الأقباط متحدون - الإرهاب فى صفحة ٧
أخر تحديث ١٠:٢٠ | السبت ١٥ نوفمبر ٢٠١٤ | ٦هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٣٨٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الإرهاب فى صفحة ٧

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

بقلم   شارل فؤاد المصرى
طوال السنوات الماضية ومنذ عهد الرئيس «المؤمن» محمد أنور السادات عندما كان أمر تيار الإسلام السياسى يعلو وتدخل الدولة فى مواجهة مسلحة معهم نجد رجال الدين يخرجون علينا فى وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمطبوعة ويتحدثون عن أن هناك خطوات جادة لتجديد الخطاب الدينى !!.. رغم أن الحل الأمنى هو الذى ينجح فى النهاية ولو بشكل ظرفى- أى فى وقتها - وهو ما نسمعه الآن بنفس التكرار والملل.

وهنا لا يدرك القائمون على هذا الأمر أن كلامهم مجرد كلام فى الهواء لأنه لم يستطع أحد منهم الاقتراب من بيت الداء، وهو الذى يربى وينتج فى كل منزل فى مصر «داعش صغير» يترعرع على الكراهية وحب سفك الدماء باعتبارها طريقة إلى الجنة !!.

وبيت الداء هنا هو التعليم الذى وصلت بسببه مصر إلى مرتبة متأخرة لا تستحقها وتستحق أفضل منها بكثير.

الأسبوع الماضى أخذنا نموذجا وهو بضعة سطور من كتاب تم تدريسه حوالى ٥٠ عاما- أحد الأصدقاء قام بتصحيح المعلومة لى، وكنت كتبت أنه تم تدريسه ٢٥ عاما- وبالنظر إلى تاريخ طباعة الكتاب وجدت أن النسخة الموجودة معى تمت طباعتها عام ١٩٧٩.

نعود إلى الموضوع وهو التعليم، والكتاب هو «تيسير الدليل» الذى كتبت عن سطور قليلة مما يحتويه وكيف يتم صناعة الموت والتطرف والإرهاب فى مصر بل والعالم.

فى هذا الجزء نتحدث عن حرق الكنائس.. وسأعطيكم نموذجا مما ينشر فى الصحف وسنأخذ بشكل عشوائى خبرا وسنؤصل له من الكتاب سالف الذكر.

متن الخبر يقول التالى: أصدرت مطرانية المنيا، مساء اليوم الجمعة، بيانًا، بشأن كنيسة مار جرجس، بناحية الشيخ عبدالرازق. قالت المطرانية، فى بيانها، إن الكنيسة المذكورة تتبع مطرانية المنيا وأبوقرقاص، ونظرًا لظروف خاصة بمكان الكنيسة الحالى تقدمت المطرانية بطلب رسمى للمسؤولين، للسماح لها بنقل الشعائر الدينية إلى مكان آخر تملكه المطرانية، وقد تفهّم المسؤولون الأمر، وتسير الإجراءات الآن للحصول على الموافقة.

وأشارت إلى أن البعض أساء فهم الموقف بنقل الصلاة فى المبنى الخدمى للمطرانية على أنه إنشاء كنيسة جديدة- لاحظ - ومن ثم تجمهر البعض ظهر اليوم الجمعة حول المكان محتجين.

وأضافت أنه «تم احتواء الموقف سريعًا من قبل رجال الأمن، والكثير من إخواننا المسلمين، والمسؤولين بالقرية»، مؤكدة أن الأمور تسير بطريقة طبيعية فى المحافظة..إلى هنا انتهى الخبر.

التعليق.. من كتاب «تيسير الدليل» فى صفحة ٧ يقول عن أهل الذمة التالى: «ويمنعون من ركوب الخيل وحمل السلاح ومن إحداث الكنائس- أى بناء واحدة جديدة – ومجتمع الصلاة ومن بناء ما انهدم.... إلخ ».

وإذا طبقنا هذه الجملة سنجد مبررا كافيا للخبر أعلاه.

ولكن القرآن الكريم يقول غير ذلك، وإذا نظرنا بتدبر إلى الآية التالية قال الله تعالى: «وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِى أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ».. العنكبوت ٤٦ .

كتاب مثل كتاب «تيسير الدليل» ينشر ثقافة الكراهية فى المجتمع والانقسام وبالتالى تفشل أى جهود لإنماء الدولة.

والمطلوب وبقرارات سريعة وحاسمة كما فعلت العديد من دول العالم، الأول إعلاء ثقافة الحب وليس الكراهية.. ثقافة العطاء وليس ثقافة الإرهاب.. ثقافة المدنية وليس ثقافة داعش التى نسقيها لأولادنا فى مجتمع فقير يحتاج إلى الكثير حتى يعيش عيشة كريمة.. وأخيرا إعمال دولة القانون.

يا أولى الأمر منا، الإرهاب يكمن فى صفحة ٧ فاجتثوه يرحمكم الله.
نقلآ عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع