بقلم: هند مختار
لكل زمن مهن خاصة به واختراعات ،ومع تطور الزمن قد تنقرض مهن ،وقد تنقرض مخترعات أو تطور المهن وتطور المخترعات ..
من المهن المنقرضة مثلا القانديلجي ،والذي كان يقوم بمسح الهباب الذي يغطي كشافات قطار السكة الحديد أو العطشجي الذي يقوم بتزويد القطار بالفحم ..
ومن المخترعات المنقرضة رغم قربها الزمني الفيديو وشرائط الكاسيت والكاسيت نفسه ،وتطورت الآلة الكاتبة مثلا لتصبح الكي بورد على الكمبيوتر ،ومعها الطباعة ،وتطور التليفون ليصبح موبايل وآي با وتابلت ،وتطورت مهنة الدلالة لتصبح تسوق عبر النت وبالتقسيط أيضا وخلافه ..
من المهن المستحدثة والتي لا أفهمها ولن أفهمها مهنة المحلل السياسي ،والمحلل الرياضي ، المحلل الفني ،ومهنة الخبير الاستراتيجي والخبير الكروي ..
فما معنى مهنة المحلل السياسي ؟؟ أن تكون هناك مثلا حرب أو مشكلة سياسية فيحلل أسباب تلك الحرب أو المشكلة؟؟ وبعد أن يحللها في التلفزيون ماهي الفائدة العائدة على من شاهدوا ومن يفعلوا ومن يعانوا ؟ هل التحليل يؤدي إلى حل فعلي ؟
والمحلل الكروي يحلل الماتش بعد انتهاءه أو أثناء الاستراحة فلا يعرف اللاعبون أو المدرب شيء عما يحكيه المهم إنه يحلل الجول والتسلل وضربة الجزاء ..
و الخبير من صنعه خبير؟ وماهي مؤهلاته التي تجعل هذا خبيرا والآخر لا ؟
ماهي الشهادات التي تعطى لتجعلني خبيرة أو محللة أتقاضى آلاف الجنيهات لكي أقوم بالثرثرة على شاشات التلفزيون ،وأعرض وجهة نظر شخصية لا تستند إلا لمسمى الخبير أو المحلل ؟
أنا خريجة حقوق وأعمل في الصحافة هل أصبح خبيرة حقوصحافية ؟؟
المشكلة ليست في المحلين أو الخبراء المشكلة الحقيقية في تصديق البسطاء لهم فتجد الناس تتحدث (ده فلان طلع في التلفزيون إمبارح وقال كذا) فيرد الآخر (ده مابيفهمش وقابض ده علان بقه قال إمبارح على نفس الموضوع كذا وكذا) والحقيقة أن الخبيرين أو المحللين بالسادة الجمهور لا يفهمون شيئا ولا يستفيد أحد بمعلومة مفيدة وأهو كله ملو وقت لأن الشاشة هاتقعد فاضية يعني ..
المهم في تصوركم المحلل أو الخبير هاينقرض وللا هايتطور ...يارب ينقرض