الأقباط متحدون - ابدأ الاستعداد للحرب
أخر تحديث ١٩:٥٤ | الاربعاء ١٩ نوفمبر ٢٠١٤ | ١٠هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٣٩٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

"ابدأ الاستعداد للحرب"

الرئيس الراحل السادات
الرئيس الراحل السادات

مينا ملاك عازر
الهجوم الذي نفذته حماس ورعته وأيدته على كنيسة بالقدس والذي قُتِل فيه المهاجمين الفلسطينيين وعدد من القتلى الإسرائيليين، لم ولن يزلزل القدس ولا العالم بأثره كالهجوم الذي نفذه الرئيس الراحل السادات قبل سبع وثلاثين عاماً على الكنيست الإسرائيلي في حضور أعضائه والحكومة الإسرائيلية وقادة جيش الدفاع الإسرائيلي، كان السادات قاتلاً مهيباً ومهاباً مؤثراً، يبتر بكلمات ويذبح بأحرف

نفذ عملية في مثل هذا اليوم وكأنه انتحاري، أجبر كل قادة إسرائيل بمختلف أفكارهم وانتماءاتهم أن يقفوا في المطار مصطفين لاستقباله، بدءاً من رئيس الدولة آنذاك إفراهام كاتسير مروراً برئيس الوزراء بيجن وانتهاءاً بقادة المعارضة حتى أن إسحاق شامير رئيس الكنيست آنذاك وصف تلك اللحظة بأنها زلزال.

اتجه بعدها للكنيست ليطلق وابلاً من المبادئ التي عبرت عن قوته ونبله ورغبته الجامحة للسلام، كانت مبادئه الخمس هي أولاً انهاء الاحتلال الإسرائيلى للاراضى العربية التى تم احتلالها فى عام 1967م . ثانياً : تحقيق الحقوق الأساسية للشعب الفلسطينى، وحقه فى تقرير المصير، بما فى ذلك حقه فى إقامة دولته.

ثالثاً : حق كل دول المنطقة فى العيش فى سلام داخل حدودها الأمنة والمضمونة عن طريق إجراءات يتفق عليها تحقق الأمن المناسب للحدود الدولية بالإضافة للضمانات الدولية المناسبة. رابعاً : تلتزم كل دول المنطقة بإدارة العلاقات فيما بينها طبقاً لأهداف ومبادىء ميثاق الأمم المتحدة وبصفة خاصة عدم الالتجاء إلى القوة وحل الخلاف بالوسائل السلمية. خامساً : إنهاء حالة الحرب القائمة فى المنطقة.

وأثناء اإلقاء السادات لخطابه هذا الذي يبدو منه اهتمامه بالقضية الفلسطينية وعدم إهمالها كما اتهمه بذلك أعدائه من العراق وليبيا وسوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية أرسل عزرا وايزمان وزير الدفاع ورقة صغيرة لموردخاي رئيس أركان حرب جيش الدفاع الإسرائيلي آنذاك وقال له "ابدأ الاستعداد للحرب القادمة" قد يكون هذا من باب عدم تصديقه لم يحدث

وشعوره المتنامي بأن ما يقوم به السادات خطوة من خطوات الخداع الإستراتيجي الذي تجرعوه قُبيل حرب السادس من أكتوبر أو قد يكون لعلمه بتصلب بيجن وعدم قبوله بهذه المبادئ الإنسانية المسالمة والداعية للسلام ما يعني أن المنطقة ستتجه لا محال للحرب لكن لم تحدث الحرب القادمة بين مصر وإسرائيل بل استطاع السادات بدهائه - اتفقنا أو اختلفنا معه - أن يضحك على بيجن ويستقطب أمريكا إلى صفه في مفاوضات طالت نعم لكنه نجح فيها حتى أن بيجن في نهايتها قال "إن االفلاح المصري ضحك عليَّ" كيف فعل هذا السادات؟

قد نتعرف عليه في مقالات قادمة في فرص أخرى هذا إن عشنا وكان لنا نشر في أوان مناسب لهذه الأفكار والحقائق التاريخية التي لا مفر من الاعتراف بها الآن من الجميع.
المختصر المفيد بُعد النظر والفطنة هي صفات إن توافرت لزعيم بات قادراً على تغيير مجرى التاريخ.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter