لكل شعب من شعوب الأرض طرق التعببر عن الآراء والرؤى والاحتياجات الخاص به  المتسقة تماما مع ثقافة المجتمع ونبض الشارع غير المنفصلة عن الجذور بالمرة، ولكل كلمة أو إشارة أو تعبير أو إيماءه أو أي حركة معنى خاص معبر جدا عنها بطريقة متصلة تماما مع الأرض الخارج  منها وثقافتها وتاريخها وجذورها.
 

ولكل بلد من بلاد العالم طرقة المختلفة بشكل تام عن البلاد الأخرى حتى لو اتفقت طريقة التعبير في الشكل والأداء  وربما الإشارة أو في القرب المكاني والجغرافي لكنها تظل دائما مختلفة في المضمون والمعنى 

ويقال أن مصري ذهب للعمل في ألبانيا وواجة مشكلة كبيرة جدا في أول  فترة إقامته هناك بسب اختلاف دلالة الإشارة بيننا وبين اهالي الدولة الواقعة في قارة أوربا، رغم الإتفاق التام في حركة التعبير بين التعبير بالإشارة في البلدين، بدأت المشكلة في أول يوم عمل له، عندما طلب منه صاحب العمل الذهاب لشراء "علبة سجائر" وفشل في  التفاهم مع أصحاب المحلات باللغة الإنجليزية أو العربية، فإضطر لإستخدام لغة الإشارة مقربا أصبعيه السبابة والوسطى من فمه كأنه يمسك بينهما سيجارة وكان الرد دائما بإشارة هز الرأس يمينا ويسارا بما معناة "لا" طبقا لثقافتنا في مصر ، لف صاحبنا على قدمية تقريبا كل  شوارع ومحلات العاصمة الألبانية" تيرانا"بحثا عن السجائر ولم يجد إلا إشارة النفي بهز الرأس في كل مكان، وبعد ساعات طوال مضنية من البحث، عاد لصاحب العمل يجر اذيال الخيبة وأخبرة بما حدث فإنفجر رب عمله ضاحكا لأنه نسى أن يخبره أن هز الرأس يمينا ويسارا بين أهل البانيا معناه "نعم"  وليس "لا" مثلما مصر المحروسة. 
 

وفي السياق نفسه تعني إشارة ضم السبابة والإبهام على شكل دائرة وفرد الثلاثة الأصابع الأخرى في مصر توجيه تحذير أو تهديد ووعيد لأي شخص وكأنك تقول له بالبلدي: "هااااااوريك" ، ونفس الإشارة والحركة في الولايات المتحدة الأمريكية معنها Perfect" " أي جيد أو مثالي أو تام كامل أو كل ماهو ايجابي وناجح.
 

ويحكى أن طبيبا أمريكا قرر الذهاب للمعيشة  في أندونيسيا بجنوب شرق أسيا وبعد أن أقام واصبح له علاقات وأصدقاء أستنجدت به أسرة تسكن بجواره لإنقاذ ربها لأنه يحتضر ، فأسرع الطبيب فورا لتلبية نداء الواجب ومراعاة حق الجيرة وبعد أن غاب داخل حجرة المريض ونجاحه في إنقاذ الحالة خرج رافعا يده اليمين بإشارة " Perfect" فصرخ وبكى أهل المريض بهستريا لأن نفس الإشارة في اندونيسيا لا تستخدم إلا عند الإعلان عن وفاة شخص ما.
 

ورغم الاختلاف بين دلالات ومعاني الإشارات والكلمات والإيماءات بين مجتمع وآخر إلا أن كل الشعوب المقهورة المظلومة المغلوية على أمرها تقول – كل طبقا لاشارته الخاصة -  لحكوماتها وحكامها فردا فردا : خش برجلك اليمين".