بقلم: مايكل دانيال
سيدي الرئيس .. ان القضيه التي أمامنا هي قضيه شائكه و متشابكه حد التعقيد ، فذلك المعبد الذي نحن بصدد محاكمته لم يكن سوي ظلِ لوهم ، و تلك الالهه الموجوده بداخله غريبه لا نعرفها .. و هؤلاء الكهنه و الذين يرفعون البخور ليل نهار و هم يقدمون أجسادنا قرباناَ ، ليسوا سوي أدوات يحركها من يملك القوه و المال و النفوذ .
سيدي الرئيس .. ان هؤلاء المصلين مرتادوا هذا المعبد هم من البسطاء الذين قد لا يجدون قوت يومهم و الذين سيحين دورهم يوماً ليسجي جسد كل منهم في دوره علي المذبح بداخل معبد الشر هذا ، ليلقي جزاءه ، و ليٌذبح بدم بارد بنصل حاد !!
سيدي الرئيس .. ان معالم القضيه التي ننظرها اليوم واضحة ، و الدماء خير شاهد فيها ، و لذلك فليكن حكمك عادلاً ، فالشر قد تأصل و اصبحت الطرقات مليئة بالجرحي ، و الدماء تتقاطر لتغطي اراضي الوطن فلماذا تترك معابد الشر منتشره تملاً الطرقات برائحه العفن !!
سيدي الرئيس .. ليكون حكمك عادلاً بأدانه جميع كهنه المعبد و الذين كانوا السبب في كل ما نحن فيه ، و ليٌهدم المعبد و لتتحطم الهه بداخله و ليٌعدم هؤلاء الكهان الفاسدون و الذين ملأوا الدنيا صراخاً و عويلاً بأسم الشر ، و انت سيدي تحكم بأسم اله العدل و الخير و لذلك فمطالبنا هي القصاص العادل !!
و لكن مهلاً .. هل هذا كافياً !!
كلا ..
فلتصدر حكمك العادل ايضاً ، لصالح هؤلاء البسطاء و الذين دأبوا علي الصلاه في معبد الشر .. و لتجمعهم في معبد أخر للخير ليتعلموا معني التعايش السلمي و ان تقدمات الدماء ليست من عاداتنا .. فألهنا الواحد لا يٌسر بالمحرقات ، فالذبيحة لله هي روح منسحق ، و القلب المنكسر المتواضع لا يرزله الله .. و ليتعلموا سيدي الرئيس ان تقدماتنا هي للخير و الحب و السلام .. فألهنا هو اله الحب المطلق ..
سيدي الرئيس .. ان البسطاء هم من سيحاسبنا عنهم الله في ألآخره و ماذا قدمنا أليهم .. و لذلك فلنكن دعاه خير و سلام فهي رسالتنا و لكن أولاً عليك ان تنطق بالحكم لهدم معبد الشر علي رؤوس كهنته .. لننعم حقاً بالسلام .
أحدي مطالبنا و ليست الاخيرة .. نٌريد خبزاً ، لا ذخيرة !!!