بدأت المعركة الحاسمة للقوات المسلحة فى مواجهة الإرهاب بعد الحادث الإرهابى الأخير فى العريش، انتشار مكثف لقوات الانتشار السريع، منطقة عازلة مؤمنة على طول الشريط الحدودى مع قطاع غزة بعمق 500 متر فى مرحلة أولى يعقبها مرحلة ثانية بعمق 1500 متر، ومرحلة ثالثة وأخيرة تصل بعمق المنطقة العازلة إلى 3 كيلومترات،
وهو ما يعنى عمليا هدم جميع الأنفاق على طول الحدود مع القطاع وعدم القدرة على إقامة أنفاق جديدة لغرض التهريب أو يتسلل من خلالها شراذم التكفيريين المرتزقة ليقوموا بعمليات مدفوعة ضد الجيش والشرطة. بانتهاء هذه المعركة تقطع القوات المسلحة شوطا كبيرا فى حصار بؤر التطرف والإرهاب وتطردها إلى منطقة وسط سيناء،
لتمنع عنها خطوط الإمدادات والأموال والسلاح وتصفيها تدريجيا إلى أن تستأصلها تماما إن شاء الله، مع الأخذ فى الاعتبار اليقظة الكاملة لمواجهة محاولة التسلل عبر محاور القنطرة شرق والإسماعيلية ونفق الشهيد أحمد حمدى، أو عبر مراكب الصيد عبر البحر المتوسط التى يستغلها الإرهابيون لتهريب السلاح أو دخول الأراضى المصرية. ليس هذا فقط، فالمعركة للقضاء على الأنفاق تكسر التحالف القذر بين أباطرة التهريب والإرهابيين. هؤلاء المهربون يمتلكون عددا من أكبر مخازن السلاح فى سيناء ويتاجرون فيه،
ولا يتورعون عن مهاجمة النقاط والأكمنة الحدودية عند اكتشافهم، وهم ينسقون مع الإرهابيين فى إمدادهم بما يحتاجون إليه من سلاح أو مؤن أو تأمين ومراقبة الطرق والممرات، وضرب تحالفهم يعنى استتباب الأمن بصورة كبيرة فى سيناء، يترافق مع استراتيجية المواجهة الشاملة التى تتبعها القوات المسلحة خططا لدعم التنمية فى سيناء وتوفير فرص العمل لأبناء أرض الفيروز حتى لا يقعوا أسرى البطالة أو التطرف بعد إغلاق منافذ التهريب، وهو الملف الذى يحتاج اهتماما ورعاية على أعلى مستوى،
والتفاف من رجال الصناعة والأعمال لإحداث نقلة نوعية فى شبه الجزيرة الغالية على مصرخاصة مع تدشين مشروع قناة السويس الجديدة وبالنظر للإمكانات الهائلة التى تتمتع بها سيناء سياحيا وزراعيا وعلى مستوى الصناعات التعدينية والمحاجر،
ندعو جميعا لجنودنا البواسل بالتوفيق والنصر فى معركتهم مع الإرهاب لأنهم هم الذين سيقودون معركة التنمية أيضا فى سيناء.
نقلا عن اليوم السابع