حكمت محكمة أفغانية على رجل دين بالسجن 20 عامًا، لإغتصابه طفلة في العاشرة من عمرها في مسجد في أفغانستان. وأشادت المنظمات الحقوقية بشجاعة الطفلة التي تجرأت وأبلغت عنه.
إيلاف - متابعة: قضت محكمة أفغانية بسجن رجل الدين الملا محمد أمين، لمدة عشرين عامًا، إضافة الى دفع غرامة وصلت الى 30 الف دولار، بعد اتهامه باغتصاب طفلة في العاشرة من عمرها.
وفي واقعة جديدة على مجتمع لا تتمتع فيه النساء بحقوق ويتعرضن للعنف والاضطهاد، كسرت المعتدى عليها القواعد، وتمتعت بالشجاعة للابلاغ عن الجاني.
والملا محمد أمين هو رجل دين يدرس الفتيات الدين في بلدة في شمالي أفغانستان، كان نفذ جريمته في أيار (مايو) الماضي، حين طلب من 3 فتيات من تلميذاته البقاء في المسجد بعد انتهاء الدرس، بحجة تنظيفه، وبعد انتهائهن سمح لإثنتين منهن بالخروج طالباً من الثالثة البقاء، فكمم فمها وكبل يديها واعتدى عليها، حسب ما نقلت المنظمة الحقوقية عن تقارير إعلامية.
الضحية لم تسكت عمّا حصل لها بل أبلغت عائلتها بعد عودتها الى المنزل، أنه تم الاعتداء عليها، الأمر الذي أكدته الفحوص الطبية التي خضعت لها، واعتقل "رجل الدين"، الذي جرت محاكمته لاحقًا بموجب قانون "القضاء على العنف ضد المرأة" الذي أجيز عام 2009.
المحاكمة
خلال المحاكمة، حاول رجل الدين التملص من التهمة مدعيًا أن الفتاة حاولت اغواءَه، إلا أنها دافعت عن نفسها بشجاعة قائلة "أنت كاذب.. لم أحبك قط أجبرتني على القيام بذلك.. دمرت حياتي... وسيمقتك الله على ما فعلته بي وسيعاقبك."
منظمات حقوقية
ووصفت منظمات الدفاع عن حقوق المرأة الحكم القضائي ضد الملا محمد أمين بـ"اللحظة الفاصلة"، وقالت ناهد صمدي براهم، من منظمة "نساء من أجل نساء أفغانستان" الحقوقية، إنها: "تجعلنا نثق ونؤمن بالنظام القضائي في البلاد.. صبية صغيرة من إقليم بعيد حصلت على العدالة لنفسها.. أنه أمر مدهش وقصة نجاح لحقوق الإنسان في هذا البلد."
وقالت نجية نسيم، رئيسة منظمة "نساء من أجل نساء أفغانستان: "السعي للحصول على العدالة بمثل هذه القضايا أمر استثنائي.. عادة ما تتكتم النساء عليها ولا تجري متابعتها.. النساء يحاولن إبعاد العار عن أسرهن.. بعضهن جاهلات بالقانون وأخريات لا يثقن بالحكومة.
وقالت باتي غروسمان، باحثة أولى بمنظمة "هيومن رايتس ووتش" فرع أفغانستان "من غير المألوف أن تبلغ عن القضية، فغالبية النساء يصبن بالخوف."
وأضافت: "الخطوة المرحب بها في هذ القضية أن القاضي لم يوجه اتهاماً للطفلة.. في بلد تعرضت فيه العديد من النساء للسجن في جرائم أخلاقية.. هذا أمر إيجابي."