استمرارًا لمحاولات الكشف عن الأسرار الخفية في حياة المشاهير، كان النجم "شرفنطح" أو محمد كمال المصري مشهورًا بالبخل، وحرصه الشديد على المال، لدرجة دفعته إلى أن يضع كل أمواله التي يملكها حول وسطه ويذهب بها لأي مكان، ولم يكن يعلم أحد بمكان بيته، فيضطرون للوصول إليه عن طريق القهوة التي كان يجلس عليها دائمًا.

 

التحق "شرفنطح"، بعدد من الفرق الاستعراضية، من بينها فرقة "سلامة حجازي"، واشتهر بتقليده هو شخصيًا، وكان يوافق سريعًا على أي دور يُعرض عليه حتى لو كان صغيرًا، لكنه قرر أن يعتزل عقب عودته من الحج مباشرة، وكان آخر أفلامه "حسن ومرقص وكوهين" عام 1954.

 

الحياة الشخصية للفنان محمد كمال لم تتسم بالسعادة، بعدما تزوج ولم يكتب له القدر أن ينجب أبناء، ورغم حرصه الشديد على المال إلا أنه أفلس في آخر أيامه، وعاش في "أوضة" بحي القلعة، ولم يجد ثمن علاجه بعد أن أصيب بمرض "الربو".

 

ولم يعلم أحدًا بوفاته إلا حينما أتى موظف النقابة لتسليمه المعاش، وحين طرق بابه ولم يفتح خرج الجيران ليقولوا له: "البقية في حياتك.. عم شرفنطح مات"، ورحل أسطورة الكوميديا الراقية المنسية في هدوء تام.

 

أما الفنان عبد الوارث عسر، الذي ولد عام 1894، وكان والده محاميًا، ووصل لمرحلة البكالوريا "الثانوية العامة"، لكنه لم يكمل تعليمه بسبب وفاة والده، واضطر أن يتخلى عن دراسته لتربية إخوته الصغار.

 

التحق الفنان التراجيدي، بالعديد من الفرق، وأول دور قام به شخصية رجل عجوز طلب منه جورج أبيض أن يؤديه، رغم أن عمره كان 28 سنة، ويبدو أنه أعجب بذلك الأمر، لدرجة أنه لم يجسد طوال حياته الفنية شخصية الشاب الصغير.

 

أما عن الأمر، الذي ظل خفيًا عن الكثيرين، محمد التاجي الذي قام بدور سكرتير سمير غانم في مسرحية"اخويا هايص وأنا لايص" هو حفيد عبد الوارث عسر، أما حسين عسر الذى قام بدور والد سعاد حسني في فيلم"حسن ونعيمة" فهو اخوه.