ماجد ميشيل عزيز
لا تؤمن كنيستنا القبطيه المصريه بعصمه البابا او الاساقفه و هذا ضمن عقيدتها و ليس شيئا جديدا تعلمناه من اخرين فهي تعلمنا ان لا احد بلا خطيه و لو كانت حياته يوما واحدا علي الارض
لكن هناك حدود للنقد عند ما يتصور المرء وجود خطأ حتي لا يتحول النقد الي نقض اي هدم و تدمير
اول خطأ يقع فيه بعض من ينتقدون الكنيسه هي التعميم فمثلا يقول بعض النقاد ان الكهنه و الاساقفه كلهم كذا او كذا و هذا غير صحيح طبعا لانه توجد استثناءات لكل قاعده و القاعده التي نراها انهم خصوصا من عهد البابا كيرلس الي الان يتم اختيارهم بعنايه و دقه الي حد كبير جدا و لان البشر يخطئون لانهم ليسوا الهه فوارد وجود اخطاء من اب كاهن او اب اسقف
لكن ان يتم التعميم علي الجميع لان واحدا اخطا فهذا خطأ يقع فيه المتأثرين بالفكر الغربي المتطرف في العداء للكنيسه و رجالها خصوصا المتأثرين بالراهب المنشق مارتن لوثر و امثاله مثل كالفن و زوينجلي و الذي حرمه بابا روما من الرهبنه و الكهنوت فكره كل ما يمت اليهم بصله وورث هذا الفكر لتلاميذه و تاثر به الفكرالغربي الي الان .
ثاني خطأ : هو النقد بعدم محبه اي وجود كراهيه في القلب هي سبب النقد فهنا النقد ايضا يكون بغرض الهدم هو نقد هدام خصوصا ما هو لاسباب شخصيه فنجد ان مثلا راهبا تم طرده او كاهن او من له مشكله او خلافه بسبب اخطاء حوكم بسببها فيفتح نار فمه علي الكنيسه و ينتقد او ظن نفسه انه ينتقد و هو يهدم و طبعا في مصر التي للاسف ما زالت ثقافتها و بعض صحافتها متأثره بالافكار المتطرفه تفتح له بعض الصحف ابوابها علي مصراعيها ليقول ما يشاء .
ثالث خطاأ : بعض من ينتقدون الكنيسه هم اصحاب عقائد مختلفه عن الارثوذوكسيه و الانسان حر ليعتقد كما يشاء .هؤلاء المخالفين في العقيده قد يكون احدهم من شهود يهوه او الادفنتست او اي عقيده غير ارثوذوكسيه .و لا يعلم احد بذلك
لكن هل من المناسب ومن اللياقه و من الامانه ان ينتقد بعضهم الاساقفه و الكهنه الارثوذكس بل و البابا نفسه و يقرأ لهم البعض باعتبارهم ارثوذوكس و هم ليسوا كذلك ..اليس هذا نوع من الخداع و التلاعب بعقول البسطاء و اليس هذا هجوم طائفي متستر بالعلمانيه و الاصلاح المضروب من داخله و من يريد ان يصلح فليصلح الكنيسه التي ينتمي اليها كما قال السيد المسيح : اخرج الخشبه من عينك اولا
رابع خطأ : العنف اللفظي فنجد الفاظ النقد الفاظ شديده و صعبه تصل الي حد السباب احيانا و احيانا الفاظ يعاقب عليها القانون :
سواء في الصحف او شبكه التواصل الاجتماعي
خامس خطأ : التشهير بدون دليل فنجد حملات تشهير ضد قيادات كنسيه بعينها دون اسباب منطقيه و دون ادله و لا مستندات و احيانا نجد مستندات مزوره دون رادع من ضمير .ان ابسط قواعد العمل الصحفي و قوانين الصحافه تقول ان لا تكتب شيئا عن فساد او خطأ بناءا علي الاشاعات او علي القيل و القال فمن لوثت سمعته امام الالاف كيف سيتم اصلاحها بعد ذلك .
سادس خطأ : استغلال تسامح رجال الدين المسيحيين و محبتهم فنجد البعض يسب و يشتم و يكذب ضدهم و هو عالم انه امن تماما فلم نسمع علي كثره و شده الحملات ضد الكنيسه من سنوات طويله جدا من كتاب كبار و صغار و شباب ثورجي انه تم يوما رفع قضيه ضد اي شخص او حتي دفع غرامه قليله او كبيره و هذا نوع من عدم الشجاعه من هؤلاء الذين يظنون انهم نقاد
سابع خطأ : الاساءه من اجل المال او المنصب او الشهره او المنفعه الماديه عموما . فمحبه المال اصل لكل الشرور و البعض يفضل ان يكون صاحب لسان غير صادق و في جيبه اموال عن ان يكون فقيرا صادقا و لا يهمه ان يبيع كنيسته او يهدمها
ثامن خطأ : النقد بدون مؤهلات علميه او مؤهلات ثقافيه او خبره بحكم السن
من يريد ان ينتقد يجب ان تكون لديه مؤهلات منها السن الذي تاتي معه الخبره و العلم الذي يؤهله للحكم الصائب علي الامور حتي لاتشتبه عليه الامور و تصبح الفضائل خطايا و الخطايا فضائل .
تاسع خطأ : هناك من ينتقد و يفعل نفس هذه الامور (ان وجدت اصلا ) و لهذا يقول الشاعر
يا ايها الرجل المعلم غيره .....هلا لنفسك كان ذا التعليم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها .....فاذا انتهت عنه فانت حكيم
لا تنهي عن خلق و تاتي بمثله ...عار عليك ان فعلت عظيم
عاشر خطأ : من ينتقد الكنيسه القبطيه عليه ان لا يعيش في دور البطوله و يظن نفسه فولتير او جان جاك روسو او جان بول سارتر لانه لا ينتقد كنيسه روما كان لها جيش و شرطه في اوج قوتها انما ينتقد كنيسه مضطهده متألمه لم تحكم و ليس في عقيدتها الحكم الدنيوي و لم تجمع بين الاثنين في كل تاريخها و هؤلاء ربما لو كانوا في عهد كنيسه روما في اوج عظمتها لما فتحوا فمهم اما لو عاشوا في الاتحاد السوفيتي السابق لتورمت ايديهم من التصفيق للينين او ستالين او بريجينيف رعبا و هلعا .
هي كنيسه احبها المسيح قبل ان يراها العالم فاتي وزارها قبل ان توجد لانه بعلمه السابق راها و علم كيف ستكون
و انا رايي الشخصي من الافضل ان لاينتقد احد من المسيحيين الكنيسه القبطيه بالذات نهائيا فيكفيها اعداء الخارج من المتطرفين و انظمه الحكم السابقه التي لم تدخر جهدا في مضايقه قياداتها و احيانا حبسهم في السجون شهور طويله في زمن الرئيس السادات و نفس سياسه المضايقات و التضييق تبعها الرئيس مبارك ايضا مع البابا شنوده لكنه اي البابا العظيم كان متسامحا صبورا شديد القدره علي الاحتمال رغم الامه .