت السؤال عن الأمل الذى توجده المشروعات للشباب، فقال دولة رئيس الوزراء: بصراحة خريجو كليات الهندسة لا توجد بينهم بطالة، لا يوجد مهندس على القهوة، نحن نعمل الآن مليون وحدة سكنية، ومشروعات الصرف الصحى لحل مشاكل المجتمع، توفر فرص عمل جديدة، و3200 كيلو طرق، قل أن تجد نجارا أو حدادا يفكر فى السفر، 3000 جنيه فى مصر «أبرك» من 1000 ريال بره، قناة السويس أثناء الحفر، وبعد الحفر مئات الشركات ستبدأ العمل، وكما قلت لكم فى 6 اكتوبر «مول مصر» كل المهندسين الذين يعملون فيه مصريون، أكثر من 9 آلاف عامل ومهندس فى الانشاءات فقط، وبعد الافتتاح سيزيد هذا العدد، اليوم عملت منزل وغدا نصف كوبري، وبعده كوبرى معلق، المهندس مهندس، فى حياتى ما قلت أنا مقاول، فالمهندس يبيع علما ولا يبيع خرسانة، الاجراءات الخاصة بالاستثمارات سارت أيسر، وقد قال لى «الفطيم»، انهم حصلوا على موافقة المول بعد 5 سنوات، الآن فى مشروع الماظة عند كوبرى أربعة ونصف حصلوا على الموافقة فى ستة أسابيع، لذلك ادعو الشباب للعمل بنظرية «العرض والطلب» لو وجدت مشروعا يعطيك 30000 جنيه اترك شركة القطاع العام أو الخاص التى تعطيك أقل، نحن نشجع على ربط الأجر بالانتاج.
ـ سأله المهندس أشرف «كلامك يفتح نفسنا يا فندم»، كلما نبدأ اليأس نشاهد مشروعا يعطى الأمل،
سأله رئيس الوزراء، أنت متزوج؟ قال نعم وعندى رقية، فقال عاشت الأسامى حافظ عليها واشتغل لمستقبلها.
الفساد الإدارى أخطر
فقلت: بعد مشروعات إعطاء الأمل، الناس ينتظرون خطوات فى مكافحة الفساد، الذى يشدهم للخلف.
فرد رئيس الوزراء: الفساد الإدارى خرسانة مسلحة على العقول، وهو أقوى من الفساد المالي، وهذا ما بدأنا فى تكسيره، لأنك بدأت تحرك المياه الراقدة فى المحافظات والاحياء والمراكز والقوي، وتحررت الإدارة، البلد كلها ستتحرك للأمام.
بعد ثورة 30 يونيو مفيش حد بيسرق، غير مسموح اطلاقا، وأشهد أمام الله لا يوجد فاسد واحد بعد هذا التاريخ، اما الفساد المالي، فهو التحدي، وستشهدون خطوات قريبة جدا لاستعادة حقوق الدولة المنهوبة فى الأراضى المسروقة بالمليارات، بعد تشكيل لجنة مكافحة الفساد، رغم أننا نواجه بـ «ناس» تحارب الدولة، ونحن مستعدون لهذه الحرب، هناك بعض المحطات تبث الاحباط وتشكك فى الأداء الحكومي، لكننا نرد بالاصرار على استرداد حق الدول لكى نصرف على المرأة المريضة والطفل والغلابة والموظفين، وننشر مشروعات الخدمات والتعليم.
من الفساد أيضا الذى يواجه الحكومة، المشروعات المتوقفة، حيث يوجد مشروعات انصرف عليها 70 و 80 مليون جنيه لم تكتمل، آن الأوان ان نشطب هذه المشروعات، قرية فى الشرقية، مدرسة فى قفط والسلوم ومركز شباب، بدأنا نشتغل فيه كله مع بعض.
الشعب يجب ألا يسكت
على فكرة مكافحة الفساد ليست مسئولية الحكومة وحدها، الشعب أيضا مسئول، بل مطلوب منه ألا يسكت على حقه من الفاسد، شكلنا جهاز حماية المستهلك، لكن المواطن يجد السلعة تباع بسعر عال، وفيها استغلال، وبها عيوب فاسدة أو راكدة، ولا يبلغ الجهاز.
ـ ما هى آليات الانطلاق بعد مسئولية الشعب؟
أى شعب يريد أن يتقدم يلزمه قائد له رؤية وشعب عنده إرادة، رؤية القائد وحدها لا تكفي، لابد أن تسانده ثقة شعبية، اليوم يحكم مصر رئيس عنده رؤية بعد ان أنقذ البلد من الحريق، وبدأت المشروعات يكتمل التقدم بالارادة والشغل، حتى لو فيه اختلاف فى الفكر بسبب الديمقراطية الحقيقية، التى تسمح بالمناقشة، طالما فيه معارضة وحكومة لابد أن يكون هناك اختلاف، الفائز دائما هو الوطن، مثلا واحد يريد أن يذهب الى أسيوط بالقطار والآخر بالسيارة وثالث بالطائرة ورابع بالبسكلتة، وطبعا أبو بسكلتة لن ينتظره أحد فى هذا الزمان، ليس معنى الاختلاف ان نشوه بعض، أو نقاتل بعض
سؤال من المهندس عادل علاء: أنا درست هندسة وزميل آخر يعمل فى نفس المهنة فى شركة اخرى ونحن فى مشروع واحد.. لكننا لايوجد كادر وظيفى الفرق بين المدير العام والمهندس هناك فجوة.
قاطعه رئيس الوزراء : ـ «مش هاعمل» كادر وظيفى للمهندس، فالمهندس ليس موظفاً.. انا اسعى لإستكمال ربط الأجر بالانتاج.. لو اشتغلت على نفسك مضبوط تقدر تترك المكان الذى لايعطيك وتذهب للأفضل ولمن يدفع أكثر.
سؤال: يوجد مهندس مرتبه اقل من مرتب النجار بل ايضا هناك مهندس توريد أى بعقد لمدة محددة ومهندس عارضة يعمل باليومية.. ومهندس بمكافأة شاملة..هذا يخلق حالة عدم شعور بالعدالة والأمان.
لم يجب رئيس الوزراء عن سؤالى بالكلام بل طلب الاتصال فورا بالمهندس محمود حجازى رئيس مجلس ادارة الشركة القابضة.. وقال للشباب: أريدكم الا تقلقوا.
فسألت: العصر الذى نعيشه فى مصر الآن عصر المهندسين الذى يشكل فيه المهندس حجر الاساس فى المشروعات القومية والطرق،، وابناؤك المهندسون يتعشمون فى كبير المهندسين كل الخير.
فرد المهندس إبراهيم محلب اختلف معك، وقد كان حريصا طوال اسئلتى عن مطالب المهندسين أن يثبت انتماءه لفئة من الشعب دون اخرى وواصل. فى الاربعينيات والخمسينيات والستينيات كان عصر المهندسين ممن عملوا التفريعات التى طورت شركات كبرى ثم دخلنا بعد ذلك عصر الاقتصاديين، فى شكل كيانات كبيرة جدا بدأت تدوير الفلوس ورءوس الأموال بصرف النظر عن العائد الاقتصادي.
وحوش اقتصادية
الآن نحن أمام وحوش وكيانات اقتصادية جبارة تبحث عن تقنين أوضاعها المتوحشة، وهنا جاء دور القانونيين فالحروب الآن ليست بين دول وجيوش الحروب الآن بين كيانات مالية رهيبة على استعداد لهدم الدول من أجل مصالحها.. وهنا دور القانونيين الذين يبحثون عن كيفية تنظيم العلاقات بين الوحوش.. لذلك فى أمريكا الآن أغنى الاغنياء هم رجال ومكاتب القانون والمحاماة.. كل مواطن صار له محام .
ومتى نعود مرة أخرى إلى عصر المهندسين؟
فعلق اللواء عمر عبدالمنعم الأمين العام لمجلس الوزراء .. أرجو الا تتعاملوا مع الرئيس على انه مهندس.. هو الآن رئيس الوزراء.
وعاد رئيس الوزراء للكلام وقال: تعليمات الرئيس العدالة.. أولا وأخيرا.. وأصر ان تكون مسابقة اختيار الـ 30 ألف وظيفة بالكمبيوتر حتى نتجنب المحسوبية نحن أمام دولة تتقى الله.. فالمصرى العادى مسلم أو مسيحى ربنا فى قلبه.. نمرة اثنين المصرى ذكي.. نمرة ثلاثة المصرى قلبه طيب جدا ومتسامح... وهذا ليس عيبا فالرجل الطيب ليس معناه أن نضحك عليه..
ربنا أعطانا أجمل بلد فى العالم الموقع والجغرافيا والمناخ ووسطية الانسان.. فى شمال اوروبا حيث المناخ القارس جدا الانسان حاد المزاج يشرب خمرا لكى يدفئ نفسه فى مصر المواطن إذا شرب كوب عصير يبقى مبسوط..
حتى حالات الفساد والانحراف محدودة.. مصر جميلة مع الاقصر .. الاسكندرية.. النيل.. قنا.. القصير لايوجد مكان فى مصر.. غير غنى بالجمال ويحتاج أن نحافظ عليه.. المثقف يقرأ نجيب محفوظ ويوسف السباعى إلى جانب البخارى وابن سينا، الناس لازم تشعر بعظمة بلدها.. لكى نحافظ على المكان فى الستينات صنعنا نهضة جبارة شعرنا اننا اكبر من أمريكا.. لكن انكسرنا فى 67 كانت قمة الذل أن يصبح اليهود على بعد 150 كيلو من القاهرة.. الآن جيشك الذى استرد الارض وانتصر هو من اقوى جيوش العالم.. بالعلم والايمان بعظمة الوطن.
رن جرس التليفون فرد رئيس الوزراء وقال للمهندس محمود حجازى . انا قاعد مع شباب زى الفل محترم من المهندسين الذين عملوا فى نزلة المنصورية.. عندهم أفكار رائعة وجميلة عاوزك تسمع لهم وتقعد معاهم وبص فى العقود الخاصة بهم . هل اعطيتهم مكافأة كويسة؟
ثم واصل رئيس الوزراء ذكرياته.. لولا جمال عبدالناصر وأنور السادات كنا نرى أرضنا مثل الجولان الآن لولا جيشنا الذى يشعرنى بالفخر والعزة.. كلما حضرت له بيانا أو تدريبا أو تخريج دفعة، رقم 9 على العالم وإن شاء الله يكون رقم 4 لانه يستاهل يكون فى مكان ومكانة قوية جدا.. جداً.
وبعد أن شكرنا رئيس الوزراء على سعة صدره.. قال لى كان الأهرام فيه عمالقة حول الاستاذ هيكل، ومحمود عبدالعزيز، وبطرس غالي،، وعبدالملك عودة.. وعبدالحميد سرايا.. ونوال المحلاوي.. ومازال هذا هو «الجرنال المحترم» وهذا هو الاداء الذى يجمع أطراف المشكلة ويبنى مصلحة البلد ويصل إلى الحل.. الاعلام المحترم ينقد بحب وليس بتوع المعارضة الهدامة الذين يدعون أن محلب رجل طيب وليس هو صاحب القرار... ثم كرر الاعلام المحترم هو الذى ينقد ويصل إلى الحل!