عرض: سامية عياد
كل إنسان يحتاج الى مرشد يقدم له النصائح والتشجيعات ويكشف له ماخفى عن معرفته ، وقد يجمع أب الاعتراف بين الاعتراف والإرشاد فهو من ناحية يسمع ويقرأ التحليل ومن ناحية آخرى يرشد ويعلم ويشرح الطريق الروحى ، لكن إذا لم يستطيع أب الاعتراف الإرشاد ولم يكن له هذه الموهبة أو كان وقته ضيقا جدا ، على المعترف البحث عن مرشد روحى يضعه بجانب أب الاعتراف ...
يقول المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث فى كتابه عن التلمذة : سعيد هو الإنسان الذى له أب اعتراف على مستوى الإرشاد الروحى ، مثل هذا الأب يمكن التتلمذ على يده حيث يمنح ابنه موهبة الإفراز والتمييز ، فإن لم يوجد يبحث المعترف عن المرشد الروحى ، والتتلمذ على يد أب الاعتراف أو المرشد الروحى له خصائص معينة منها أن يكون المرشد سليما فى عقيدته ، سليما فى إرشاده وفى قيادته وإلا انطبق قول الكتاب "أعمى يقود أعمى، كلاهما يسقطان فى حفرة"
، وعلى الأب أو المرشد يقنع ويثبت التعليم بآيات الكتاب أو أقوال القديسين ، ولا مانع من أن يسأل الإنسان معلمه أو مرشده أو أباه الروحى فتلاميذ السيد المسيح نفسه كانوا يسألونه فكان يشرح لهم ويضرب الأمثال.
كما لا يجوز للمرشد أن يلغى شخصية من يتتلمذ عليه ، فإن كان المرشد مثلا محبا للوحدة والهدوء لا يجوز له أن يدفع كل تلاميذه ، فربما بعضهم له شخصية اجتماعية ويحب خدمة الناس والوجود معهم ، كما يمكن أن يكون للإنسان أكثر من مرشد يسأل كلا منهم فيما يتقنه من أمور ، القديس الأنبا أنطونيوس الكبير كان يأخذ دروسا من كل النساك الرهبانية ويتعلم من هذا الوداعة ومن ذاك الصمت ومن ثالث النسك والزهد .
ايها الإنسان تحتاج دائما أن تتلمذ وتكتسب فضائل ودروسا مستفادة من أب الاعتراف أو المرشد الروحى ، فلا تتمسك بفضائل حسب هواك تقودك الى المجد الباطل "توجد طرق تظهر للإنسان مستقيمة وعاقبتها طرق الموت" ربما تكون هذه الطرق التى تبدو له مستقيمة هى من خداع الشياطين .....