الأقباط متحدون - أنت مسلم.. إذن أنت علمانى.. ثانيةً!
أخر تحديث ٠١:١٩ | السبت ٨ نوفمبر ٢٠١٤ | ٢٩ بابة ١٧٣١ ش | العدد ٣٣٧٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

أنت مسلم.. إذن أنت علمانى.. ثانيةً!

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

بقلم د. نجم عبدالكريم  
بالرغم من وجود عدد كبير من المؤلفات، إلا أننى سأقف أمام نتف مما كتبه العلمانيون العرب، وهو لا يتجاوز حدود التعريف المبدئى، حيث وقفت أمام ومضات للصراعات التى دارت فى حقب زمنية، بين العلمانيين ومناهضيهم، لأستخلص منها: أن هذا الصراع لا علاقة له بالدين، فجوهر العلمانية الحقيقى قائم على احترام الإنسان وحقوقه، وهو حق نادت به جميع الشرائع الدينية..

بل إن الصراع فى أوروبا، والذى كان قائما بين الكاثوليك، والبروتستانت، والأرثوذكس، وغيرهم من أتباع المذاهب المسيحية الأخرى، كان على أشده، إلى أن قامت الثورة الفرنسية، وحسم الأمر، عندما صار الحكم مدنيا، وسحب البساط من تحت سلطة الكنيسة التى كانت تحكم بين العباد بلا رحمة، عندما تصدر حكما بإعدام جاليليو، وغيره، ناهيك عن محاكم التفتيش، وأحكام الحرق التى طالت من يتهمون بالهرطقة..!!

وما إن بدأ الحكم المدنى فى أوروبا، حتى خفت حدة التوتر، وأزيلت الصراعات بين المذاهب المتصارعة، وبدأ الإنسان فى أوروبا يمارس حريته بدون قيود، وما هى إلا حقب قصيرة من الزمن فى عمر الشعوب، وإذا بالحضارة الإنسانية، تصل إلى ما وصلت إليه من تطور عن مختلف أرجاء المعمورة.

الموضوع لا يحتمل المطاولات والإطناب!! إذن لنقف أمام نقاط أو محطات نستخلص منها الأسباب للخلافات بين العلمانيين العرب والمسلمين، ومناوئيهم..!!.. فكتابٌ عُرفوا باتجاهاتهم الإسلامية أدلوا بدلوهم بمفهوم العلمانية: يقول محمد عمارة: «إسلامنا علمانى بامتياز، وأن مصطلح العلمانية، لا يمثل عدواناً على ديننا، ولا انتقاصاً من إسلامنا

بل على العكس يمثل العودة بديننا الحنيف إلى موقعه الأصيل، وموقعه المتميز فى هذا الميدان». جاء ذلك فى كتاب الإسلام والسلطة الدينية صفحة ٩٣، ٩٤. ويرى جمال البنا فى (رسائل الإسلام والحرية والعلمانية): «إن ثمة علمانية إسلامية تتأسس على حرية الفكر والعقيدة، وانتفاء وجود نظام سياسى دينى فى الإسلام» رسائل ٢. ويرى الدكتور محمد رضا محرم فى الصفحة ١١ من مجلة (فكر): «إن العلمانية، ليست هى المقابل للدين، ولكنها المقابل للكهانة..». «العلمانية هى التى تجعل السلطة السياسية من شأن هذا العالم، والسلطة الدينية شأناً من شؤون الله». هذا ما كتبه الدكتور محمد أحمد خلف الله فى جريدة «الأهالى» عدد ٦٠٣ صفحة ١٠.

أما نصر حامد أبو زيد فيقول: «العلمانية فى جوهرها، ليست سوى التأويل الحقيقى، والفهم العلمى للدين» جاء ذلك فى كتاب نقد الخطاب الدينى صفحة ٩. وما جاء من تعريف للعلمانية لمراد وهبة فى مجلة «إبداع» عدد٦ صفحة ٩ لعام ١٩٩٢: «العلمانى هو الذى يرفض الاضطهاد باسم الدين، ويترتب على ذلك تمييزه بين أمور الحكومة المدنية، وأمور الدين، ويقرر أن هذا التمييز هو نتيجة للعلمانية، وليس سببا لها، فالعلمانية نظرية فى المعرفة، وليست نظرية فى السياسة!!». «العلمانية محاولة فى سبيل الاستقلال ببعض مجالات المعرفة عن عالم ما وراء الطبيعة». هذا ما ورد فى صفحة ٢٥٤ دليل المسلم لحسين أحمد أمين. «مفهوم العلمانية، يعنى الفصل المطلق بين السياسة والدين

ويرجع التأثير فى هذا الصدد إلى إسهام ثلاثة من المفكرين، فى وضع الإطار المنطقى لتلك الأفكار وهم: رجل القانون الفرنسى جين بودين، وعالم السياسة الألمانى جوهانس أنيسيوس، والمحامى الهولندى هوجو جروتيوس، الذى وضع الأسس لعلم القانون الدولى». جاء ذلك فى الجزء ١٦ صفحة ٤١٥ من الموسوعة العربية العالمية، التى طبعت على نفقة المملكة العربية السعودية.

«على الرغم من ارتباط العلمانية بفصل الدين عن الدولة أو السياسة فى الاستعمال الشائع، فإن لتلك الظاهرة دلالاتها الأخرى المتصلة بذلك الفصل، والتى لا تقل أهمية فى الاستعمال الغربى المعاصر، فهى تدل لدى كثير من المفكرين ومؤرخى الفكر، على نزع القداسة عن العالم بتحويل الاهتمام من الدين إلى الانشغال بهذا العالم المرئى والمحسوس، وغير المقدس». نفس الموسوعة، جزء ٢، صفحة ٥٢٨.
نقلآ عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع