الأقباط متحدون - عم مصطفى رسام شارع شريف: بدأت أعمالي بصور عبدالناصر
أخر تحديث ٠٣:٤٦ | الاربعاء ١٩ نوفمبر ٢٠١٤ | ١٠هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٣٩٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

"عم مصطفى" رسام شارع شريف: بدأت أعمالي بصور "عبدالناصر"

عم مصطفى
عم مصطفى

 إلى جانب الطريق، يجلس على كرسيه الخشبي، مرتديًا قميصه الأنيق وساعته الذهبية، وبين أنامله قطعة من الفحم يظلل بها وجهًا نقل ملامحه إلى الورق، على أنغام صوت أم كلثوم الذي يصدر من "راديو" صغير يضعه إلى جواره، ومن خلفه يعبر المارة وعيونهم معلقة بالوجه الغريب الذي يرسمه.

 
خمسة وأربعون عامًا، قضاها "عم مصطفى"، متنقلًا بين شوارع منطقة وسط البلد، حتى استقر به المطاف في منتصف شارع شريف، بالتحديد على الرصيف المقابل للبنك الأهلي المصري، يقول الرسام الهاوي بينما يضع اللمسات الأخيرة على البورتريه: "بقالي 20 سنة في المكان ده.. الناس حفظتني وزبايني عرفت مكاني"، كما دفعت مهارته مديرية أمن القاهرة، للاستعانة به في رسم المشتبه بهم بناءً على الأوصاف المتاحة.
 
مع آخر شعاع ترسله الشمس، يصل "عم مصطفى" إلى مكانه، يجلس على كرسيه حتى منتصف الليل، لا يقطع انهماكه في العمل سوى تحية "إزيك يا فنان"، التي يلقيها المارة على مسامعه، والزبائن التي تأتيه من أجل أن يرسم لهم أحباءهم.
 
في الشارع "التفاعل" سيد الموقف بين المارة والرسام الستيني، "الرسم في الشارع زي التمثيل على خشبة المسرح، بيخليك تسمع تعليقات الناس على شغلك وتتفاعل معاهم بدرجة كبيرة"، كلمات يقولها عم مصطفى، موضحًا أن الرسم في المنزل يشبه التمثيل أمام الكاميرا فكل منهما يحرم الفنان من التعرف على رد فعل الجمهور على أعماله.
 
سنوات طويلة احتضن فيها الشارع "عم مصطفى"، جعلت منه شاهدًا على التطورات التي لحقت بالمجتمع المصري، "زمان كانت البنات بتلبس فساتين على الموضة وكان وش الزباين رايق وباين عليه العيشة المرتاحة، لكن دلوقتي الناس تعبانة وده باين على وشوشها"، يروي الفنان موضحًا أن الاختلاف لم يصب المصريين فقط بل لحق بشوارعهم أيضًا التي تحولت من الهدوء الشديد إلى الازدحام المروع.
 
"جدران الحارة" و"سبورة الفصل"، كانوا بالنسبة للفنان الطفل بديلًا عن اللوحات والأوراق البيضاء، يقول: "كنت برسم المدرسين على السبورة وأول حاجة رسمتها صور الزعيم جمال عبدالناصر على حيطان الحارة"، كان ذلك قبل رسوب "عم مصطفى" في امتحانات القبول في كلية الفنون الجميلة والتحاقه بكلية الحقوق، ورغم ذلك ترك المحاماة من أجل الرسم.
 
مشوار رسام "البورتريه" العجوز، لم تنتهِ فصوله بعد، ترافقه فيه وجوه الغرباء، تقتسم معه سنوات عمره التي يسرقها الرسم، كما يصف، وتحفر ملامحهم في ذاكرته، قبل أن يحفرها هو على الورق.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter