لماذا ينزعج نحانيح واتحاد ملاك ثورة يناير، ونشطاء السبوبة، وفرقة سوكا طرب، من اتهام البعض لهم بالتآمر والخارجين عن الاصطفاف الوطنى، والداعمين لمخططات إسقاط الدولة المصرية؟ ألا يتذكرون هؤلاء أنهم أول من دشن فتاوى التكفير والتخوين منذ الساعات الأولى للثورة، عندما أصدروا القائمة السوداء للمشاهير، ضمت شخصيات عامة،
وفنانين، ورياضيين، وسياسيين وإعلاميين، واتهامهم بأنهم من رموز الفساد، الذين استفادوا ودعموا نظام مبارك، وأسسوا صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» تضمنت القوائم بالأسماء. أيضا أول من دشنوا مصطلح «الفلول»، فى أبشع فتوى لتكفير الغير، ثم أطلقوا مصطلح «العسكر» على المؤسسة العسكرية الوطنية،
واستحدثوا شعار العار والخزى والمؤامرة فى مظاهراتهم ضد جيش مصر «يسقط يسقط حكم العسكر». وبما أن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، وعلى الباغى تدور الدوائر، فإن الأيام مرت، وتكشفت الحقائق الصادمة للرأى العام، وبدأ البعض يستغل هذا السخط ليوجه سهامه ضد نحانيح الثورة واتحاد ملاكها، واتهامهم بالتآمر لإسقاط الدولة، والحصول على أموال من منظمات مشبوهة لإثارة الفوضى،
فانزعجوا وملأوا الدنيا ضجيجا وصراخا، متهمين النظام الحالى بتجنيد عدد من رجال الإعلام والشخصيات العامة، لتقود حملة تشويه ضد الثورة، ووصفها بالمؤامرة، واتهام الثوار الأنقياء نقاء الثوب الأبيض من الدنس، بالمتآمرين. لم يدرك النحانيح، ونشطاء السبوبة، أنه يجنون ثمار ما زرعوه،
عندما نثروا بذور الفرقة، والتصنيف، والتكفير، والشتائم البذيئة، وإلصاق الأباطيل بخصومهم السياسيين، فحصدوا محاصيل المر، من الاتهامات بالخيانة والعمالة، والتآمر على البلاد. وبدلا من أن يتعظوا، ويحترموا كل الرؤى والأفكار والأيدلوجيات المخالفة لهم، استمروا هذه الأيام فى إصدار فتاوى التكفير، وقلب الحقائق، اعتقادا منهم أن هذه الفتاوى ستلقى قبولا فى الشارع،
دون إدراكهم، أن الشارع من أقصاه إلى أقصاه، قد كفر بهم وبطرحهم وبأفكارهم، ولم يعد يتحمل رؤية وجوههم، فإذا شتمت ولعنت الرئيس السيسى والجيش والشرطة، فأنت حبيبهم وكفاءة، ووطنى، ومناضل، وثورى، ويحملونك على الأكتاف،
وإذا دافعت عن الرئيس وجيش بلادك، فأنت عبد للبيادة، وإنقلابى، و«تُعرض» للنظام، دون أن يدركوا أن اتهاماتهم «شرف»، وإشادتهم «عار»، وأن جميع المصريين، كرهوا هؤلاء التكفيريين، سواء أصحاب فتاوى التكفير السياسى، أو أصحاب فتاوى التكفير الدينى.
نقلا عن اليوم السابع