الأقباط متحدون - تركيا والمقاطعة الاقتصادية1-2
أخر تحديث ١٩:٣١ | السبت ١ نوفمبر ٢٠١٤ | بابة ١٧٣١ ش٢٢ | العدد ٣٣٧٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

تركيا والمقاطعة الاقتصادية1-2

تركيا
تركيا

مينا ملاك عازر
أحتاج أن أدرس جغرافيا لأتفهم تصريحات القنصل التركي بجدة رداً على إعلان  حكومة مصر اعتزامها إنهاء العمل باتفاقية الرورو مع تركيا، تلك الاتفاقية التي تم إبرامها في عهد الإخوان لتخفيف العبء الاقتصادي على المنتج التركي بتخفيض تكلفة نقله ليكن قادراً على المنافسة في الخليج أمام المنتجات الصينية المنافسة له، فاتفق الأتراك مع الإخوان أن يجنبوا المنتج التركي تكلفة مروره من قناة السويس التي بالتالي تُحمل على سعر المنتج، وذلك بإنزاله في ميناء الأسكندرية ثم نقله بالسيارات براً إلى ميناء السويس، وبالتالي يكون تكلفة نقل المنتج التركي أقل على أساس أن تكلفة النقل البري في مصر أقل لدعم الطاقة بها بعكس تسعيرة المرور من القناة.

أعود لتصريحات صاحبنا القنصل التركي بجدة الذي قال أن مجموعة رجال أعمال اشتروا سفينة في ميناء لواء الأسكندرونة التركي!!! لنقل المنتجات التركية مباشرة لميناء الملك عبد الله بجدة بالسعودية، في البداية لم تكن التصريحات واضحة لي هكذا، إذ كانت تتضمن أن الأتراك سينقلوا منتجهم للسعودية مباشرة، وكنت أتفهم هذا، فالطريق متاح أن يفعلوا هذا بأن ينقلوها لأي ميناء إسرائيلي وهو أمر سهل لعلاقات البلدين الحميمية، ثم نقلها براً إلى الأردن، ومنها للسعودية، تمشي صح، تمشي لكن إللي مش ماشي بالنسبة لي جغرافياً أبداً

، وأحتاج مئات الخرائط لأفهم، كيف يمكن لسفينة قادمة من ميناء تركي وهو لواء الأسكندرونة الطال على البحر المتوسط أن يصل لميناء الملك عبد الله السعودي المطل على البحر الأحمر؟ هل هي سفينة طائرة، يعني حاتفضل ماشية ماشية في البحر المتوسط وقبل ما تخش على مياه مصر الإقليمية تطير وتنزل مباشرة في المياه الإقليمية السعودية بالبحر الأحمر ولا هما ناويين يقصوا مصر من الخريطة

الحل الوحيد المنطقي والغير منطقي في نفس الوقت، إنهم سيتبعوا طريق رأس الرجاء الصالح، وهو منطقياً من الناحية الجغرافية، وغير المنطقي في أنه يستهلك وقت طويل وبالتالي سيزيد التكلفة أكثر وأكثر أو أنهم سيمروا على القناة المصرية وهذا ما أحب علينا ليدفعوا تسعيرة المرور من القناة ويكلف منتجهم الأكثر والأكثر، ولنرَ كيف سينافسوا المنتج الصيني في أسواق بلدان الخليج؟

نسيت ألفت النظر، إلى أن وصول السفن من ميناء لواء الأسكندرونة لميناء الملك عبد الله يعني أنهم سيقطعون باقي المسافة لباقي دول الخليج براً ما يعني أنهم سيتجشموا عناء أكثر وسيدفعوا أموالاً أكثر، وقد تقل لي، ولماذا فقد كانوا ينقلونها براً في مصر؟ فسأجيبك بأن المسافة داخل مصر أقصر من أن تقطع السعودية كلها براً من غربها لشرقها حيث دول الخليج، كما أن سعر النقل البري في مصر لدعم الطاقة بها أقل بكثير من سعره بالسعودية لعدم وجود دعم للوقود بالسعودية ودول الخليج.

وما تقدم، هو الذي يجعلني عاجزاً عن فهم ما صرحت به تركيا ذاتها بأن اتفاقية الرورو كانت تعيد بالفائدة على الاقتصاد المصري، أنا أفهم أن العلاقات التركية المصرية الاقتصادية تعود بالفائدة حقاً على مصر، وهذا ما سنناقشه في المقال القادم إن عشنا وكان لنا نشر، لكن اتفاقية الرورو دي تعود علينا بالنفع بصراحة مش لاقي لها علاقة إلا في ضوء تصريحات قنصل محتاج يذاكر جغرافية.
المختصر المفيد حتى في تركيا التعليم قل مستواه.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter