بقلم د. غادة شريف | الجمعة ١٤ نوفمبر ٢٠١٤ -
٥٨:
٠٧ م +02:00 EET
صورة تعبيرية
بقلم د. غادة شريف
شوف بقى يا حمادة، أريد الآن أن أحلف لك حلفان مهم جدا.. عندك رغيف عيش؟.. طب هاتلى منه حتة بس يكون معاها طعمية علشان أنا باموت فيها وياريت بقى لو معاهم حتة ليمونة معصفرة علشان الحلفان يكون محبش، وتعالى علشان أحلفلك أنه حتى لو تأجلت الانتخابات البرلمانية مليون سنة فلن تتفق الأحزاب،
وآدى ذقنى أهيه لو عملوا تحالف بشلن!.. أحزابنا السياسية أصبحت خير مثال للمريض المزمن الذى لن يشفى أبدا.. كام مرة يا حمادة نصحناهم ينزلوا الشارع وأن ينَحوا الخلافات جانبا ويفكروا فى الوطن على سبيل التغيير؟..لكنهم يصرون على تضييع الوقت فى خلافاتهم مع بعض.. إنهم حتى لم يفكروا فى طرح أى برامج ولو كده وكده حتى يبدو عليهم أنهم أحزاب بجد.. البلد بالنسبة لهم ليست أكثر من تورتة وكل منهم يطمع فى أكبر جزء.. النخبة للأسف مريضة بعيوبها الشخصية، وهى السبب الوحيد خلف عدم تحالفهم حتى الآن..
بداخل كل منا بالونة اسمها «الأنا».. تولد معنا وتكون فى قمة سيطرتها علينا فى المراحل المبكرة من الطفولة حيث مراكز التحكم الوجدانى لم تنضج بعد.. لكن من الناحية الأخرى كلما ازداد الرصيد المهنى أو الثقافى أو الاجتماعى أو كلهم مع بعض يزداد حجم «الأنا» ويبقى النضوج الوجدانى هو المتحكم فيها والذى يحدده ذكاء الإنسان.. لو إنت بقى يا حمادة ذكى وناصح، ستنجح فى كبت «الأنا»، وستستطيع العيش وسط الجموع.. أما إذا تركت هذه البالونة للانتفاخ والتضخم فغالبا البالونة بتفرقع فجأة، وأغلب الظن أنها بتفرقع فى وشك!..
حينئذ تهتز صورتك ويتفرج الناس عليك!.. هذا بالضبط ما تعانى منه النخب.. ذكاء ضعيف جدا، على عدم نضوج، على شغل عيال على حبة حاجات فوق بعض كده.. إذن هل فرَّجوا الناس عليهم؟.. بالتأكيد..
وياليتهم ظلوا عند مرحلة الفرجة، بل إن الوضع تدهور فأصبحوا نكتة يضحك عليها الناس فى الشارع!.. عندما تسأل أحد هذه النخب لماذا لم تتحالفوا مع فلان؟ تأتيك الإجابة لأنه يبحث عن مكافأة نهاية الخدمة، وعندما تسأل لماذا لا تتحالفون مع علان تأتيك الإجابة لأنه مغرور يعشق السيطرة ويسىء معاملة من هم دونه!.. وبغض النظر عن حقيقة ما يقولون إلا أن الأكيد هو أن جميعهم يرى البرلمان مكافأة وجميعهم يعشق السيطرة لذلك هم لا يتفقون لأن من حقائق علم الفيزياء أن الأقطاب المتماثلة تتنافر!..
مشكلة هؤلاء النخب أنهم لا يتدارسون دروس الماضى القريب.. لم يتوقفوا ليسألوا أنفسهم لماذا يصر الشعب على التشبث بالقوات المسلحة بينما يرفضونهم تماما.. لم يتوقفوا ليتأملوا ماذا يفتقدون من الميزات التى تتوفر لدى المؤسسة العسكرية.. لم يفطنوا إلى وجود خلاف عقائدى رهيب بينهم وبين المؤسسة العسكرية، فبينما عقيدة أى فرد ينتمى للمؤسسة العسكرية هى إنكار الذات لصالح الوطن نجد النخبوى عقيدته أنا ومن بعدى الطوفان.. فى ساعة الشدة تجد المؤسسة العسكرية على قلب رجل واحد، بينما تجد النخب على قلب أرنب واحد!..
العجيب أنه بعد انتهاء الشدة تجدهم يعودون لنفس التعالى والغرور!.. زمان كان سبب هذا التعالى أنهم يعتقدون أنهم الأكثر فهما والأكثر تعليما والأكثر علما بالسياسة، لكن فى الثلاث سنوات الأخيرة ثبت لنا أن معدل ذكائهم أقل كثيرا من معدل ذكاء الشارع المصرى، إذن بيتنططوا دلوقت بأمارة إيه؟.. لذلك عملا بقاعدة إذا بليتم فاستتروا أتمنى منهم أن يسارعوا فى التحالف لأن فى التحالف سترة!
■ منذ يومين أمرت الحكومة ببدء حملات لفحص الطرق حيث يكون الفحص بصرياً ثم يليها الفحص الآلى.. فى رأيى أن هذه طريقة معروفة لتضييع الوقت،
حيث ندخل فى متاهة البيضة عند الفرخة والفرخة عايزة قمحة والقمحة عند القماح والقماح مش فاضيلكم بصراحة!.. تقنيا، أنا لست أفهم ماذا يعنى الفحص البصرى، لكنه غالبا فحص مبدئى حيث سيقف الخبير على رأس الطريق ليحدد إذا كان الطريق ولد ولَا بنت.. أما الفحص الآلى فغالبا سيكون بالسونار.
وأتساءل: ألم يكتشف المسؤولون وعورة الطرق أثناء جولاتهم المتعددة، أم أنهم يتجولون بطائرات خاصة؟!
نقلا عن المصري اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع