د. رأفت فهيم جندي
يقول البعض أن الأنسان يولد وعمره وميعاد موته مكتوب على جبينه، ويستدلون على هذا ببعض الأحداث مثل أن تقع طائرة ويموت كل ركابها إلا شخص واحد أو يشب حريق فى بيت وينجو منه فرد واحد.
بالتأكيد ان كل شيء يحدث لنا يكون بسماح من الله، ولن يسقط عصفور من على شجرة الا بأذنه، وقد يتدخل الرب الاله لكى يوقف حدثا ما، فقد يطلق المجرم الرصاص وينجو الضحية لأن الله لم يسمح لهذا الشخص أن يموت الآن، وبالتأكيد أيضا انه توجد احداث او امراض ليس لنا يد فيها مثل ولادة شخص بعاقة معينة او حدوث حادث معين ليس لنا اى تحكم فيه.
ولكن لو كانت الأعمار بيد الله فقط ما استطاع أحد ان يحاسب القاتل لأن الله هو الذي حدد عمر القتيل، وما استطاعت محكمة ان تقول لطبيب مهمل ان اهماله ادى لوفاة المريض، وما قلنا ان الانتحار خطيئة.
وفى الدول التى تقل فيها الرعاية الصحية نجد ان متوسط اعمار سكانها اقل من الدول المتقدمة، والانسان الذى يعتنى بصحته يعيش اطول من الذى يهمل بصحته او يفسدها، ومعدل وفيات الأطفال فى الدول التي ليست بها رعاية صحية تفوق مئات المرات معدلها في الدول المتقدمة.
الله وضع مشيئته فى قوانين الطبيعة التى خلقها، ولو القى احد بنفسه من اعلى فسوف يموت طبقا لقانون الجاذبية، وليس حقيقي العبارة التي تقول انه "لن يصيبنا الا ما كتبه الله لنا" وهناك فرق بين أن الله حدد لنا وانه يعرف ما سوف يحدث لنا، وان حدث لشخص حادثة واستدعى الاسعاف فقد ينجو وان لم يفعل فقد يتوفى.
والذي يقول إن الأعمار بيد الله او انه لن يصيبنا الا ما كتبه الله لنا، ويعاني على سبيل المثال من ارتفاع فى ضغط الدم سوف يتناول حبوب الضغط لأنه يخشى أن عدم تناولها قد يتسبب بانفجار فى اوعية الدم بالمخ وقد يموت.
وهذه المعتقدات ضارة جدا بالفكر البشرى، لأنه يوجد مريض لا يريد ان يتناول ادوية طبقا لأن "الاعمار بيد الله"، وايضا يوجد من يقود سيارته بغير فرامل طبقا لأنه "لن يصيبنا الا ما كتبه الله لنا".
وهناك امثلة عديدة آخري من الكتاب المقدس يعلمنا ان عمر الانسان يكون مرتبطا بتصرفاته أيضا، ووصية اكرام الاب والام ارتبط بها "لكى تطول أيام حياتك على الأرض" وسفر التكوين 38: 7 يقول "وكان عير بكر يهوذا شريرا في عين الرب فأماته الرب" ويخبرنا سفر ملوك الثاني اصحاح 20 ان الملك احزيا كانت تصرفاته شريرة فاعلنه الرب على لسان اشعياء النبي بالموت، وعندما تاب الملك احزيا عاد الرب واعلنه بانه يطيل عمره.
وطبقا للتاريخ الكنسي ان سمعان الشيخ تردد في ترجمة نبؤه "هوذا العذراء تحبل وتلد..."، فأطال الرب عمره وعاش حتى عمر 250 عاما لكى يعاين ولادة يسوع. لوقا 2: 25
الله لم يحدد لنا اعمارنا او ما يصيبنا، بل نحن مشاركين ايضا فى تحديد هذا بحرية الاختيار التى اعطاها لنا الرب الإله، وكذب الذين قالوا "انه لن يصيبنا الا ما كتبه الله لنا" أو "ان الاعمار بيد الله"