«أمكنة» يمكن أن تسميها كتابا أو مجلة غير دورية تصدر من الإسكندرية، ويحررها علاء خالد وسلوى رشاد بمشاركة مهاب نصر ويكتب فيها شخصيات مصرية وأجنبية.
صدرت أمكنة منذ عدة سنوات ولكنها توقفت منذ ٢٥ يناير ٢٠١١ مثلها كمثل أشياء كثيرة تغيرت وتوقفت وبدأت منذ هذا التاريخ.
العدد الجديد الصادر منذ عشرة أيام عدد مبهر ومشوق وأكثر من رائع، فيه من الثقافة والفن والتاريخ ما يشبعك وفيه من الشجن ما يجعل عينك تدمع. «أمكنة» كعادتها فيها عدد كبير من الحوارات مع شخصيات عادية وأخرى متميزة وثالثة نادرة فيها الشاب والشيخ والفقير والغنى. تشعر فى هذه الحوارات بصدق الإجابات وأمانة واحترافية السائل وصدق المجيب، تغوص فى شخصيات عديدة فتشعر بروعة الإنسان واختلاف البشر، الأسئلة سهلة وبسيطة والإجابات تلقائية ومعبرة وبعضها شديد العمق وبعضها شديد التأثير. قد يتعرف القارئ لأول مرة على عضو الإخوان من الداخل الشاب والكهل، المهتمون والدارسون تعرفوا على الإخوان عن طريق الكتب والدراسات والتاريخ والعلاقة الخاصة معهم، ولكنهم وغيرهم لم يتفهموا ماذا تعنى كلمة الأخ المسلم وما هو سبب قوة الإخوان وانتشارهم إلا بعد أن تقرأ هذه الحوارات البسيطة السهلة التى تفهمك العلاقة التنظيمية الإنسانية العسكرية الأبوية التى تربط الإخوان بالتنظيم الذى ابتدعه حسن البنا ولم يتغير فيه شىء على أرض الواقع بعد تسعة عقود.
هناك حوارات مع شباب الثورة ومع شخصيات عادية من مختلف الأعمار شاركت فى ٢٥ يناير، لغة الحوار وطريقته تجعلك تعيش الأحداث معهم. تشعر فى الحوار مع شاب من جامعة جنوب الوادى أن الثورة غيرت الروابط القبلية فى الصعيد.
وهناك حوارات مع أحد أفراد الألتراس الزمالك والأهلى. شىء مذهل تفاصيل الحوار وطريقة التفكير وطريقة التصرف، لماذا كل هذه الأعداد وكيفية عمل هذا التنظيم القوى، وهو مثل الإخوان يجمع بين الغنى والفقير والمتعلم والأمى على قدر سواء، كلهم شركاء. وحوار مع شبابه وشيوخه مؤثر ويشعرك بمدى الظلم الحادث لهم.
وهناك حوارات مع شخصيات قبطية تغوص فى داخل النفس البشرية وتشعرك بمشاعر القبطى المصرى وتفاعله مع المجتمع وخوفه من الإخوان. هذه الحوارات كفيلة بخلق تيار يتعاطف مع الأقباط وقد يغير أفكار البعض تجاه أبناء من الوطن يعانون فقط بسبب أن لهم دينا مختلفا عن الأغلبية.
أمكنة بها مقالات عن ثورة ٢٥ يناير، وأخرى عن يوميات ثورة ١٩١٩، ومترجمات من أمريكا الشمالية والجنوبية وأفريقيا.
هذا الكتاب الرائع منذ صدور أول عدد وهو يتميز بمجموعة هائلة من الصور الفوتوغرافية، أبيض وأسود، متميزة وتعكس طبيعة مصر وأهلها. هذا الخليط الرائع بين الكتابة والتصوير يعطى صورة رائعة ويخلق جواً إنسانياً جميلاً بين القارئ والكتاب.
قوم يا مصرى مصر دايماً بتناديك.
نقلا عن المصرى اليوم