الأقباط متحدون - استعداد أم قلة كفاءة؟
أخر تحديث ١٩:٠٤ | السبت ١٥ نوفمبر ٢٠١٤ | ٦هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٣٨٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

استعداد أم قلة كفاءة؟

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

مينا ملاك عازر
ينتابني الآن خليط بين مشاعر الأسف والأسى والفخر بما جرى على سواحلنا أمام دمياط، الأسى والأسف على مُصابينا من رجال البحرية المصرية ومن يستجد من من سيسقط شهيداً، أما الفخر فيجتاحني بأننا استطعنا أن ندمر آليات الهجوم الإرهابي، وهي أربع بلنصات اشتركت في الهجوم الإرهابي الأول من نوعه في مصر حيث اتخذ للبحر مسرحاً لأعماله الدنيئة بل وقتل حوالي ثلاثين من أفراد الهجوم، وأسر إثنين وثلاثين آخرين.

السؤال هنا، هل هو استعداد القوات البحرية ودعمها الجوي الذي أسفر عن هذه النتيجة المرضية لي من قتل وتدمير وأسر المهاجمين، لعلها الحقيقة أنه نعم، استعداد من القوات البحرية وسرعة تلبية عالية للأسف لم تمتع بها القوات البرية في حادثي كرم القواديس والفرافرة حتى أن منفذيها فروا، وقد يدعم هذا الاستعداد وسرعة رد الفعل قلة كفاءة من المهاجمين أنفسهم

وقلة كفاءة ما يقودونه من بلنصات مخصصة أصلاً للصيد، لا تباري قوارب القوات المسلحة المزودة بمواتير أسرع وأقوى، وهذا إن وضعنا في اعتبارنا أن قواعد الاشتباك في البر غير قواعد الاشتباك في البحر، ناهيك عن دعم المروحيات السريع المؤثر لا جدال في هذا.

قلة كفاءة المهاجمين لا يعكس لي تناقص كفاءة القوات المسلحة بحرياً وإنما يعكس لي تفوقها وقدرات لنش واحد به حوالي عشرين فرد منها التصدي لأربع لنشات بهم حوالي سبعين فرد مسلحين إلى أن سانده من سانده ببسالة ما بعدها بسالة.

على كل حال، لست في محل اختيار بين استعداد أو قلة كفاءة العدو فأعرف أسباب تفوق البحرية المصرية، أعرق بحرية في المنطقة، فلعلهما الاختيارين معاً، استعدادنا وقلة كفاءتهم لكن أبرز ما يستوقفني عن حق تزامن الحدث مع ما نشرته الزميلة الوطن ذلك الحوار الصحفي الرائع والخطير والذي قامت به الأستاذة منى مدكور والتي أعتبرها فدائية مع أحد مهربي سيناء، والذي كان يروي بدقة متناهية عن طريقة تهريب الأسلحة والأفراد براً

وكشف أن ثمة وسائل لتحقيق ذلك بحراً أيضاً، كما كشف عن أن المهربين يستغلون الشبورة التي تمنع كاميرات الطائرات عن رؤيتهم ويستغلون فترات تبديل الورديات لضرب ضربتهم خاصةً في مجال لتهريب البحري.

وهو ما يدفعني إلى أنني أطلب من جميع المسؤولين عن أمن هذه البلد الآمن، لا تتبعوا الروتين، وغيروا دائماً مواعيد تسليم الوردية ولا تحفظوا أعداءكم خطواتكم، وانتبهوا، فلعل ثمة اختراق ما بين صفوفكم لا تعتبرونه أنتم مؤثراً لكنه يتسبب في سقوط ضحايا منكم غاليين علينا.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter