الأقباط متحدون - مصر ليست تونس1-2
أخر تحديث ٠٧:١٤ | السبت ١ نوفمبر ٢٠١٤ | بابة ١٧٣١ ش٢٢ | العدد ٣٣٧٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مصر ليست تونس1-2

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

مينا ملاك عازر
كثيراً ما يكون شاق على الكاتب أن يقدم لقرائه رؤية جديدة كما تعودوا منه في أخبار حدثت قبل كتابة مقاله بأيام طويلة، قتلها الآخرون بحثاً وتفكيراً، وبالتالي قد يكون من السهل عليه القفز من فوقها أو الإشارة إليها عرضا

ويبقى أمله أن يحدث ما هو جديد قُبيل كتابة المقال ليقدم أفكاراً طازجة غير معلبة. وفي حالتنا هذه، حيث الانتخابات التونسية والتي ظهرت نتائجها الأولية والتي اعترف بها الجميع بفوز نداء تونس على حركة النهضة الإخوانية تجد الكثيرين ممن أدلوا بدلوهم في الموضوع ما يجعلك غير قادر على تقديم المزيد لكن ورغم ذلك أعدك أن الفقرات القادمة ستجد فيها ما لم تجده في أي مقال آخر بإذن الله.

ليس صحيح ما ذهب إليه جمهور الكتاب من أن انتصار نداء تونس على حركة النهضة ثمرة تعليم جيد بل أن الدكتور طارق حجي قال ما هو أكثر من هذا أنها ثمرة جهود بورقيبة مع الطبقة الوسطى في الشعب التونسي واهتمامه بالتعليم، فهؤلاء المنتخبين اليوم الذين أسقطوا حركة النهضة التونسية هم أنفسهم الذين جعلوها تسيطر على الجمعية التأسيسية واضعة الدستور التونسي بدعمهم إياها، فهل تغير الناخبون؟ لا وإنما ما تغير هو إدراكهم لحقيقة الإخوان

ما تغير هو فكر الإخوان ذاته، فبدلاً ما كانوا في مصر يقصون الآخرين من الحكم للانفراد به، في تونس أقصوا أنفسهم وتركوا الحكم لحكومة غير حزبية قادت البلاد حينما حدث توترات في أعقاب ثورة الثلاثين من يونيو في مصر.

ذهب البعض الآخر من الكتاب المصريين إلى ما هو أبعد من هذا، حينما قال المحترم وائل عبد الفتاح في الزميلة التحرير، ولماذا لم نفعل كتونس ونسقط الإخوان في الانتخابات؟ فذلك كان أسهل وسيكلفنا القليل من الدماء، وقد يكون هذا نظرياً صحيح في التجربة التونسية، بيد أن الحقيقة أن الإخوان في مصر أبوا أن يضعوا اختيارهم لرئاسة الجمهورية على المحك في استفتاء شعبي ليحكم عليه

ثم  من قال أننا لم نفعل هذا ونحتكم للصناديق؟ فصناديق النقابات كلها تشهد على خسائر فادحة للإخوان، كما أن استمارات تمرد تشهد بسقوط مدوي للإخوان، ونزول الشعب في الثلاثين من يونيو يُعد استفتاءاً شعبياً أسقط الإخوان في صندوق ميادين مصر، بالمناسبة هذا يدحض النظرية القائلة بالتعليم، فالشعب المصري رغم الأمية الطاغية به وأنه أقل مستوى تعليماً –وأنا آسف لهذا- من الشعب التونسي إلا أنه لفظ الإخوان في الفرصة الثانية مثله مثل الشعب التونسي حين أسقطهم في الفرصة الثانية.

وإلى هنا، نتوقف لنواصل في يوم الثلاثاء القادم إن عشنا وكان لنا نشر، تحليل هزيمة حركة النهضة الإخوانية الهزيمة غير المدوية رقمياً –بالمناسبة- لنتوصل لنتائج أكثر إثارة وأهم في وجهة نظري المتواضعة.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter