بقلم – أيمن الجوهري
داعش والأخوان والسلفية وكل تيارات الأسلام السياسى .. ليست هى المرض وأنما هى تقحيات العرض .. فليسوا ( كأرهاب وشخوص ) هم الداء فى ذاتهم وأنما مايحملونه من فكر هو المرض والسقم المتجسد فى عقولهم .. مرض فكرى فى أصوليته ولكنه مُغلف وموظف سياسياً .. فالسياسة كانت وسيلة لنشر هذا الوباء ليس الا .. وأن تم أغتيال المئات منهم جسداً فسيبقى أزلامهم و فلولهم فكراً .. !!
فالأرهاب نتيجة والأستقواء نتيجة والنبش فى الصدور والطعن فى الأيمان نتيجة والتهكم و البذائات نتيجة .. والتوحش الفكرى نتيجة والتذكية لأنفسهم نتيجة و غلق أبواب التفكير والأجتهاد نتيجة .. وكل ما فعلوه الأخوان من أفعال غير سوية وأرهابية وتقية خلال سنوات مضت هم وباقى أزرعتهم الأخطابوتية .. كانت نتيجة وعرض .. !!
أما المرض .. هو الفكر المغلوط فهماً والمشوه حشوا والمقيد حريتاً والمقيد عقلاً والمكفر روحاً .. والمتاجر توظيفاً والمُستغل سياسياً والأحادى طرحاً والملجم تفكيراً والمنفلت فتوى والمتسمر نصاً والسلطوى أرهاباً والمقيد منهجاً والمأزوم والمزرى والمسيىء فكراً .. عن الأسلام .. !!
هذا الفهم الخاطىء للدين وبؤرته ومنبعه ومعينه متمثل واقعياً و فعلياً فى بعض أجزاء من التراث وبعض أفهام من الماضى وبعض شطحات من التاريخ وبعض الرؤى الفقهية .. مع أقصاء لأى تجديد وخبث فى التقية وغيبوبة فى أعادة الأستقراء و أستكبار على التدبر والجبن على المعرفة وخلل فى التفكير وتسفيه مستمر للتعقل وخنوع فى تقديس أقوال البشر و تواكل فى الأجتهاد وتسطيح للأولويات وأستسهال لنظريات المؤامرة .. مع ظروف سيئة أقتصادية وسياسية متلاحقة و نشر التخوف من أى بديل .. أنقشع لنا هذا الداء .. متمثل فى فكر ساكن عقول هؤلاء .. أما الدواء هو المواجهة الفكرية متلازماً المواجهة المسلحة .. نقطة
الأخوان والسلفية والقاعدة و داعش وغيريهم .. حتى يهيئوا المجتمعات لأستقبالهم بالورود القطيعية على أبواب قلاع عقولهم لأحتلالها لاحقاً .. أخذوا فى عزف أناشيد الخنوع وأياك والتفكير .. وأخذوا يحقنونا بفكر مشوه ومغلوط وخاطىء عن الدين .. وبجرعات مكثفة ودورية وعلى فترات متقاربة من فكر (( التأسلم )) .. عبر الزوايا والجوامع وشرائط الكاسيت والمظهرية المتألسمة والفضائيات وجل الخطاب الدينى العام بعدما أكتشفوا فى سبعينيات القرن الماضى أن المواجه المسلحة مع الدولة لن تجدى نفعاً ( مرحلياً ) إلا عن طريق أحتلال أدمغة الشعوب أولاً لتفتح لهم حصون السياسة أخيراً .. مع الأتجار بأحتياجات الناس والتلويح بجزرة الدين وعصى الناجون من العذاب والتهديد بالتكفير أو التفجير .. وقد كان .. !!
حتى أدمنا نحن الأقتناع بالدونية الأيمانية وأستشعرنا خنوعاً أننا نعانى من نقص فى الأيمان ونواقص فى الألتزام وغياب الأرشادية .. وأخذنا فى جلد عقولنا بسياط التقصير حتى تنصاع لحقن التلقين والتجمد عن التفكير والقطيعية الفكرية .. وبدون أدنى مقاومة ( معرفية ) تذكر .. وقد كان .. !!
وسقطت عقولنا فى بئر الأنصياع والأخونه بالضرورة .. !!
وأنتشرت العدوى ..فأبت عقولنا ( ومازالت ) على أن تفكر وأبت على العلم بأن تتبعه وأبت على المعرفه بأن تبحث عنها وأبت على نضوج الفكر بأن ترتقى له وأبت على مناهجها بأن تراجعها وأبت على أعادة فهم المفاهيم بأن تستوعبها .. وأبت على الجهل بأن تقضى عليه وأبت على سلبيتها بأن تهذبها وأبت على نواياها بأن تجردها وأبت على قلوبها بأن تصفيها وأبت على خنقة صدورها بأن توسعها .. وأبت على الكيف أن تهتم به وأستبدلته بكمية مظهريتها .. وأبت على غرائزها بأن تروضها وأبت على تكبرها بأن تعالجه وعلى عنتريتها الفهمية بأن تتخلص منها وأبت على أنصياعها بأن تندم عليه وأبت على بشريتها بأن ترتقى لأنسايتها ..وأبت على ماضيها بأن تعتبر منه وأبت على تجاربها بأن تتعلم منها .. !!
ولم ترضى الا بالأسلمة ( وهى الوجه الأخر للأخونة ) .. تظاهراً وتشكلاً وتتراشق بالأيمان فيها .. وهكذا سقطت شعوبنا ومازالت حتى تفيق الى نفسها و تأخذ بناصية أفهامها .. وتعى مدى بشاعة الحرب عليها .. ومازالت .. !!