"هو الممثل ده اسمه إيه؟"، سؤالًا نبحث عن إجابته إن أعجبنا أحد المممثلين الذين لم يظهروا إلا في مشهد واحد داخل أحد الأفلام، وتأتي الإجابة دائمًا "دا كومبارس".

 

"كومبارس" كلمة إيطالية معناها "الزائد"، وتقال على ممثل يؤدي مشهد واحد، وجوده ضروري للحفاظ على واقعية العمل الفني، ويؤدي دور بواب أو عسكري أو أي دور آخر.

 

"الكومبارس" في مصر لا نقابة له، يتقاضى أجرًا ضعيفًا نظير آداء دوره، لا يعينه على تدبير قوت يومه، الأمر الذي يدفعه للبحث عن وظيفة أخرى بجانب "الكومبارس" لتدبير احتياجاته.

 

"أنا كومبارس وسواق نص نقل، آخر دور عملته كان عشماوي في فيلم (عبده موتة)، خدت 50 جنيه، طب اعمل بيهم إيه، لازم اشتغل شغلانة تانية، أنا لو اعتمدت على فلوس الكومبارس هموت من الجوع"، هكذا يروي محمد هوندا معاناته.

 

ويتابع هوندا، "مين يجيب للكومبارس حقوقه، ليه مفيش نقابة تجمعنا؟!، زمان كان فيه نقابة لينا اسمها (النقابة العامة لكومبارس المسرح والسينما)، بس اتلغت"، وتلمع عيناه فجأة ويقول، "بس انا طلعت على أفيش فيلم (اغتيال مدرسة) مع نبيلة عبيد، كنت طالع عسكري، أيام الفيلم دا كانت أسعد أيام حياتي، وبترحم كل يوم على أشرف فهمي مخرج الفيلم دا"، ويشير هوندا إلى بعض الافلام التي اشترك في بطولتها وأشهرها "أحلام هند وكاميليا، المواطن مصري، شادر السمك".

 

سها صبري، وشهرتها "الرعاشة"، كانت تعمل "كومبارس"، لكن مرضها بـ"الصرع"، جعلها تبتعد عن وظيفة الكومبارس، "عندى نوبة صرع وممكن أقع في أي وقت، وعلشان كدا مبقتش اعرف اشتغل".

 

تستعيد سها ذكرياتها وتقول، "30 جنيه آخر حاجة خدتها، في دور عملته في فيلم (إبراهيم الأبيض)، واشتغلت في أفلام كتير أشهرها (على باب الوزير)".

 

تضيف الرعاشة، "زمان كنت بشتغل رقاصة في الأفراح، دلوقتي ببيع أي حاجة من البيت علشان آكل بدل ما اشحت، مفيش ممثل مشهور بيساعد كومبارس ومش هتحصل، ومفيش أمل إن حال الكومبارس يتعدل".

 

وعن حال الكومبارس يقول المخرج عثمان أبولبن، يجب احترام آدمية الكومبارس قائلًا، "الكومبارس لازم ياخد أجر محترم، وانا بعامل الكومبارس زي ما بعامل النجم"، مضيفًا أن "المنتجين أنواع، في منتج بيتعامل مع الكومبارس كويس وبيديهم أجر معقول ووجبة، وفيه منتج بيستخسر في الكومبارس أي حاجة".